شؤون محلية

انتهى الفصل الأول من فساد المال في تربية الحسكة … الرقم تجاوز الـ41 مليون ليرة سورية فقط.. والحبل لا يزال على الجرّار

الحسكة- دحام السلطان :

تباعاً واستكمالاً لما تناولته «الوطن» في أعدادها الماضية، التي انفردت وحدها بتسليط الضوء على مهزلة السرقة والتزوير والاختلاس المالي الذي دارت رحاه في مديرية التربية بالحسكة، وخلقت تداعياتها وأحداثها هزة عالية الشدة ومن العيار الثقيل لم تُفصح عن نتائجها بشكل واضح بعد على الواقع الإداري ومنعكساته على المؤسسة التربوية.

أدوار جديدة
بعد أن انتهت مشاهد الفصل الأول مما سبق، وهو الذي تناوب على لعب أدوار البطولة فيه المنظم والشاطب (ع. خ) باعتباره الخصم والحكم في آن معاً بمفرده ولوحده، ومعه أربعة معتمدين تقاسموا معه الغنائم (الحرام) وشاطروه دور الشراكة فيه (إ. ح) و(م. ع) و(ع. ك) و(ح. ع. ح)، وهم معتمدو رواتب الوكلاء في مناطق ونواحي رأس العين، والهول، وأبو راسين، ومركدة المترامية المواقع في الريف الشمالي الغربي، والجنوبي الشرقي، والجنوبي من مدينة الحسكة ليصل حجم الرقم المالي المسروق إلى 41 مليوناً و538 ألفاً و356 ليرة سورية خلال عام 2014 وقسم من عام 2015، قبل أن يسدد البطل الأول (إ. ح) مبلغ 3 ملايين و269 ألف ليرة سورية، أي أكثر من المبلغ المدان به البالغ 3 ملايين و230 ألف ليرة سورية أي بـ39 ألف ليرة سورية، ليقوم برده إلى صندوق خزينة الدولة من تلقاء نفسه، بعد أن بلّغ رؤساءه في الدائرة المالية يومها، وقبل أن يغادر البلاد مهاجراً مع المنظم والشاطب (ع. خ)، لأنه اعتقد بأن هناك خطأً في صرف مبلغ الاعتماد العائد له بصفته معتمداً من مديرية المالية مستنداً في ذلك إلى ما يتضمنه أمر الصرف المرفق معه، ليتناوب بعد ذلك الأبطال الثلاثة المتوارون عن الأنظار اليوم: (م. ع) الذي مارس الدور نفسه الذي لعبه المعتمد الأول، والمعتمدان (ع. ك) و(ح. ع. ح) بطريقة جداول الرواتب المكررة وتعتبر كل منهما (إساءة أمانة)، ليقوم الثلاثة بتسديد المبالغ المختلسة (النقص) عن طريق وبإشراف فرع الجهاز المركزي للرقابة المالية بالحسكة، والبالغ رقم كل واحد منهم منفرداً، مليونين و450 ألف ليرة سورية للأول، ومليوناً 430 ألف ليرة سورية عن الثاني، و588 ألف ليرة سورية للثالث، ليكون حجم المبلغ المسترد لخزينة الدولة 7 ملايين و698 ألف ليرة سورية من أصل إجمالي مبلغ الـ41 مليوناً و(كسور)، وليذهب مع الريح مبلغ الـ33 مليوناً و840 ألفاً و356 ليرة سورية إلى خارج البلاد مع المنظم – الشاطب والمعتمد الأول.

أسئلة وأجوبة
والسؤال- بل الأسئلة: كيف تم إعداد السيناريو والحبكة والإخراج للمهزلة. لنتابع إذاً الأجوبة معها وفي سياقها. في البداية كان المنظم والشاطب (ع. خ)، يعمل بصفة مستخدم في دائرة الإحصاء والتخطيط الفرعية، ثم عدّل وضعه الوظيفي مع الأيام ليصبح منظماً وشاطباً لـ16 معتمداً في مديرية التربية بالحسكة، نعم لـ16 معتمداً مالياً لجميع المجمعات التربوية بالحسكة وتلك هي المفارقة، ولا نعلم إن كانت الحالة مقصودة و(نائمة العينين) على فساد، أم إنها حالة اعتيادية عابرة مثلها كمثل باقي الحالات التي سنأتي على ذكرها في مؤسستنا التربوية، باعتباره هو من يقوم بتنظيم جداول الاستحقاق، ثم يعمل على تزوير قرار تعيين المعلمين الوكلاء المعتمد من لجنة المجمع التربوي الثلاثية والمؤلفة من (مندوب التعليم الإلزامي + الموجه التربوي + رئيس المجمع التربوي) الذي سيعتمد لاحقاً من دائرة التعليم الأساسي، ويوقّع في نهايته من محاسب الإدارة ومن مديرة التربية ثم محافظ الحسكة، ليعود القرار في النهاية إليه ويكون ساري المفعول قبل أن يقوم بتزويره، بعد إضافة مدة زمنية أطول عن المدة الحقيقية التي كانت مدوّنة في البداية لأيام دوام المعلمين الوكلاء، ومن ثم هذا يترتب عليه زيادة في كتلة الصرف المالي التي سيقبض المعلم الوكيل منها استحقاقه الطبيعي، ويقتسم المنظم والشاطب فائض المبالغ مع المعتمدين، وهذا ما كان يحصل على مدار أيام العام الماضي بأكمله وقسم من أيام العام الجاري، وهذا ما أسفرت عنه تفاصيل مشاهد الفصل الأول من تداعيات الفساد المالي في تربية الحسكة.

القادم الجديد
في الحديث عن القادم الجديد، وعن تفاصيل الفصل الثاني منه، يبدو أن حبل الاختلاس والتزوير لا يزال مربوطاً بجرّار المساءلة والبحث والتحرّي لتقصّي الحقائق والحصول على مصداقيتها من بين سطور عام الـ2013 أيضاً، لاستخراج أوامر الصرف المرتبطة بمعتمدي المعلمين الوكلاء من أرشيف مديرية المالية، ثم استحضار جداول الاستحقاق الخاصة بهم، والحصول على القرارات المالية من المحافظة أو من المجمعات التربوية، لتخضع للتدقيق والمطابقة بين بعضها البعض لعزل الخيط الأبيض من الأسود عبر عمل اللجنة التربوية التي ستعمل بإشراف مفتش قطاع مديرية التربية للجهاز المركزي للرقابة المالية مصطفى عبد اللـه الشيخ علي، وعمل اللجنة المركزية المشكّلة على مستوى المحافظة من محافظ الحسكة اللتين باشرتا بأعمالهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن