رياضة

ضعوا أيديكم على ضمائركم

غانم محمد :

أتجه إلى تكرار أمنية عمرها عقود من الزمن وأعلم أن مصيرها التبخّر كما هي العادة وهي أن نحكّم ضمائرنا ونضع مصلحة اللعبة لا مصالحنا الشخصية معياراً وحيداً لمن سنعطيه صوتنا الانتخابي لأن ما وصلت إليه كرتنا يحتاج لا إلى مبضع الجراحين وحسب وإنما إلى استبدال وزرع أعضاء!
نتمنى – تصوروا- أن يأتينا اتحاد كروي قادر على الإعلان عن شكل نهاية الدوري قبل أن يبدأ، وأن يتعاقد مع مدرب لسنتين أو لثلاث لا لمباراتين أو ثلاث، وأن يعرف كيف يخاطب ويراسل وكيف ينجز تفاصيل صغيرة مثل استصدار بطاقة شخصية وجواز سفر للاعب قبل أن ينتهي الاستحقاق الذي نحتاج فيه هذا اللاعب، وأن يكون قادراً على إيجاد صديقين أو ثلاثة من الاتحادات المماثلة نلجأ إليها عند الحاجة بمعسكر خارجي أو بمباراة ودية، أو أن يمون على المدربين المسجلين في سجلاته الذين يدربون في الخارج ليسمحوا للاعبينا الموجودين في فرقهم بالالتحاق بالمنتخبات الوطنية (كم ساعة زيادة) فتصوروا كم نحن جشعون بأحلامنا!
لن يأتي هذا الاتحاد لا تشكيكاً بالأشخاص المرشحين وحسب وإنما لتراكم تجربة عشناها وخلاصتها أن من يصل إلى اتحاد الكرة ينس كل ما كان يتحمّس له في دعايته الانتخابية ويتحول كل همّه إلى عدد المباريات التي سيراقبها وأذونات السفر التي سيصرفها وغير ذلك..
للأسف، واقعنا الكروي من أسوأ ما يكون، قبلنا أن ننام تحت ستار الأزمة عدة سنوات فهللنا لإقامة الدوري ولتواجد المنتخبات لكن هذا وحده لم يعد كافياً وقد مرّت خمس سنوات من السبات الكروي وآنَ لنا أن نخرج منها أو يخرج القائمون على كرتنا من المشهد على الأقل من أجل كسر الملل!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن