ثقافة وفن

الأمانة السوريّة للتنمية في دعم الطفل السوري كي يتعلم … ماراثون «حقي إتعلم» من قلب دمشق وفعاليات في الهواء الطلق

عامر فؤاد عامر :

كوكبة من النشاط، والحماسة، وروح الشباب؛ جمعت العديد من المشاركين ضمن جمعيات أهليّة، ومؤسسات حكوميّة، وفنانين، ورياضيين، ومهتمين، ضمن فاعليّة سوريّة تشبه لوحة متكاملة، لمكوّن سوري وطني، يحمل نموذجاً لشباب يخفق بالحبّ والعشق لتراب الوطن، وبالتضحية والبذل سبيلاً لتجدد الحياة في مستقبل البلد وأجياله القادمة.

نشاط واجتهاد
ضمن برنامج «حقي إتعلم» الوطني الذي ترعاه الأمانة السوريّة للتنمية، جاء برنامج الفاعليّة في ثلاث مدن سوريّة «دمشق وحلب وطرطوس» ومن العاصمة دمشق كان النشاط الذي تألّف من ماراثون رياضي اجتمع فيه الشباب المشاركون أمام مدخل الجمعية المعلوماتية في حديقة تشرين، منطلقين باتجاه نهاية الماراثون الذي تقرر أن يكون على أرض معرض دمشق الدولي القديم، وكان افتتاح الماراثون من فرقة الكشافة التابعة لمجموعة «وتد الموسيقيّة والتربويّة»، والتي رافقت الماراثون إلى نهايته، وقد رافق الماراثون مبادرة «لاقونا عالطريق» التي قدمت حضوراً جميلاً من خلال ظهور فرقة موسيقيّة قدمت ألحاناً وأغاني رافقت الماراثون من ساحة الأمويين إلى أرض معرض دمشق الدولي، وأيضاً من المبادرات المشاركة والحاضرة كانت أيضاً مبادرة «هنا سورية» التي قدّمت الفكرة الأساسية للماراثون والهدف منه قبل احتضان الأمانة السوريّة للتنمية له.

دمشق – حلب – طرطوس
عن الجهة المنظمة للأمانة السوريّة للتنمية قدّمت لنا «رانيا ريشة» منسقة العلاقات الإعلامية فيها فكرة عامة عن هذه الفاعليّة والهدف من إقامتها في ثلاث محافظات سوريّة وفي ذلك تقول: «بدأنا الانطلاق في تمام الساعة 9 بماراثون في كلّ من مدن حلب وطرطوس ودمشق، وذلك في التوقيت نفسه، ولدى الوصول لنهاية الماراثون هناك فاعليّات فنيّة وتوثيقيّة، ومعرض للصور، وألعاب ترفيهية للأطفال، وقد افتتح الماراثون في دمشق فرقة الكشاف، أما في طرطوس فكان هناك فرقة موسيقيّة مرافقة، وفي حلب الفرقة الوطنية الأرمنيّة أيضاً، ونحن موجودون لدعم كلّ طفل في سورية كي لا يخسر حقه في التعليم، ضمن برنامج «حقي إتعلم» الذي يعدّ أحد البرامج الوطنية للأمانة السوريّة للتنمية واليوم نحن في عامنا الثالث ضمن هذا البرنامج، الذي يدعم كلّ طفل من الأسر المهجّرة في برامج الإيواء أو حتى الأسر التي تحتاج للدعم ولاسيما أن الوضع الذي مرّت به كثير من العائلات كان قاسيّاً، فنحن نقدّم معونات عينيّة ودورات تدريب وتأهيل للمدرسين، ودورات دعم نفسي للأطفال، ودورات توعية للأهل، وكلّ ذلك بهدف التوعية لأهمية التعليم، ودعماً للأطفال كي لا يخسروا حقّهم في التعليم، والناس تجاوبت بشكل جميل، ورفدتنا ( MTN) برعاية ومن دون تردد، وكذلك جمعية التنمية المستدامة قدّمت دعمها للفاعليّة، و(poor film) قدّمت إعلاناً ترويجياً للفاعليّة، وكثير من الجهات الحكومية شاركت معنا، ومنها ما شارك في التنظيم أيضاً من المحافظة للمرور ونتوجه بالشكر لهم جميعاً، وهناك جمعيات أهلية معنا، ففي ساحة الأمويين لدينا مشاركة من مبادرة «لاقونا عالطريق»، بالإضافة لمبادرة «يالله عالبسكليت»، وفي حلب كثير من الجمعيات الأهليّة تشارك هناك، وهناك فنانون ورياضون، وفريق من الموسيقيين في طرطوس وحلب».
في إطار المسؤوليّة الاجتماعيّة
رزان الدباس من شركة ( MTN) من دائرة العلاقات العامة، تضيف عن المساهمة في هذه الفاعليّة فتقول: «وجودي مع فريقي هنا للمساهمة في هذه الفاعليّة، فبرنامج شركتنا يهتم بالمسؤوليّة الاجتماعيّة، ويدعمها ويركز على وجودنا في كلّ الفاعليّات التي تهتم بالعلم في كلّ أنحاء سورية، ودائماً نسعى لأن نكون شركاء في كلّ الفاعليّات الثقافيّة والاجتماعيّة المتنوّعة في كلّ المجالات لدعم المجتمع السوري بكلّ شرائحه، وهذه الفاعليّة بالذات دخلنا فيها كراع، وفيها قدّمنا هدية صغيرة من شركتنا لكلّ الأشخاص الذين امتلكوا بطاقات من الأمانة السوريّة فقدمنا لهم خط ثري جي مع 100 ميغابايت من ( MTN)».

إضفاء بسمة
«نوار اسمندر» منسق مشروع «لاقونا عالطريق» تحدّث عن المساهمة وأعضاء مشروعه فقال: «مشروعنا تنموي ثقافي يظهر في المبادرات التنمويّة، في الطرقات ومع الناس في فاعلياتهم المشتركة، لإضافة بسمة على وجوه الأشخاص المشاركين، واليوم نشارك في الماراثون الذي نظمته الأمانة السورية للتنمية، ومبادرة هنا سورية، فكان لنا ظهور مفاجئ على سيارة نقل، وقدّمنا مجموعة من الأغاني والموسيقا المرافقة، وجاء الغناء بصوت «ريمان سعيد» وكان على الإيقاع «إيهاب حمدان» وعلى الغيتار «باسل حمامي»، وكل التكاليف خاصّتنا كانت برعاية «غرافيتي كومانيكيشن أجينسي».

خطاب جامع للسوريين
«لمى خضور» من مبادرة هنا سورية، تحدّثت عن مساهمة المبادرة في الماراثون وعن التعاون في الفكرة مع الأمانة السوريّة للتنميّة فقالت: «نحن مبادرة مجتمعيّة شبابيّة مهتمّة بالشباب السوري، لتوصيل رسائل المواطنة والانتماء، وفي نهاية عام 2012 حدث شرخ كبير بين أطراف المجتمع السوري، فوُلدت مبادرتنا للبحث عن خطاب جامع لكلّ السوريين، وهذا ما فعلته المبادرة للمّ شمل الجميع من السوريين خارج الوطن وداخله، واليوم نريد الحفاظ على كلّ السوريين في كلّ المحافظات، فسورية ما زالت قوية بشبابها، ومحبّتهم، وبتصميمهم، والفكرة تطوّعية قدّمناها للأمانة السوريّة للتنمية فكان لها أن احتضنتها ووصلنا لهذه النتيجة».

نجاح التنظيم واتساع المشاركة
ومن المنسقين في هذه الفعالية استضفنا أيضاً «تمار» رئيسة قسم التواصل البشري في الأمانة السورية العامة للتنمية، التي قالت: «مستوى التنظيم كان جيداً جداً ولاسيما أن الوقت كان قصيراً لتنظيم مثل هذه الفعالية التي ضمت الكثير من المشاركين ومن جهاتٍ متعددة، وحضور الكشافة التابعة لمجموعة وتد الموسيقيّة التربويّة، أضاف لوناً جميلاً على الفعالية، كما كانت مبادرة «لاقونا عالطريق» مميّزة وقدمّت تفعيلاً جميلاً للمشاركين في الماراثون، وهناك معرض للصور الفوتوغرافيّة التي تحدّثت عن الجانب العلمي والتعليمي في سورية عبر تاريخها الحديث، وهناك صور بينت مجموعة من الأسماء المميزة من نساء سورية الرائدات ومن رجال سورية المتميزين، ومن مواقع تعليميّة كجامعة دمشق، ومنها صور اختارتها مبادرة «هنا سورية»، ومجموعة أخرى تمّ انتقاؤها من «أطفال مسار» ومجموعة أخرى تمّ انتقاءها من الأمانة السوريّة في قطاع التعليم، وهذه المجموعة نفسها تمّ انتقاؤها لبرنامج «حقّي إتعلم» 2015 – 2016، كان معنا أيضاً مجموعة من الرياضيين مثل «طريف قوطرش» و«أنور عبد الحيّ» ومجموعة من الفنانين مثل «أيمن عبد السلام» و«علي صطوف».

حجر أساس
التقينا الفنان «علي صطوف» أحد المشاركين في الماراثون الرياضي دعماً لمبادرة «حقي إتعلم» وقد عبر عن مشاركته وسبب وجوده في هذه الكلمات: «أحببت المشاركة في هذه الفعالية، فأنا أرى أن المساهمة في هذا النوع من المشاركات هو حجر أساس صغير لنعمر شيئاً يساهم ويساعد الأطفال أكثر كي يتعلموا، والوقوف إلى جانبهم هو واجب علينا وما نقوم به هو رمز وتشجيع لهم فأي مبادرة تهدف لدعم مثل هذه الجهود من الممكن أن تحقق فرقاً وإضافة».

جمال سوري
أيضاً التقينا الفنان «أيمن عبد السلام» الذي حدّثنا عن مشاركته: «الشعور برغبة الناس لتقديم شيء جميل للوطن هو ما نلمسه في مثل هذه المبادرات، فأن أكون موجوداً بين الناس للمشاركة في ماراثون يدعم حق الطفل السوري في التعلّم هو حالة غاية في الاحترام والتقدير وفي المحبّة لأن الاحتكاك مع شرائح متنوعة من الشعب السوري يدلنا على جمال الوطن بأبنائه وقوتهم وصدقهم في محبة الوطن، والتعلق به أكثر رغبة في التصدّي لأي مواجهة خارجيّة تريد أن تشوّه من هذا الجمال السوري».

دعماً لمبادئنا في السلام
في نهاية الماراثون كان هناك فرقة موسيقيّة مؤلفة من مجموعة من العازفين رافقهم صوت للفنانتين «إيناس لطوف» و«همسة منيف» اللتين أطربتا الحضور في مجموعة من الأغاني المختارة. والفنانة «همسة منيف» أضافت عن مشاركتها في هذه الفعالية فقالت: «من واجبي أن أكون موجودة ضمن أي فعاليّة تخدم البلد، فعالية مثل «حقّي إتعلم» أو أيّة فعاليّة لديها رسالة موجّهة للشعب وللمجتمع السوري ستسعدني كثيراً، وهذا العمل يحمل حالة تطوّعيّة تجعلني أكثر رغبة لنقل شيء لطيف للناس دعماً لمشاركتهم ودعماً لمبادئ رسائلنا في الحبّ والسلام».

من قلب دمشق
أمّا الفنانة «إيناس لطوف» فأضافت عن مشاركتها: «من واجبي وواجب الجميع المشاركة في مثل هذه الفعالية التي تدعم أطفالنا في أحقيّة التعلّم، فالعالم الخارجي يحاول بشتى الوسائل محاربتنا في تشويه ثقافتنا وعلمنا وكل الميادين، فهذه المشاركات ضروريّة اليوم، ولاسيما أنّ الكثير من أطفالنا ابتعد عن المدارس وكانت ظروفهم سيئة، ومنعتهم من متابعة تعليمهم، واليوم الجهود والشباب كلّه موجود في الرياضة والموسيقا والفنّ في قلب دمشق وفي الهواء الطلق، ردّاً على كلّ تلك المواجهات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن