سورية

بان يريد تعاوناً بين موسكو وواشنطن لاقتلاع الإرهاب … الجدل الأميركي الروسي إلى «آسيان».. أوباما: الغارات الروسية ساعدت داعش! وميدفيدف يطالب بتنسيق الجهود ضده بالاستناد للأمم المتحدة

وكالات :

بعد قمة مجموعة العشرين، جاء الدور على قمة «آسيان» لتستضيف الجدل الروسي الأميركي بشأن الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب، حيث كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما اتهاماته لروسيا بمساعدة تنظيم داعش الإرهابي من خلال غاراتها على «مجموعات المعارضة التي تحاربه»!. وطالب أوباما بخروج الرئيس بشار الأسد من السلطة من أجل إنهاء الحرب في سورية، لكنه أكد أن لدى الجميع مصلحة في الحفاظ على الدولة السورية. في المقابل، أكدت روسيا، على لسان رئيس وزرائها ديمتري ميدفيدف، أن مواجهة الإرهاب تتطلب تنسيق الجهود الدولية بالاستناد إلى هيبة الأمم المتحدة. وبدورها حضت الأمم المتحدة، موسكو وواشنطن على «التعاون من أجل اقتلاع الإرهاب»، كاشفةً عن عزمها تقديم خطة عمل شاملة مطلع العام المقبل لمكافحة الإرهاب والتطرف.
والأسبوع الماضي أخفق الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في توحيد مواقفهما حيال الأزمة السورية أو محاربة الإرهاب خلال لقاء الـ 35 دقيقة الذي جمعهما على هامش قمة مجموعة دول العشرين في مدينة أنطاليا التركية. واكتفى الزعيمان بالتأكيد على نتائج اجتماع فيينا 2.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» التي استضافتها العاصمة الماليزية كولالمبور، أكد أوباما وجود إصرار دولي على هزيمة الإرهاب وإنهاء الأزمة في سورية. وأضاف قائلاً بحسب موقع «روسيا اليوم»: «إن لدى الجميع مصلحة في الحفاظ على الدولة السورية» داعياً المجتمع الدولي للعمل في هذا الاتجاه.
كما أبدى الرئيس الأميركي استعداد بلاده وحلفائها في التحالف الدولي، لمحاربة متشددي داعش، متوعداً بملاحقة قادة التنظيم، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. ومضى قائلاً: إن «تدمير داعش ليس هدفاً واقعياً فحسب… بل إننا سنحققه». وأضاف: «سندمرهم وسنستعيد الأراضي التي يسيطرون عليها حالياً، وسنوقف تمويلهم وسنلاحق قادتهم ونفكك شبكاتهم وخطوط إمدادهم وسندمرهم».
واعتبر أن ما «سيساعد في (تدمير داعش)، أن تصبّ روسيا تركيزها على محاربة (التنظيم)» وعبر عن أمله في أن توافق موسكو على عملية انتقال للقيادة في سورية، وهو ما يعني تنحي الرئيس الأسد عن السلطة.
وفي وقت سابق ألقى أوباما كلمة أمام قمة «آسيان»، اعتبر فيها أن «الغارات الروسية في سورية ساعدت تنظيم داعش باستهداف فصائل بالمعارضة السورية يقوم التنظيم بقتالهم أيضاً»، وطالب موسكو بتركيز ضرباتها الجوية ضد التنظيم الإرهابي، وفقاً لما نقله موقع «اليوم السابع». ورأى أن الحرب في سورية لن تتوقف طالما بقي الرئيس الأسد في السلطة. وزعم أن داعش عملت إلى جانب النظام! وخاطب نظيره الروسي، قائلاً: «عليك إدراك أن داعش يستهدف روسيا».
ولفت أوباما بحسب شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، إلى أن روسيا لم تلتزم بعد بمغادرة الرئيس الأسد للسلطة، مؤكداً على أن «(الرئيس) بشار الأسد لا يمكنه استعادة الثقة في سورية وأن الحل الوحيد هو البحث عن كيفية الانتقال السياسي ووقف القتال».
وحول الهجمات الإرهابية التي استهدفت روسيا ومصر ولبنان وفرنسا ومالي، مؤخراً، قال الرئيس الأميركي: إن «الجماعات الإرهابية لا تستطيع هزمنا في الجبهات فيحاولون ترويعنا بعمليات مثل استهداف الفنادق والمرافق العامة، لن نقبل بالإرهاب أن يصبح أمراً عادياً فنحن لسنا بلا قوة»، لكنه أكد أن واشنطن لا يمكنها أن تكون بحرب ضد دين معين.
وأعربت روسياً مراراً عن استعدادها للتعاون على نطاق واسع مع الدول الأخرى بهدف مكافحة الإرهاب ودعت إلى تشكيل تحالف دولي واسع تحت مظلة الأمم المتحدة لمحاربة داعش بالتعاون مع الحكومات الشرعية في المنطقة. وكرر رئيس الوزراء الروسي، الذي ترأس وفد بلاده إلى قمة آسيان، هذه المواقف، وشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن ميدفيديف، قوله في كلمة ألقاها أمام القمة: إن «الخطر الناجم عن تنظيم داعش يهدد دول أوروبا وأميركا وجنوب شرق ووسط آسيا». واعتبر أن «اتخاذ موقف موحد مناهض للإرهاب في الدول التي توجد بها جالية إسلامية كبيرة هو المفتاح لهزيمة إرهابيي داعش» في إشارة لأندونيسيا وماليزيا والصين أيضاً.
وعلى هامش أعمال قمة آسيان، التقى ميدفيدف بأوباما والأمين العام بان كي مون الذي أوضح أن المنظمة الدولية تراهن على أن «تكون روسيا في طليعة الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بان قوله: «يتعين على المجتمع الدولي في الظرف الراهن إظهار تضامنه الكامل وتضافر جهوده من أجل التصدي الجماعي للعدو المشترك المتمثل في داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية».
وفي وقت سابق أعلن بان أمام قمة «آسيان»، أن الأمم المتحدة ستقدم خطة عمل شاملة مطلع العام المقبل لمكافحة الإرهاب والتطرف، داعياً روسيا والولايات المتحدة إلى «التعاون من أجل اقتلاع الإرهاب»، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز».
وقبل أيام تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يجيز للدول الأعضاء في الأمم المتحدة «أخذ كل الإجراءات اللازمة» لمحاربة داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن