سورية

انهيار الهدنة بين «فتح حلب» و«حماية الشعب».. الجيش يباشر المرحلة الثانية جنوب حلب ويستعيد «نصر اللـه» من داعش شرقها

| حلب – الوطن

باشر الجيش العربي السوري مرحلته العسكرية الثانية في ريف حلب الجنوبي بالسيطرة على مزيد من التلال الحاكمة واستعاد قرية «نصر الله» في ريف المحافظة الشرقي الذي شهد سيطرة الجيش على مساحات واسعة الأسبوع الفائت.
فبعد توقف استمر نحو أسبوعين ثبت الجيش خلالها نقاطه في المناطق التي سيطر عليها منذ بدء عمليته العسكرية قبل نحو شهرين والتي تفوق مساحتها 500 كيلو متر مربع، بدأ الجيش عمليته العسكرية في الأيام الثلاثة الفائتة بالتقدم جنوب ريف حلب الجنوبي ومد نفوذه إلى ثلاثة تلال حاكمة إستراتيجية وهي الجعيري ودادين والبكارة ليسيطر نارياً على مساحات كبيرة تشرف عليها تلك التلال، وفق قول مصدر عسكري لـ«الوطن».
وأوضح المصدر أن أهمية السيطرة على التلال تكمن في قهر إرادة المسلحين وعلى رأسهم حركة «أحرار الشام الإسلامية» وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، والذين حشدوا كل ما بوسعهم لمنع سقوط تلك التلال على اعتبارها خطوط دفاعهم الأولى لمنع تقدم الجيش لقضم مناطق جديدة في عمق ريف حلب الجنوبي لكنهم فشلوا في الحؤول دون تحقيق الجيش والقوات الرديفة المؤازرة له لمزيد من الانتصارات ضمن خطتهم العسكرية في مرحلتها الثانية.
وتقضي المرحلة الثانية من العملية العسكرية للجيش بسط سيطرته على بلدتي الزربة وخان طومان الذين جمع المسلحون له فيهما أكثر من 3 آلاف مسلح استقدموا من جبهات سورية كافة وخصوصاً من إدلب وحماة بعدما ادعوا زوراً وبهتاناً تحقيق خروقات بسيطرتهم على قرى وتلال في جبهتي البلدتين على الخرائط التي تدر أموال الدول الداعمة لإرهابهم لكن سرعان ما اتضح زيف ادعاءاتهم الواهية والتي تستند إلى دليل حقيقي غير مقاطع الفيديو التي تبثها الكاميرات عن بعد.
ومن شأن سيطرة الجيش على الزربة خان طومان بينهما منطقة إيكاردا تثبيت نقاطه على مسافة أكثر من 15 كيلو متراً من طريق عام حلب دمشق الدولي، وهو الهدف من المرحلة الثانية التي أعد الجيش لها بإتقان وفتح المجال لها لمد نفوذه إلى مناطق واسعة في ريف حلب الغربي وريفي إدلب الشمالي الشرقي والشرقي وصولاً إلى مدينة سراقب التي تتحكم بعقدة طريق تتفرع إلى أريحا وجسر الشغور والساحل وإلى معرة النعمان وخان شيخون فحماة.
وإلى شرق حلب حيث واصل الجيش عمليته العسكرية في محيط مطار كويرس العسكري المطهر ليهيمن على قرية نصر اللـه في الجهة الشمالية الشرقية من الكلية الجوية الواقعة داخل المطار الذي غدا قاعدة عسكرية ضخمة لانطلاق الجيش نحو مناطق جديدة بعد فك الحصار عنه قبل نحو ثلاثة أسابيع بسط الجيش خلالها على مساحات كبيرة جداً ومهد الطريق لفرض نفوذه على بلدة دير حافر أهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي الذي فقد مناطقه شرق حلب الواحدة تلو الأخرى.
من جهة أخرى سقطت الهدنة التي أعلنت عنها ما تدعى «غرفة عمليات فتح حلب» بقيادة «الجبهة الشامية» و«النصرة» مع قوات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، والتي سيطرت مع «لواء الثوار» التابع لجيش «سورية الديمقراطي» على قرى عديدة متنازع عليها في محيط مدينة عفرين.
وبسقوط الهدنة واصلت «فتح حلب» قصف حي الشيخ مقصود بعشرات القذائف التي انهمرت عليه من حي بستان الباشا وخلفت إصابات في صفوف المدنيين داخل الحي الذي يضم معبر «الجزيرة» الواصل إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري. ويقع الحي تحت سيطرة «حماية الشعب» التي ردت بقنص طريق الكاستيللو الوحيد المتبقي لمناطق سيطرة المسلحين في قسم المدينة الشرقي للعالم الخارجي، ما وضع المسلحين فيه بعزلة وحصار منعهم من الإمدادات والحصول على المعونة.
وأعلنت «فتح حلب» بسط سيطرتها على قريتين من داعش في ريف حلب الشمالي بمحيط مدينة إعزاز منها البل ذات الموقع الحيوي القريب من بوابة السلامة الحدودية التي يطمح التنظيم بالسيطرة عليها بضوء أخضر من الحكومة التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن