رياضة

قصة بطولة كأس العالم للأندية.. تسعة متوجين في 12 نسخة.. البرازيل والبرشا في المقدمة ولا عزاء للأرجنتين

| خالد عرنوس

هي الحكاية الجميلة أو قصة من قصص كرة القدم القصيرة التي يعيشها العالم في الشهر الأخير من كل عام وتزف الكأس التي توصف بأنها للعالم إلى بطلها الذي لم يخرج عن المألوف حتى الآن، فالسيادة العالمية مازالت بحوزة القارة العجوز والقسم اللاتيني من القارة الأميركية مهما اختلف نظام البطولة ومسمياتها وأينما أقيمت في البرازيل أو في اليابان وحتى في الإمارات أو المغرب، فالبطل دائماً إما أوروبي أو أميركي جنوبي حتى (يقضي الله أمراً كان مفعولا).
هي قصة مونديال الأندية التي تعود جذورها إلى أكثر من 55 عاماً رسمياً وبالتحديد عندما أصبح لأميركا الجنوبية بطولتها الخاصة على مستوى الأندية، ويومها بدأت المنافسة مع بطل القارة العجوز على سيادة الكرة العالمية استكمالاً للحرب القائمة أيامها بين منتخبات القارتين على الزعامة ضمن بطولة كأس العالم، وكانت بوادر بطولة عالمية للأندية تعود إلى قبل ذلك بكثير عندما أقيمت بطولة أوروبية أوائل القرن العشرين ثم توسعت الرقعة مطلع الخمسينيات لكنها دورات اتخذت الطابع الودي ولم تحظ باعتراف أحد من الاتحادات القارية ولا الفيفا.

انتركونتيننتال ومونديال
الحكاية باتت معروفة فتلك المنافسة تمخض عنها ما عرف بالكأس القارية (الإنتركونتيننتال) والتي بدأت عام 1960 بطريقة الذهاب والإياب وأحياناً مباراة ثالثة فاصلة ذلك أن فارق الأهداف لم يكن معمولاً به ولما وجد المهتمون بهذه البطولة تهرباً من بعض الأندية (الأوروبية على وجه التحديد) لأكثر من سبب وجدوا لها مخرجاً ورعاةً لتقام على مدار قرابة ربع قرن في اليابان من مباراة واحدة.
تسمية الفائز بهذه الكأس بطلاً للعالم لم ترق لبقية القارات التي ازدهرت بطولاتها الخاصة بالأندية ووجدت إجحافاً بعدم مشاركتها في مثل هذه المنافسة ولأن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان حريصاً على أصوات الاتحادات القارية الأخرى (انتخابياً) فقد حرص على إقامة بطولة كأس العالم للأندية على غرار مونديالات الشباب والناشئين وجاء استلام جوزيف بلاتر للمنظمة الدولية ليكون الداعم الرسمي للفكرة فأطلقها وحارب من أجل استمراريتها ولو بالشكل الأقل من المطلوب لتستمر حتى الآن وهاهي نسختها الثانية عشرة تقام بعد أيام في اليابان.

انطلاقة وتوقف
مع مطلع عام 2000 نظم الفيفا النسخة الأولى من المونديال في البرازيل بمشاركة أبطال خمسة اتحادات قارية إضافة إلى ناديين مثلا الدولة المضيفة وبلغ عدد الفرق 8 قسمت إلى مجموعتين تأهل بطلاهما إلى النهائي الذي جمع كورينثيانس وفاسكو دي غاما البرازيليين ففاز الأول بركلات الترجيح وشهدت البطولة نجاحاً جيداً على الرغم من الاعتراضات الأوروبية وتراجع نتائج ممثليها الريال واليونايتد.
وكان مقرراً أن تقام النسخة الثانية في إسبانيا بضيافة ديبورتيفو لاكورونيا إلا أن إفلاس شركة التسويق المشرفة على مسابقات الفيفا ضرب البطولة في مقتل حتى أصبحت في غياهب النسيان، إلا أن إصرار الفيفا وعلى رأسه رئيسه بلاتر على إحيائها كان حاسماً في النهاية فكان أن انطلقت بشكل جديد أعطى بعض الراحة للأوروبيين والأميركيين اللاتينيين الذين يدخلون المنافسة من دور نصف النهائي بحيث يخوض الفريق مباراتين فقط، وهكذا عادت البطولة إلى الحياة من أرض اليابان التي تعهدت في تنظيم أي عدد من النسخ لوجود شركات تجارية عملاقة تدعم اللعبة وبطولات الفيفا بسبب وجود الأرضية الخصبة جماهيرياً ومادياً، وأصبحت عشرة أيام (الأواسط) من شهر كانون الأول ديسمبر من كل عام موعداً لمونديال الأندية مع الأخذ بالحسبان انتقال التنظيم إلى الإمارات العربية في نسختين متتاليتين وكذلك إلى المغرب قبل أن تعود إلى اليابان من جديد.

سيطرة برازيلية
في النسخة الأولى فشل الأوروبيون وتألق البرازيليون فجاء النهائي بنكهة السامبا ويومها فاز كورينثيانس باللقب بركلات الجزاء على فاسكو دي غاما عقب التعادل السلبي بفضل براعة الحارس ديدا وتألق إديلسون وريكاردينيو ولويزاو وكان كورينثيانس قد تصدر المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن ريال مدريد بعد تعادلهما 2/2 وفوزه على الرجاء المغربي والنصر السعودي بنتيجة 3/صفر.
النسخة الثانية بعد خمس سنوات تغير اسم البطل مع بقاء الهوية البرازيلية فقد استطاع سان باولو النادي الثاني في الولاية التي تحمل الاسم ذاته أن يقهر ليفربول بالنهائي بهدف يتيم بفضل وجود الحارس العملاق روجيرو سيني ومعه الهداف أموروزو وسيسينيو، وفي الطريق إلى النهائي فاز سان باولو على الاتحاد السعودي 3/2 وليفربول على سابريسا الكوستاريكي 3/صفر.
وإذا كان ليفربول خسر عام 2005 أمام سان باولو العريق الذي سبق له هزم برشلونة وميلان بالانتركونتيننتال عامي 1992 و1993 فإن البرشا خسر في النسخة التالية 2006 أمام فريق انترناسيونالي البرازيلي أيضاً بهدف وحيد، والأخير تخطى الأهلي المصري بصعوبة في نصف النهائي 2/1 بينما الإسباني تخطى أميركا المكسيكي برباعية نظيفة، وبرز من البطل البرازيلي الثالث الكابتن فرنانداو ألكسندر باتو وبيدرو إيرلي.

أوروبا تتقدم
في النسخة التالية عام 2007 غاب البرازيليون فصعد الأوروبيون إلى منصة التتويج على حساب عملاق الأرجنتين بوكاجونيورز الذي خسر النهائي أمام ميلان 2/4 فأصبح الأخير أول ناد يتوج باللقب العالمي بكل أشكاله، ويعود الفضل بذلك إلى كتيبة المدرب أنشيلوتي (كاكا وسيدورف وبيرلو وإنزاغي ونيستا وغاتوزو وديدا) والأخير بات أول لاعب يتوج باللقب مرتين، وكان ميلان تخطى طريقه للنهائي أوراوا ريدز بهدف.
السيطرة الأوروبية استمرت بفضل مان يونايتد الذي فاز بالنهائي على ليغا دي كويتو الإكوادوري بهدف بعد فوزه على غامبا أوساكا 5/3 وتألق من الشياطين الحمر واين روني ورونالدو وغيغز وسكولز وتيفيز وفان دير سار تحت قيادة المدرب الأسطورة فيرغسون.
سيطرة القارة العجوز تحولت إلى هيمنة كاملة بفضل برشلونة الذي عرف في تلك الحقبة بـ دريم تيم تو وضم في صفوفه تشافي وإينيستا وبيكيه وبيدرو إضافة إلى ميسي وابراهيموفيتش وهنري وسيدو كيتا وأبيدال، واحتاج البرشا إلى الوقت الإضافي ليتفوق بالنهائي على استوديانتس الأرجنتيني وقبلها فاز على أتلانتي المكسيكي 3/1.

تحول طفيف
جاء الدور على القطب الميلاني الثاني إنتر ليواصل مسلسل التتويج الأوروبي في بطولة ميزها الاختراق الإفريقي الذي حققه مازيمبي الكونغولي بوصوله للنهائي عقب مباغتته انترناسيونالي البرازيلي بهدفين نظيفين قبل أن يخسر النهائي بالعراقة والتاريخ بثلاثية نظيفة وكان إنتر الذي تألق منه صامويل إيتو ودييغو ميليتو وستانكوفيتش وزانيتي ولوسيو قد تخطى سيونغنام الكوري بالثلاثة ذاتها.
في 2011 عاد البرشا إلى البطولة وقلد الإنتر بالشباك النظيفة وفوزين أعلى رقمياً على حساب السد القطري وسانتوس البرازيلي برباعيتين وبتشكيلة زاد عليها ديفيد فيا وأليكسيس سانشيز وماسكيرانو وغادرها هنري وإيبرا.

طفرة كورينثيانس
في عام 2012 اعتبر حضور تشيلسي من حظ مدربه بينيتيز الذي قاد قبل عامين الإنتر إلى اللقب ورشحه المراقبون للفوز بالكأس الثانية إلا أن العائد كورينثيانس خيب آمال الإنكليز وفاز بهدف البيروفي غيريرو الذي سجل أيضاً هدف الفوز على الأهلي المصري في نصف النهائي ليصبح الفريق البرازيلي ثاني فريق يتوج باللقب مرتين وبرز من كورينثيانس الحارس كاسيو ودانيللو الذي سبق له التتويج مع سان باولو قبل 7 أعوام.

إبهار البافاري والملكي
استضافت المغرب النسختين الأخيرتين وقد شهدتا ظهور البايرن الرهيب الذي لم يخيب التوقعات وتوج بالكأس على حساب الرجاء المغربي 2/صفر والأخير أصبح ثاني إفريقي يبلغ النهائي بعدما هزم اتلتيكو مينيرو البرازيلي 3/1، وكان البايرن تخطى غوانزهوو الصيني في نصف النهائي 3/صفر، وبرع في صفوف البطل الألماني فيليب لام وتوماس موللر وريبيري و تياغو وغوتزة وماندزوكيتش تحت قيادة غوارديولا الذي أصبح أول مدرب يصل إلى اللقب 3 مرات.
وفي النسخة الأخيرة لم يكن أحد ليجرؤ على ترشيح سوى ريال مدريد الذي كان في الموعد ففاز على كروز آزول المكسيكي 4/صفر ثم على سان لورنزو الأرجنتيني 2/صفر، وأصبح أنشيلوتي بطلاً للعالم للمرة الثانية وتألق تحت إمرته رونالدو وسيرجيو راموس وغاريث بيل وتوني كروس وخيمس رودريغيز وبنزيمة وإيسكو والحارس العملاق كاسياس.
بانوراما المونديال
• بلغ عدد مباريات النسخ الـ11 السابقة 91 مباراة سجل فيها 268 هدفاً بمعدل 2.9 في المباراة، وجاء 16 هدفاً من علامة الجزاء و8 أهداف بالنيران الصديقة.
• انتهت 77 مباراة في الوقت الأصلي وامتدت 14 إلى أوقات إضافية منها 9 آلت إلى ركلات الترجيح، ومازال نهائي 2000 الوحيد الذي انتهى بالترجيح، ونهائي 2009 حسمه البرشا في الوقت الإضافي.
• 56 نادياً شاركوا حتى الآن في البطولة وسيرتفع الرقم إلى 57 بمشاركة ريفر بلايت الأرجنتيني، وبالمقابل سيشارك أوكلاند للمرة السابعة.
• توج فريقان باللقب هما برشلونة (2009 و2011) وكورينثيانس (2000 و2012)، وبالمحصلة فاز البرازيليون باللقب 4 مرات والإسبان 3 مرات والطليان مرتين والإنكليز والألمان مرة واحدة، وتوج بالكأس 7 أندية أوروبية مقابل 4 من أميركا الجنوبية.
• 16 لاعباً استطاعوا التتويج باللقب وهم: إينيستا وميسي وسيدو كيتا وإيريك أبيدال وداني ألفيس وبوسكيتس وبيكيه وبويول وفيكتور فالديز وبيدرو وتشافي وماكسويل مع برشلونة، وديدا مع كورينثيانس وميلان، ودانيللو وفابيو روما ومع سان باولو وكورينثيانس، ورونالدو مع اليونايتد والريال.
• يتصدر الأرجنتيني سيزار ديلغادو (مونتييري المكسيكي) لائحة هدافي المسابقة برصيد 5 أهداف سجلها في 6 مباريات يليه ليونيل ميسي بـ4 أهداف من 4 مباريات والبرازيلي دينلسون (بوهانغ الكوري) بـ4 أهداف في 3 مباريات والمصري محمد أبو تريكة كذلك بـ4 أهداف من 11 مباراة، وحتى الآن مازال الإنكليزي واين روني الأفضل بـ3 أهداف خلال مباراتين.
• انتهت 3 مباريات فقط بالتعادل السلبي وبالمقابل مازالت مباراة مان يونايتد * غامبا أوساكا الأغزر أهدافاً وانتهت بنتيجة 5/3، أما الفوز الأعلى فكان للبرشا بنتيجة 4/صفر وتكرر 3 مرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن