عربي ودولي

شوارع العاصمة تشهد حالة أشبه بالحرب … بلجيكا تبقي على درجة التأهب الأمني القصوى في بروكسل

أبقت بلجيكا أمس على درجة التأهب الأمني القصوى في العاصمة بروكسل على حين تجري المخابرات والشرطة والأجهزة القانونية مراجعة جديدة.
وقال مركز الأزمات في بلجيكا عبر موقع «تويتر»: إن درجة التأهب الأمني في بروكسل ستظل عند المستوى الرابع وهي الدرجة القصوى التي تشير إلى تهديد «جدي ووشيك» بشن هجوم، في حين ستبقى عند الدرجة الثالثة في باقي أنحاء بلجيكا، ما يعني وجود تهديد محتمل. وقررت بلجيكا أول من أمس رفع درجة التأهب في بروكسل إلى الدرجة القصوى وإغلاق خدمة قطارات الأنفاق ونصحت الناس بتجنب الازدحام بسبب خطر شن إرهابيين هجمات منسقة متعددة.
هذا وأعلنت الشرطة البلجيكية عن اسم مشتبه به ثالث في العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس وهو المغربي لعزيز إبراهيمي البالغ من العمر 39 عاماً. وتم توقيف المشتبه به وهو يقود سيارته من نوع سيتروين وعثر فيها على مسدس وآثار دماء فتم تفتيش منزله حيث عثر على أسلحة.
هذا وتوقفت حركة النقل وأغلقت المتاجر مع انتشار أمني كبير بسبب تهديد «وشيك» من هجمات شبيهة باعتداءات باريس حيث يستمر البحث عن مشتبه به رئيسي.
وكانت «هيئة التنسيق لتحليل التهديدات» التابعة لوزارة الداخلية قالت في بيان إنه «على ضوء تقييمنا الأخير تقرر رفع مستوى الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل إلى الدرجة الرابعة» موضحة أن التهديد «خطير جداً» في حين بقي «مستوى الإنذار في سائر أنحاء البلاد عند الدرجة الثالثة».
وبرر رئيس الوزراء شارل ميشال الإجراء الاستثنائي بعد ثمانية أيام على اعتداءات باريس الدامية بـ«خطر وقوع هجوم ينفذه أفراد باستخدام أسلحة ومتفجرات وربما حتى في أماكن عدة في الوقت نفسه» وأن الأهداف المحتملة هي الشوارع التجارية والتظاهرات والفعاليات والأماكن المكتظة ووسائل النقل.
وقال ميشال أول من أمس بعد اجتماع مجلس الأمن القومي: إن الأهداف المحتملة هي الشوارع التجارية والتظاهرات والفعاليات والأماكن المكتظة ووسائل النقل.
وفي ترجمة عملية لهذا الوضع، أغلقت كل محطات مترو الأنفاق في بروكسل في إجراء استثنائي مع استمرار عمل الحافلات بشكل اعتيادي.
كما أغلقت الأسواق التجارية وعدد من المتاحف ودور السينما في حين أبقي على مباريات الدوري البلجيكي لكرة القدم للمحترفين. كما ألغي حفلان موسيقيان للمغني الفرنسي جوني هاليداي.
هذا وتلاحق باريس وبلجيكا صلاح عبد السلام وهو فرنسي يعيش في بلجيكا ويشتبه بأنه شارك في هجمات باريس ومرافقة الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم قرب ستاد دو فرانس. وهو شقيق إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في مطعم في باريس. ويعتقد المحققون أن شريكين مفترضين له موقوفين حالياً في بلجيكا قاما بتهريبه.
وتعتبر بلجيكا مركزاً لكثير من التنظيمات الإرهابية في أوروبا لما تحتويه من مجموعات متطرفة تقوم عبر العديد من الوسائل ولاسيما الإنترنت بتجنيد الشبان للالتحاق بصفوف تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والتي بدأت على نطاق واسع استهداف الداخل الأوروبي بعمليات انتحارية من شأنها جعل الحكومات الأوروبية تعيد نظرها في توطين العديد من الجنسيات في أراضيها وحتى إلغاء «فيزا شنغن» لغير الأوروبيين حتى لا يتمكن أي إرهابي بالتجول بين الدول الأوروبية، خصوصاً بعد نشر معلومات عن عبور متطرف يرتدي حزاماً ناسفاً من فرنسا إلى بلجيكا بعد اعتداءات باريس.
وتقدر الدول الأوروبية أن موجة الإرهاب لن تقتصر فقط على فرنسا وإنما ستجتاح المجتمع الأوروبي بأكمله، كون مفاهيم المجتمع الغربي في العلمانية ونبذ التطرف، واتباع أسلوب الحياة المتحرر تجتمع عليها معظم الدول الأوروبية ويعاديها الفكر المتطرف بالمجمل، ناهيك عن مشاركة بعض تلك الدول بالحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وضرب مواقع لداعش داخل سورية والعراق.
وفي النمسا دعا نائب المستشار النمساوي ورئيس حزب الشعب المحافظ راينهولد ميترلينير إلى تغيير القوانين والأحكام القضائية المتعلقة بمعاقبة الإرهابيين مؤكداً ضرورة تعامل أوروبا بحزم أكثر مع الإرهابيين والقضاء عليهم.
وأشار ميترلينير في تصريحات له أمس إلى ضرورة تخزين جميع المعلومات المتعلقة بالإرهابيين في قاعدة البيانات الأمنية في البلاد واصفاً الهجمات الإرهابية التي شنها الإرهابيون في باريس والاعتداءات والتهديدات المتكررة ضد أوروبا بأنها «إعلان حرب ضد المجتمع الحر».
وفي سياق متصل أعلنت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر أنها تدرس إمكانية فرض نظام الإقامة الجبرية في بلادها على جميع الإرهابيين والمتطرفين والمشتبه بارتباطهم بالتنظيمات الإرهابية.
وأوضحت لايتنر في تصريح نقلته التلفزة النمساوية أن الحكومة تناقش وضمن تشديد إجراءاتها الأمنية بعد اعتداءات باريس تطبيق قواعد العقوبات ضد الإرهابيين العائدين من سورية أو الخلايا الموجودة في البلاد وتقييدهم للحد من تحركهم خشية مغادرتهم البلاد أو تنفيذ اعتداءات إرهابية إلى جانب منح رجال الأمن والشرطة صلاحيات أوسع لاتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية.
روسيا اليوم – سانا – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن