شؤون محلية

الوحش الأخضر

محمد حسين :

ماذا يعني أن يصل الدولار إلى هذا المستوى غير المسبوق وإلى أين سيصل؟!! ماذا سيحل بنا وكيف سنعيش إذا كنا أصلاً تحت خط الفقر.. فهل هناك ما هو تحت تحت خط الفقر ماذا يسمى هذا الخط اللعين الذي نكتوي بناره ولا ندرك ماهيته إلا بالأوجاع التي يتسبب بها!! هذا الدولار الملعون لن أذكر الرقم الذي وصل إليه الآن فربما أصبح الآن أكبر بعد أن عجزت الجهات المعنية عن ضبطه لكنها ضبطت أوجاعنا بالجرم المشهود ووقفت عاجزة ولم تكلف نفسها عناء مواساتنا.
مرة كتبنا عن ارتفاع أسعار البندورة إلى خمسين ليرة فقامت الدنيا ولم تقعد حتى عادت إلى حيطان العشر ليرات.. هل تعرفون الآن كم سعر كيلو البندورة اليوم وكم سعر كيلو الخيار أو الملفوف وكم سعر سندويشة الفلافل لأن «الشاورما» لا سعر لها إلا في خيالنا!!
ومرة أخرى انتظرنا تدخل الجهات المعنية بعد أن وصل سعر الدولار إلى الـ«200» لكي تكبح جماح هذا الوحش الأخضر لكن لجامها كان واهياً لدرجة أن تدخلها «دخل» فينا كالقضاء المستعجل واقترب سعره من الـ«400» ليرة وصرنا نستعيذ بالله كلما سمعنا كلمة «تدخّــل» لأن عواقبها لن تكون لمصلحتنا.. بل لمصلحة غيرنا ممن أصبحوا يسمون تجار الأزمة والدم.
رفقاً بنا وبأوجاعنا أيها القابعون على الكراسي فنحن نعرف أن مصاب بلدنا كبير وأن ضريبة الدم التي تدفعها كبيرة جداً ولكن من حقنا أن نحلم أن لديكم القدرة على إيجاد خط أحمر من غير المسموح لهذا الدولار تجاوزه وهذا أقل الإيمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن