سورية

ميركل: إسقاط الطائرة عقَّد البحث عن حل سياسي … إيران رأت في إسقاط الطائرة رسالة خاطئة للإرهابيين والصين دعت إلى مزيد من التنسيق ضد الإرهاب

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن إسقاط تركيا الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية وجه رسالة خاطئة للإرهابيين وأظهر لهم أنهم قادرون على الاستمرار في ممارساتهم الإرهابية ضد الشعب السوري، ليأتي هذا الموقف منسجماً مع ما صدر من ألمانيا عن أن إسقاط الطائرة الروسية «عقد عملية البحث عن حل سياسي في سورية» رغم إنكارها للحقيقة عندما اعتبرت أن «من حق كل دولة الدفاع عن أراضيها»، بينما دعت الصين إلى المزيد من التنسيق في المعركة ضد الإرهاب إثر حادثة الطائرة الروسية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري في تصريح نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»: إن ظريف «أعرب خلال الاتصال مع لافروف عن قلقه من تبعات إسقاط تركيا للطائرة الروسية في الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن وقوع مثل هذه الأحداث يؤدي إلى تعقيد الأزمة في سورية وتصعيد الأوضاع فيها.
وأضاف أنصاري: إن ظريف دعا إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب وأن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب وجود إرادة وعزيمة إقليمية ودولية واحدة للتصدي لها. كما أكد ظريف «ضرورة تشكيل جبهة عالمية لمكافحة الإرهاب بشكل جاد» وخاصة بعد الحادثة الأخيرة داعياً الأطراف المعنية إلى «ضبط النفس لأن الإرهابيين يوظفون كل ما يستجد في المنطقة لمصلحتهم».
وأكد الوزيران عزمهما تنسيق تصرفاتهما قدماً إزاء تسوية الأزمات في المنطقة وقبل كل شيء الأزمة السورية.
كما دعت الصين أمس إلى المزيد من التنسيق في المعركة ضد «الإرهاب» إثر حادثة الطائرة الروسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي: إن الصين تولي اهتماماً للحادث وأن الكثير من الملابسات «تحتاج إلى مزيد من الإيضاح». وقال هونغ خلال إفادة صحفية دورية: «تدعم الصين الحرب الدولية على الإرهاب ونأمل أن تعزز كل الأطراف التواصل والتنسيق فيما بينها».
وشددت الصين قبل وقت طويل على أن الحل لمشاكل سورية ليس عسكرياً.
في سياق متصل قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية «عقد عملية البحث عن حل سياسي في سورية ويجب بذل قصارى الجهد لتفادي تصعيد الصراع في سورية». وقالت ميركل في كلمة أمام مجلس النواب في البرلمان الألماني في إشارة إلى الموقف في سورية «تأزم الموقف بإسقاط تركيا الطائرة الروسية».
وأضافت: «علينا أن نفعل كل شيء لتفادي التصعيد».
وقالت ميركل: «بالتأكيد من حق كل دولة الدفاع عن أراضيها لكن من ناحية أخرى نعرف مدى توتر الوضع في سورية والمناطق المحيطة. تحدثت يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء التركي وطلبت منه أن يبذل قصارى جهده لنزع فتيل الموقف».
من جهته أعلن رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا أن الاعتداء التركي على طائرة حربية روسية فوق الأراضي السورية يعد «حادثاً خطيراً جداً وغير حميد».
وبيّن سوبوتكا في تعليق له أن هذا الحادث أظهر وجود الكثير من المصالح المتباينة في هذه المنطقة وأن السعي الحالي حول قيام تنسيق دولي لمكافحة الإرهاب لم ينجز الكثير.
ورأى أن إسقاط الطائرة سيكون بالنسبة للمحادثات اللاحقة لإنهاء الأزمة في سورية إشارة سلبية جداً.
بدوره اعتبر النائب السابق لأركان القوات الجوية الأميركية توم ماكينيرني أن طائرة «سو-24» الروسية «لم تقم بمناورات توحي بهجومها على تركيا وإسقاطها خطأ غاية في الخطورة». ولفت النظر إلى أن بيانات الرادار تشير إلى أنها دخلت المجال الجوي التركي ما بين 20 و40 ثانية، وغادرت بعد ذلك عائدة إلى الأجواء السورية.
أما نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي روبرتو كارديرولي فكتب في صفحته على شبكة فيسبوك «أسقطت تركيا بأمر من أردوغان الطائرة الروسية التي تشارك في محاربة داعش في سورية. لقد دخلت تركيا اليوم الحرب رسمياً إلى جانب داعش».
كما اتصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس كودزياس بنظيره الروسي وأعرب عن تعازي بلاده بمقتل الطيار الروسي، مؤكداً تضامن أثينا مع تقييم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصرف أنقرة كغير الودي إزاء روسيا، والمناقض لأهداف الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب الموجهة لمحاربة داعش. وفي تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجيباً على أسئلة أعضاء مجلس العموم تطرق إلى حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي قائلاً: إن «تفاصيل الحادثة لم تتضح بعد»، مضيفاً: إنه يجب «احترام حق تركيا في الدفاع عن مجالها الجوي».
(سانا- روسيا اليوم– الأناضول– رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن