سورية

ألمانيا.. لفرض «الاندماج الإجباري» على لاجئي أراضيها وفرنسا تؤكد الحاجة لحل دبلوماسي وعسكري في سورية

ليست المرة الأولى التي توجه فيها انتقادات مبطنة أو علنية إلى الدول البترولية (الخليجية)، التي تملك من طائل الثروات ما يكفي لإحداث نهضة اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط تقضي على البطالة والفقر، بشأن عزوفها عن استقبال لاجئين سوريين يجوبون البحر ويعرضون أنفسهم لشتى أنواع المخاطر بما فيها دفع حياتهم ثمنا، من أجل الوصول إلى الدول الأوروبية، لتنضم فرنسا إلى الداعين لاستقبال لاجئين سوريين في دول الخليج، فيما تتوجه ألمانيا لاعتماد سياسات وتشريعات جديدة، تضمن ما يسمى «الاندماج الإجباري» على اللاجئين السوريين.
ولعل أحدث المواقف المنتقدة لسياسات الخليج العربي، هو ما دعا إليه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الدول الخليجية إلى استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، مؤكداً الحاجة إلى حل دبلوماسي وسياسي وعسكري في سورية.
كما ذكر فالس الذي كان يتحدث خلال لقاء مع سكان خصص لتبعات اعتداءات باريس في مدينته إيفري، بأن أوروبا لا تستطيع استقبال كل المهاجرين القادمين من سورية والمعرضين لخطر «كارثة إنسانية» في دول البلقان.
وقال فالس: «أكرر أن أوروبا لن تكون قادرة على استقبال كل اللاجئين القادمين من سورية، لذلك نحتاج إلى حل دبلوماسي وسياسي وعسكري في سورية».
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي أنه من الضروري «استقبال اللاجئين في الدول المجاورة (لسورية) وعلى كل طرف تحمل مسؤوليته، وأفكر خصوصاً بدول الخليج».
وبينما لا تزال أبواب دول الخليج موصدة أمامهم، تواجه أوروبا صعوبات في تبني موقف موحد حول استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى شواطئها.
وقال فالس محذراً من أنه في غياب مراقبة فعلية على حدود الاتحاد الأوروبي فإن «ما سيحدث هو أننا سنشهد كارثة إنسانية في البلقان هذا الشتاء وأوروبا ستغلق حدودها من جديد».
وحذر من خطر تسلل إرهابيين بين اللاجئين، كما هو حال عدد من منفذي اعتداءات باريس.
وكشف رئيس الوزراء الفرنسي أنه يكفي أن يكون بضعة أفراد إرهابيين تسللوا بين اللاجئين خلال أزمة هذا الخريف لتعتبر الشعوب الأوروبية أن هناك خطراً مع أي لاجئ.
وفي ألمانيا يبدو أن اللاجئين السوريين سيكونون على موعد مع تحد جديد، مع توجه الحزب الحاكم في ألمانيا لاعتماد سياسات وتشريعات جديدة، تضمن ما يسمى «الاندماج الإجباري».
وحسب تقرير نشرته الدورية الألمانية الشهيرة «دير شبيغل» أمس، ونقل عنه موقع «زمان الوصل»، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل ويقود ائتلافا حكوميا، يتوجه إلى اعتماد شرط الاندماج الإجباري للمهاجرين.
فكرة الاندماج الإجباري القائم على اتفاق إذعان بين الحكومة الألمانية والمهاجرين، هي اقتراح «جوليا كلوكنر» إحدى قياديات حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ويبدو أن الاقتراح سيأخذ طريقه للموافقة اعتباراً من منتصف كانون الأول، أي بعد نحو 15 يوما.
وتقضي سياسة «الاندماج الإلزامي» بتوقيع المهاجر صكاً يعترف بموجبه بالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة وسيادة القوانين الألمانية، حتى لو كانت ضد الشريعة الإسلامية.
كما يقضي التعهد إقرار المهاجر برفض التمييز ضد المرأة أو ضد الشواذ جنسيا، فضلا عن تأكيده الاعتراف بـ«وجود إسرائيل».
وقالت «دير شبيغل»: إن خرق هذه التعهدات أو أحداها، من شأنه أن يؤثر على وضع الإقامة الذي يتمتع بها المهاجر واللاجئ.
ونوه التقرير إلى أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي سيقدم أيضاً رؤيته لمسألة الاندماج، تحت عنوان «إعادة الانطلاق في ألمانيا»، والتي تقوم أساسا على الاستثمار في تعليم وتأهيل المهاجرين، وفق رؤية «دير شبيغل».
(أ ف ب– وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن