قضايا وآراء

لماذا قد يخسر الديمقراطيون السلطة؟

| دينا دخل الله

اعتمد الديمقراطيون خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترامب على نشر فكرة تقول إنه على الرغم من أن حزبهم يمثل أغلبية الشعب الأميركي إلا أنهم يحكمون من قبل الأقلية المحافظة وذلك بسبب المؤسسات السياسية غير الديمقراطية.

قد تكون هذه الفكرة صحيحة عند الحديث عن رئاسة ترامب الذي انتخب بأصوات الأقلية المحافظة، أصوات شعبية أقل ولكن أصوات أكثر في المجمع الانتخابي، ولكن من ناحية أخرى حصل أعضاء الكونغرس الجمهوريون في تلك الفترة على نسب أعلى في التصويت الشعبي من الديمقراطيين، إلا أن الديمقراطيين تمكنوا من إعادة السيطرة على مجلس النواب عام ٢٠١٨ وعلى الرئاسة عام ٢٠٢٠ وعلى مجلس الشيوخ عام ٢٠٢١.

لكن هل سيحافظ الديمقراطيون على ما حصلوا عليه في هذين العامين أم إنهم قد يخسرون كل شيء؟

مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في تشرين الثاني المقبل، يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن ومعه الحزب الديمقراطي يخسرون في استطلاعات الرأي، حيث وجدت استطلاعات للرأي قامت بها أربع من أكبر مراكز للاستطلاع مؤخراً كجامعة كوينيبياك وشبكة سي إن إن، أن فقط ٣٣ بالمئة من الأميركيين راضون عن أداء بايدن ما يعتبر أدنى رقم لبايدن منذ بداية رئاسته، كما أن الرئيس الأميركي فقد تأييد أكثر من ١٠ بالمئة من الأميركيين اللاتينيين الذين يعتبرون من أنصار الديمقراطيين عادة.

تعتبر هذه الأرقام محبطة وخاصة بعد التعيين التاريخي لأول قاضية ملونة في المحكمة العليا قبل الانتخابات النصفية للكونغرس.

في البداية رأى عدد من المحللين أن جو بايدن شخص محترم ونزيه وجد فيه الكثير من الأميركيين خلفاً جيداً لترامب المثير للجدل.

إلا أن أميركا غيرت رأيها بسرعة كما تفعل دائماً، فالمشاعر العاطفية تلعب دوراً أساسياً في الحياة السياسية الأميركية، وأميركا الآن تحتاج إلى عرض (show) ليخرجها من إحباطها، وبايدن ليس ذلك الشخص الذي يستطيع أن يقدم عرضاً براقاً، فقد وعد بايدن وعوداً كبيرة خلال حملته الانتخابية تتعلق بحقوق التصويت وإصلاح الشرطة وغيرها، إلا أنه لم يستطع إلى الآن تحقيقها بشكل واسع يساعد على إصلاح مشكلات المجتمع الأميركي.

من ناحية أخرى يرى البعض أن مشكلة بايدن ومعه الحزب الديمقراطي هو إفلاس هذا الحزب في إيجاد أجندة ثابتة يعمل من خلالها على تثبيت أقدامه في الحكم، فمنذ الحرب العالمية الثانية لم يستطع الديمقراطيون البقاء في السلطة إلا لدورة رئاسية واحدة باستثناء الرئيسين الأميركيين السابقين بيل كلينتون ١٩٩٣-٢٠٠١ وباراك أوباما ٢٠٠٩-٢٠١٧.

وهذا ما جعل الخريطة السياسية في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة متقلبة بين الليبراليين والمحافظين، وقد تستمر هذه الحالة لفترة لا بأس بها في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن