سورية

مجلس الأمن القومي الروسي اجتمع فوراً ولافروف ألغى زيارته اليوم إلى تركيا … بوتين: أنقرة «معاونة الإرهابيين» طعنتنا من الخلف ولم تعد صديقتنا

وكالات :

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تركيا «معاونة الإرهابيين» ستواجه «عواقب وخيمة» على «طعنتها في الخلف»، المتمثلة في إسقاط الطائرة الروسية «سو 24» في الأجواء السورية. وأن موسكو لم تعد تعتبر أنقرة «صديقة» لأنها أسقطت طائرة تحارب تنظيم داعش الإرهابي وتقصف إرهابيين سافروا من روسيا إلى سورية.
بوتين غمز من قناة الولايات المتحدة لعدم التزامها باتفاقية عدم التصادم، على اعتبار أن تركيا شريك في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش. ورأى الرئيس الروسي أن لجوء أنقرة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» يصب في خدمة داعش، مبيناً أن داعش يبيع النفط المسروق من سورية والعراق إلى تركيا.
في ما يتعلق بالعواقب الوخيمة، حيدت موسكو تجارة النفط والغاز مع تركيا عن رد فعلها الغاضب في هذه المرحلة. الإجراءات الروسية، اقتصرت على دعوة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي ألغى زيارته إلى أنقرة الني كانت مقررة اليوم الأربعاء، مواطني دولته إلى عدم السفر إلى تركيا بسبب تصاعد المخاطر الإرهابية هناك.
في غضون ذلك دعا نواب في البرلمان الروسي إلى وقف الرحلات بين روسيا وتركيا، وذلك بالترافق مع دعوة مماثلة وجهها اتحاد الطيران الروسي، وطبقته على الفور كبرى شركات الطيران الروسية.

بوتين
وفور ورود أنباء عن إسقاط الطائرة الروسية، اجتمع الرئيس الروسي مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، في حين أعلن الناطق الرئاسي الروسي، دميتري بيسكوف، أن بوتين هو من سيعلن عن الموقف الروسي.
خلال لقائه الملك الأردني عبد اللـه الثاني في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، وصف بوتين، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، فعلة تركيا بأنها «ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين». وأوضح أن الطائرة الروسية من طراز «سو 24» أسقطت وهي على بعد كيلو متر واحد من الحدود التركية، بواسطة صاروخ جو جو، تم إطلاقه من مقاتلة «إف 16» التركية، مؤكداً أن الطائرة سقطت في الأراضي السورية على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا. وأشار إلى أن المقاتلة الروسية لم تكن تهدد تركيا في أي حال من الأحوال، لأنها كانت تؤدي مهمة قتالية ضد داعش في شمال اللاذقية حيث يتمركز مسلحون معظمهم وصلوا من روسيا، «ومن هذه الناحية فإنهم كانوا يؤدون مهمتهم المباشرة، وهي توجيه ضربات استباقية ضد الإرهابيين الجاهزين للعودة إلى روسيا في كل لحظة، وهم بالتأكيد هؤلاء الذين يمكن اعتبارهم إرهابيين دوليين».
ومضى قائلاً: «أنا أفهم أن لدى كل دولة مصالحها الإقليمية وكنا نحترمها دائماً، لكننا لن نتسامح أبداً مع جرائم مثل تلك التي ارتكبت اليوم»، وأضاف إنه ستكون لإسقاط الطائرة الروسية «عواقب وخيمة» على العلاقات بين موسكو وأنقرة. وتابع «لقد كنا نتعامل مع تركيا كجارتنا القريبة بل وكدولة صديقة لنا. ولست أدري من الذي سيستفيد مما حدث اليوم، وهو ليس نحن على كل حال». ولفت إلى أن الطائرة الروسية أسقطت على الرغم من عقد اتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة لمنع التصادم، وأضاف «تركيا في صفوف هؤلاء الذين ادعوا أنهم يقاتلون ضد الإرهاب ضمن التحالف الأميركي».
وتساءل الرئيس الروسي عن أسباب توجه تركيا إلى «ناتو» بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية بدلاً من أن تتصل مع موسكو فور وقوع الحادث، «كأننا نحن الذين أسقطنا طائرة تركية وليس هم الذين أسقطوا طائرتنا». وأضاف: «هل هم يريدون تسخير «ناتو» لخدمة داعش؟»!.
وذكر بوتين أن روسيا سجلت منذ وقت طويل وصول كميات كبيرة من النفط ومنتجاته إلى تركيا من الأراضي المسيطر عليها من داعش، مضيفاً إن تركيا ظلت مصدراً مهماً لتغذية العصابات الإرهابية في الأموال. وأضاف: «إذا كانت لدى داعش مثل هذه الأموال الطائلة، والحديث يدور عن عشرات ومئات الملايين، وربما مليارات الدولارات الواردة من تجارة النفط، وبالإضافة إلى أن ثمة دولاً تقدم لهم حماية مسلحة، فيتضح من ذلك سبب وقاحة تصرفاتهم (الدواعش)».
وأعرب عن أمله في أن يجد المجتمع الدولي قوى كافية للتكاتف في مواجهة الشر المشترك الذي هو شر الإرهاب.
من جانبه قدم الملك عبد اللـه الثاني تعازيه للرئيس الروسي بضحايا الهجوم الإرهابي ضد طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، وكذلك بحادثة المقاتلة الروسية «سو-24».

التداعيات الوخيمة على الوقاحة التركية
بدوره اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) أليكسي بوشكوف أن التصرف العدواني لتركيا ضد المقاتلة الروسية «سو-24» يحمل عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن بوشكوف قوله إن «الرئيس (بوتين) أوضح ذلك بشكل تام في إعلانه عن الموضوع». وقال: إن «ذلك حسب اعتقادي، نهاية منطقية لعدم رغبة القيادة التركية ليس في محاربة داعش فحسب، وإنما في اتخاذ موقف الحياد الودي إزاء الخطوات الروسية على الأقل».
ومن سوتشي أيضاً حيث شارك في الاجتماع الأمني الذي عقده بوتين ولقاء الأخير مع الملك الأردني، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه قرر إلغاء زيارته المقررة إلى تركيا، اليوم الأربعاء، والتي كان هدفها إجراء مباحثات مع نظيره التركي في إطار المجلس المشترك للتخطيط الإستراتيجي. وقال لافروف: إن هذا الحادث المقصود لا بد أن يترك تأثيره السلبي على العلاقات التركية الروسية. وذكر أن التهديد الإرهابي الآتي من تركيا ليس أقل مما هو عليه في مصر، لذلك نوصي المواطنين الروس بعدم السفر إلى تركيا.
وأثار حادث إسقاط الطائرة الروسية ردود أفعال غاضبة في الأوساط السياسية والاجتماعية الروسية.
واقترح العضو في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، إيغور موروزوف، تعليق الرحلات الجوية للطائرات المدنية الروسية إلى تركيا لـ«أسباب أمنية واضحة». مبيناً أنه وبعد إسقاط الطائرة الروسية فإن عشرات الآلاف من المواطنين الروس لن يكونوا في مأمن في تركيا، ولذا من المستحسن لهم في الظرف الحالي أن يمتنعوا عن قضاء أوقات راحتهم في هذا البلد بعد أن وقفت سلطات تركيا موقفاً معادياً للشعب الروسي بكل وقاحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن