سورية

هيئة التنسيق والائتلاف سيدعيان لمؤتمر الرياض بصفتهما «الاعتبارية» وباقي المشاركين كـ«شخصيات» … فاتح جاموس: المشاركة في أي مكان آخر أشرف من المشاركة في السعودية

الوطن – وكالات :

بينما أكد «تيار طريق التغيير السلمي» المعارض رفضه المشاركة في مؤتمر المعارضة بالرياض الذي يهدف إلى تشكيل وفد موحد من المعارضات السورية للتفاوض مع وفد حكومي «لأنه لا يمكن أن يكون للسعودية أي دور إيجابي في الأزمة السورية»، أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة أنها والائتلاف المعارض سوف تدعيان إلى المؤتمر بصفتهما «الاعتبارية»، على حين ستتم دعوة بقية المشاركين بصفتهم «الشخصية»، ورشحت معلومات عن أن الرياض ستدعو 300 شخصية معارضة إلى الاجتماع المزمع عقده.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال القيادي في التيار الذي يعتبر أحد مكونات «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة فاتح جاموس: «نحن كجبهة لم نتخذ حتى الآن قراراً موحداً اتجاه الموضوع (مؤتمر الرياض)، ولم نناقش الموضوع بعد ولم يطرح على جدول أعمالنا بعد». وأوضح جاموس أن تياره «لا يعتقد منذ اندلاع الأزمة السورية أنه يمكن أن يكون للسعودية دور إيجابي فيها»، وقال: «هي طرف يلعب على تناقضات الجبهة الفاشية وعلى تناقضات المعارضة التي يدعي أنها جزء من العملية السياسية من أجل أهداف تتعلق بمستقبل سورية من منظور سلبي تماماً». وأعرب جاموس عن اعتقاده أنه «لا حاجة لكي يُطرح الآن مسار جديد لحوار المعارضة من خلال السعودية.. هناك مسارات، وتكفي المسارات الآن»، مشدداً على أن «المطلوب الآن هو التركيز على مسار دمشق».
واعتبر أن السعودية «تريد الدخول على ما يسمى «ملف المعارضة» أو وفد المعارضة.. وهذا الدخول لن يكون إلا في مصلحة الصف الأميركي والجبهة الفاشية والطرف التركي ومن أجل تعزيز الطائفية».
وقال: «نحن في التيار في حال دعيت الجبهة لن نساهم في هذا المكان وهذا المؤتمر»، مضيفاً: «نحن لا نرغب ولا نريد ونرفض المشاركة بمثل هذا المكان.. أي مكان آخر بما في ذلك مكان أميركي هو أكثر شرفاً لإمكانية المساهمة فيه من مكان السعودية».
وفي تدوينة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق منذر خدام: «سوف تدعى هيئة التنسيق الوطنية إضافة إلى الائتلاف إلى لقاء الرياض بصفتهما الاعتبارية، أما بقية المشاركين فسوف يدعون بصفتهم الشخصية».
واعتبر خدام أن اجتماع الرياض يشكل «الفرصة الأخيرة أمام المعارضة للاتفاق على تشكيل وفد وازن وذي خبرة فلا يجوز تفويتها»، مضيفاً: «المسألة في غاية التعقيد لكن كلي أمل أن يكون دور الدول ذات الدالة على بعض تنظيمات المعارضة إيجابياً وليس للتخريب»، مشدداً على أن «الشعب السوري يريد الحياة بسلام». وفي تصريح سابق له لـ«الوطن» أكد خدام، أن هيئة التنسيق «ستشارك في اجتماع الرياض «إذا تم توجيه دعوة لها»، وأبدى إصرار الهيئة على أن توجه الدعوة «باسم هيئة التنسيق» وأن تكون نسبة تمثيلها في الوفد الذي سيفاوض وفد الحكومة «وازناً».
وشدد خدام على ضرورة أن يتشكل وفد المعارضة من شخصيات قادرة على التفاوض وتتمتع بحس وطني عال ومستقلة الإرادة السياسية.
والخميس الماضي أعلن مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد اللـه المعلمي عن أن الرياض ستستضيف مؤتمراً يجمع كل أطياف المعارضة الداخلية والخارجية بشقيها «السياسي والعسكري» في منتصف الشهر المقبل.
على خط مواز ذكر موقع «زمان الوصل» المعارض، أنه «حتى الآن لم تتسلم أي جهة من المعارضة أي دعوة رسمية لحضور مؤتمر الرياض»، مشيراً إلى أن الرياض ستدعو 300 شخصية معارضة إلى المؤتمر.
وأوضح الموقع، أن السعودية في صدد إرسال شخصية من الخارجية تتفق مع كل أطياف المعارضة على الجهات التي ستحضر، على حين سيختار الائتلاف من يمثله في المؤتمر وفقا للتنسيق مع الخارجية السعودية. ونقل الموقع عن مدير المكتب السياسي لميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش: «إنه حتى الآن لم يتلقَّ دعوة رسمية من الحكومة السعودية»، نافياً ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول حضور 30 فصيلاً مسلحاً للمؤتمر. وقال علوش: إن «الأمل كبير جداً في لمّ شمل المعارضة السورية المسلحة في الرياض، وخصوصاً التقارب والتوافق مع حركة أحرار الشام التي تشير المعلومات الأولية إلى أنها ستكون من بين المدعوين».
وأشار إلى أن «جيش الإسلام» منفتح جداً لأي عملية تقارب مع «أحرار الشام» رغم التجارب السابقة الفاشلة في توحيدهما، لافتا إلى أن تنسيق المواقف السياسية بين «الأحرار» و«جيش الإسلام» ما زال قائماً بين الطرفين، وأن الاندماج ليس صعباً أو مستحيلاً. وفي إطار إرسال الدعوات لحضور المؤتمر، أكدت خولة مطر مديرة مكتب المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في دمشق «أنه حتى الآن لم يتلقَّ المبعوث الأممي أي دعوة من الرياض، على ما ذكر «زمان الوصل».
وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أبو ظبي أمس الأول، محادثات مع مسؤولين إماراتيين ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير وسط مساع لتسريع المسار الدبلوماسي لحل الأزمة السورية الذي انطلق في الاجتماع الوزاري في فيينا في 13 الشهر الجاري.
والتقى كيري في أبو ظبي ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره الإماراتي الشيخ عبد اللـه بن زايد آل نهيان، حيث أطلع الشيخ محمد على «نتائج محادثات فيينا حول الأزمة السورية والاتصالات التي أجرتها واشنطن مع حلفائها في شأن الأفكار والحلول التي تهدف إلى وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية»، وفق «وكالة أنباء الإمارات» الرسمية.
وعقد كيري مساء اجتماعاً مطولاً مع نظيره السعودي. وأوضح كيري أن زيارته إلى أبو ظبي هدفها إقناع فصائل المعارضة السورية بالموافقة على وقف للنار. وقال: «لهذا السبب أنا هنا»، مجدداً أمله في إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف النار «في غضون أسابيع».
وأضاف كيري: «نعمل في شكل حثيث لتسريع الجهود (التي بذلت) في فيينا، وإعطاء دفع لهذا المسار الدبلوماسي. يمكنكم أن تكونوا واثقين بأن هذه الجبهة الدبلوماسية تعمل في شكل حثيث ولديها خطة حقيقية مطروحة على الطاولة من أجل تطبيقها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن