سورية

الحكومة الألمانية صدقت على مشاركة جيشها في الحملة.. ومراقبون حذروا من اعتبار القوات الكردية حليفاً رئيسياً … كارتر مستعد لتوسيع دور الكوماندوس الأميركي لضرب داعش في سورية.. ولوت يتحدث عن الحاجة لقوات برية

وكالات :

أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس، استعداده لـ«توسيع» دور قوات العمليات الخاصة الأميركية التي تقاتل تنظيم داعش في سورية. وتحدث السفير الأميركي لدى حلف «الناتو» دوغلاس لوت، عن الحاجة لقوات برية للقضاء على التنظيم في سورية، وشدد على أن تلك القوت البرية «لن تكون غربية»، على حين حذر مراقبون، من عواقب تركيز التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على القوات الكردية في العراق وسورية كحليف أساسي في الحرب على داعش، على حين صدقت الحكومة الألمانية، على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة على التنظيم وخصوصاً في سورية.
وقال كارتر أمس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه: إنه «مستعد لتوسيع» دور قوات العمليات الخاصة التي تقاتل داعش في سورية. وبيّن: «إن قوات العمليات الخاصة الأميركية لديها مجموعة فريدة من القدرات التي تمكنها من القيام بمهام متعددة»، مضيفاً: «نحن مستعدون لاستخدام قدرات هذه القوة الفريدة في أي فرصة أخرى مناسبة».
من جانبه قال لوت، وفق ما نقلت عنه وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، خلال مؤتمر صحفي عشية اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، في بروكسل: إن الحملات الجوية على التنظيم «ليست كافية»، وفي نهاية المطاف «سوف تكون هناك حاجة إلى جهود على الأرض من جانب القوات المحلية».
وبيّن، أن الأيام الأخيرة أظهرت جهوداً بين أنقرة وموسكو من أجل «خفض التصعيد»، بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية في الأجواء السورية، معرباً عن «الأمل أن تستمر هذه الجهود»، من أجل نزع فتيل التوتر بين البلدين.
وأعلنت واشنطن وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «CNN»، عن خطوات جديدة في حملة مكافحة الإرهاب، حيث تم تعيين روبرت مالي، بمنصب أحد كبار مستشاري الرئيس لشؤون حرب تنظيم داعش فقط. وبيّن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش أرنست، في مؤتمر صحفي في باريس، أن دور مالي سيكون مسانداً لدور مبعوث وزارة الخارجية الخاص لتحالف مكافحة داعش بريت ماغكورك.
على خط مواز، صدقت الحكومة الألمانية أمس وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة على التنظيم وخصوصاً في سورية في مهمة يمكن أن تحشد فيها 1200 عسكري. وجاء في بيان للحكومة: إن «ما يصل إلى 1200 جندي ألماني سيساعدون الائتلاف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي».
وكانت برلين أعلنت بعد اعتداءات باريس أنها ستنشر فرقاطة وطائرات استطلاع جوي من طراز «تورنادو» وطائرات تزويد بالوقود، وتعتبر هذه المهمة الأكبر للجيش الألماني بعد مهمته في أفغانستان.
ويتعين أن يصدق البرلمان اليوم على هذا التفويض الذي يستمر لسنة 2016، وعادة ما يتسم موضوع مهمات الجيش الألماني في الخارج، بحساسية كبيرة في ألمانيا، بسبب ماضيها العسكري.
وجاء في التفويض الذي نقلته وكالة فرانس برس: إن «المساعدة الألمانية تساهم في المعركة مع الإرهاب تحت رعاية الائتلاف لضرب داعش وتهدف بشكل خاص إلى دعم فرنسا والعراق والائتلاف الدولي في معركته مع التنظيم».
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وفق ما نقلته الـ«CNN» عنه: «نعم، سندمر داعش، فهو عدونا، ليس في فرنسا فقط، هذا قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة وعلى علاقة بالعالم أجمع، هذا خطر جداً والجميع يحتاجون إلى بعضهم البعض».
وأضاف لودريان: «لتدمير داعش علينا تكثيف القصف.. أولاً على المواقع القيادية واللوجستية والمواقع التي توفر النفط ومراكز التدريب التي فيها داعش في العراق وسورية، وفرنسا ستكثف غاراتها ضمن التحالف».
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس الأول، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» البريطانية للأنباء، أنه واثق من موافقة أغلبية أعضاء البرلمان على تنفيذ قوات بلاده غارات جوية على داعش في سورية.
في المقابل، حذر محللون سياسيون وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، من عواقب تركيز التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على القوات الكردية في العراق وسورية كحليف أساسي في الحرب على داعش. حيث تشكل قوات البشمركة الكردية العراقية ووحدات حماية الشعب الكردية في سورية بعض الحلفاء الرئيسيين للغرب على الأرض. ودفعت هجمات باريس التي تبناها داعش، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى تأكيد الحاجة لدعم القوات الكردية على الأرض.
وكشفت المحللة لدى مجموعة الأزمات الدولية ماريا فانتابي، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، أن واشنطن «اختارت دعم الأكراد العراقيين لأنهم كانوا حليفاً إستراتيجياً لها خلال اجتياح (العراق) عام 2003، كما أن واشنطن تعتبرهم حليفاً موثوقاً به». وترى فانتابي أن هذا الأمر يفسر استعداد وحدات حماية الشعب الكردية لخوض معارك خارج المناطق الكردية والمشاركة في هجمات على داعش في الرقة، التي يشكل العرب أغلبية سكانها تقريباً.
وقالت: «هذا ما يدور في أذهانهم بالتأكيد، وخصوصاً ما يتعلق بوحدات حماية الشعب الكردية التي تسعى للحصول على اعتراف دولي». وتضيف: إنه «باتخاذ الأكراد كحلفاء إستراتيجيين فإنك تخلق علاقة غير متوازنة بين الأكراد والقوميات الأخرى التي تعيش معهم». من جانب آخر يؤكد محللون ضرورة أن يترافق الجهد العسكري لضرب داعش في العراق وسورية مع خطط سياسية لما بعد الانتصار على التنظيم، وأن الاعتماد بشكل كبير على الأكراد قد يأتي بنتائج عكسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن