سورية

تضمن خروج المسلحين تدريجياً والمرحلة الأولى تبدأ الأسبوع المقبل … إنجاز اتفاق نهائي لحي الوعر ومحادثات مع وفد من منطقة الرستن للبدء بالحوار

أعلن محافظ حمص طلال البرازي أنه تم أمس التوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بخروج المسلحين على دفعات من حي الوعر آخر نقاط تمركزهم في مدينة حمص على أن تبدأ المرحلة الأولى الأسبوع المقبل.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال البرازي: «أستطيع القول إن لقاء اليوم (أمس) يعتبر هو اللقاء الأخير في جولة الحوار التي استمرت نحو 5 أشهر، وتوصلنا بشكل نهائي إلى تثبيت بنود التفاوض والاتفاق على النقاط كافة من دون استثناء».
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال لقاء عقد صباح أمس بحضور ممثلين عن جميع المجموعات المسلحة في الوعر وآخرين عن المجتمع المدني في الحي وبمشاركة يعقوب الحلو ممثل بعثة الأمم المتحدة في سورية وممثل عن مكتب (موفد الأمم لمبعوث الدولي ستيفان) دي ميستورا في دمشق.
وأوضح البرازي أن الاتفاق سيجري تنفيذه على ثلاث مراحل، وتم الاتفاق على البدء بتنفيذ المرحلة الأولى بدءاً من الأسبوع القادم التي تتضمن خروج الدفعة الأولى من المسلحين وبعض عائلاتهم وتتضمن نحو 300، ثم تبدأ المرحلة اللاحقة وتتضمن تسوية أوضاع من يرغب في تسوية وضعه والاستمرار بتأمين المواد الإنسانية إلى المواطنين كافة في الحي، والبدء بفتح مؤسسات الدولة، والسماح بدخول وخروج المدنيين، والمرحلة الثالثة سيتم أيضاً تسليم السلاح الثقيل والمتوسط ثم تسليم سلاح من يرغب بتسوية وضعه، متوقعاً أن تستغرق عملية التنفيذ بين 30 إلى 60 يوماً.
وأوضح البرازي أنه «لا إحصائية دقيقة لعدد المسلحين لكن المتوقع أن العدد الجمالي الموجود في حي الوعر أقل من 2000»، مشيراً إلى أنه لا إحصائيات دقيقة أيضاً لمجمل الراغبين في الخروج.
اعتبر البرازي أن هذا الاتفاق سينعكس إيجاباً على حمص وعلى سورية وبقية المناطق الأخرى وخصوصاً أن هذا التوجه هو توجه الحكومة، وقال: «لدينا تجربة سابقة منذ عام ونصف العام حيث كان هناك حوارات طويلة مع المسلحين في حمص القديمة وبعد خروجهم منها عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجياً واليوم تعيش مدينة حمص حالة من التعافي الكبير في كل قطاعاتها فمن المعلوم أن في مدينة حمص 36 حياً 35 منها آمن وتحت سلطة الدولة وخدماتها، وحي واحد فقط هو الوعر فيه حالة عدم استقرار وستنتهي هذه الحالة وسيعيد هذا الأمر المهجرين إلى بيوتهم ومنازلهم في الحي وهذه المسألة ستعيد الحياة الاجتماعية والنسيج الوطني الاجتماعي في مدينة حمص بشكل كبير وإيجابي وجيد.
وكشف البرازي أن «هناك الآن بحثاً مع وفد من منطقة الرستن للبدء أيضاً بحوار من أجل تسوية الأوضاع في هناك وفي تلبيسة أيضاً».
وأوضح البرازي أن خروج المسلحين من الوعر سيكون بسلاحهم الفردي الخفيف، مؤكداً أن هذا الحوار (من أجل اتفاق الوعر) وكل جولاته التي تمت في الفترة السابقة كانت بلقاء مباشر مع ممثلي المجموعات المسلحة وممثلي المجتمع المدني في حي الوعر ولم يكن هناك أي دور للأمم المتحدة في هذا المجال. وأشار إلى أنه سيكون هناك مشاركة للأمم المتحدة في عملية فرض ظروف لوجستية ومناسبة من أجل تأمين خروج المسلحين وتأمين خروج بعض المدنيين مع عائلاتهم وهذا الأمر يقتضي التعاون مع المنظمات الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لكن هذا التعاون تنفيذي على أرض الواقع. وأضاف: «ما دامت مشاركة الأمم المتحدة تأتي في إطار إشراف وزارة الخارجية والمغتربين فهذا الدور مرحب به ويساهم إلى حد ما بتأمين ظروف أكثر ملائمة لنجاح عملية التنفيذ».
وكان البرازي أشار في تصريحات صحفية إلى أنه تم الاتفاق أيضاً «على الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل خلق ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق».
وبحسب البرازي فإن تنفيذ الاتفاق «سيؤدي بشكل طبيعي إلى خروج بعض الموقوفين لدى السلطة على خلفية الأحداث وإطلاق سراح بعض المخطوفين (لدى المسلحين) من مدنيين وعسكريين موجودين في حي الوعر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن