سورية

«من أجل الحياة» ائتلاف دولي واسع تسعى إليه باريس.. وأولاند في واشنطن … كيــري: من الممكـــن توسيـــع نطــــاق التعـــــاون مع روسيـــــا بشــــأن سوريـــــة

وكالات :

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند سعي بلاده إلى تشكيل ائتلاف كبير تحت عنوان «من أجل الحياة» بهدف مكافحة الإرهاب والاحتباس الحراري، معتبراً: «أنها المعركة ذاتها». ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «إن من الممكن توسيع نطاق التعاون مع روسيا بشأن سورية»، على حين، أكدت أستراليا مجدداً رفضها نشر قوات قتالية في سورية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وألمح رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي بعدم مشاركة بلاده أيضاً.
وأعلن أولاند أن بلاده تسعى إلى تشكيل أوسع ائتلاف ممكن تحت عنوان «من أجل الحياة» بهدف مكافحة الإرهاب والاحتباس الحراري. وقال، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» للأنباء عنه، عن الرابط بين التصدي للتغيير المناخي ومكافحة الإرهاب: «إنها المعركة ذاتها». وأضاف: «إن المعركة تقضي من جهة حماية البشرية من أعمال القتل التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي ومن جهة أخرى صون كوكب الأرض من أخطائنا التي يمكن أن تتحول غداً إلى مصادر نزاعات وحروب».
وأشار أولاند إلى أن هذه المعركة المزدوجة «تستهدف التعصب القاتل واللامبالاة التي تقضي على كوكبنا وعلى هاتين الجبهتين تقف فرنسا في الخط الأمامي وتريد أن تكون على رأس أوسع ائتلاف ممكن من أجل الحياة».
ومن المتوقع أن يحضر نحو 147 رئيس دولة وحكومة إلى باريس للمشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي للمناخ بهدف إعطاء زخم للمفاوضات التي تبدأ وسط إجراءات أمنية مشددة في أعقاب هجمات باريس الإرهابية الأخيرة.
ووصل أولاند أمس إلى واشنطن، حسبما ذكره موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، واستقبله الرئيس الأميركي باراك أوباما، وذكر الموقع أن الهدف المقرر من الزيارة هو لقاء الجالية الفرنسية بالولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وبحث سبل تشكيل تحالف دولي موحد للقضاء على داعش. كما يبحث أولاند وأوباما التعاون العسكري والاستخباراتي في سورية، وتهيئة الظروف لإحراز تقدم سريع في المفاوضات حول الأزمة السورية وفقاً لمقررات فيينا.
من جانبه، قال كيري في وقت سابق أثناء زيارته لإمارة أبو ظبي حسبما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «إن من الممكن توسيع نطاق التعاون مع روسيا بشأن سورية». وتمانع واشنطن منذ وقت طويل العمل عن كثب مع روسيا. لكن كيري اعتبر، أنه من الممكن إقامة مثل هذا التعاون إذا توافرت الظروف المناسبة وقد يؤدي إلى «نتائج بناءة». وفي إشارة إلى هجمات باريس، دعا كيري إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضرب داعش، وقال: إنه سيناقش أفكاراً لتحقيق ذلك الهدف مع نظرائه في أبو ظبي.
يأتي كلام كيري هذا عقب اجتماع «فيينا 2» الذي تم الاتفاق فيه على خطط لإطلاق محادثات رسمية بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة بحلول أول كانون الثاني القادم.
وبدوره أكد رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، أمام البرلمان أمس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عنه، رفض أستراليا نشر قوات قتالية في سورية لمحاربة داعش، على الرغم من هجمات باريس الإرهابية، لأنه يجب أن يكون هناك حل سياسي للإرهاب. وقال تيرنبول: «هذا ليس بالوقت المناسب للإيماءات أو استعراض العضلات». وفى معرض تعبيره عن الغضب بسبب هجمات باريس، قال: إن هذه الهجمات «لا يجب أن تؤثر في حكمنا»، مؤكداً أن الإرهاب سيهزم بـ«الهدوء والرزانة والمهنية»، مضيفاً: «داعش في موقف ضعيف في الأساس». وأوضح «أن داعش لديه هواتف ذكية أكثر من المدافع وحسابات تويتر أكثر من الجنود. يجب ألا ننخدع بأسلوبهم الدعائي».
من جانبه ألمح رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي إلى عدم الاستجابة لطلب وزير الدفاع الفرنسي جان يوفيس لو دريان بمشاركة إسبانيا في التدخل العسكري لضرب داعش ودعم فرنسا في سورية حسبما نقله موقع «اليوم السابع» عن صحيفة «الباييس» الإسبانية، وسوّغ ذلك بسبب الانتخابات المقرر عقدها في 20 كانون الأول المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن الأحزاب السياسية ستجتمع اليوم للاتفاق على إجابة لطلب فرنسا والتصويت عليه في مجلس النواب. وأوضحت، أنه على الرغم من عدم اعتراض إسبانيا على هجوم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وروسيا والصين وكندا على داعش في سورية، إلا أن لديها مخاوف كبيرة من تكرار تفجيرات مدريد التي حدثت 2004 وخاصة بعد تفجيرات باريس وتهديدات داعش لإسبانيا بإعادة الأندلس مرة أخرى.
ويرى راخوي أنه لا بد من التصرف بحكمة وعدم الإسراع، حيث إن هذه الأمور تستغرق وقتاً لدراساتها، مؤكداً أن إسبانيا في الوقت الحالي تنسق إجابتها لطلب فرنسا. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن إسبانيا تستبعد المشاركة العسكرية في سورية لضرب داعش إلا أنها أعلنت تعزيز قواتها العسكرية في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. جاء ذلك رداً على ما قاله لو دريان أمس: «دعونا نرى ماذا ستفعل إسبانيا، بشكل واضح إسبانيا من القوى الأوروبية التي تدعم الفرنسيين وخاصة في مالي».
وقالت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية ثريا ساينز دي سانتاماريا، وفق ما نقله موقع «اليوم السابع»: إن «إسبانيا تتعامل بحذر للرد على داعش، على المستوى الدولي والوطني لمحاربته»، مشيرة إلى أن مدريد تشارك منذ وقت طويل في التحالف لضرب التنظيم في بلدان مثل العراق وتركيا ومالي والسنغال، وأضافت: «نحن واحدة من الدول الأكثر نشاطاً في هذا».
وقالت سانتاماريا: «إن إستراتيجية مكافحة الإرهاب الدولي جاءت قبل الانتخابات العامة، ولذلك فإنها يجب أن تمر أمام الكونغرس الإسباني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن