سورية

واشنطن وباريس متفقتان على عدم أولوية رحيل الرئيس الأسد.. مباحثات جديدة حول سورية في النصف الثاني من الشهر في نيويورك

| وكالات

تستمر باريس باستداراتها السياسية حول جهود الحل السياسي في سورية وخاصة في موقفها من دور الرئيس بشار الأسد خلال مراحل العملية السياسية، لتعود وتؤكد عدم التمسك برحيله كشرط أساسي للحل في سورية، بعدما سبقتها واشنطن إلى ذلك ونصحت وفوداً إلى مؤتمر الرياض بتبني «لغة خلاقة» تجاه الرئيس الأسد، وبعدما تبنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس المبادرة الروسية لمكافحة الإرهاب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: إنه لم يعد متمسكاً برحيل الرئيس الأسد قبل انتقال سياسي في سورية.
واعتبر فابيوس في لقاء مع صحيفة «لوبروغريه دو ليون» نشرت أمس أن «مكافحة داعش أمر حاسم لكنها لن تكون فعالة تماماً إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية»، متسائلاً: «كيف يكون ذلك ممكناً طالما بقي في الرئاسة (الرئيس) بشار الأسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من السكان؟»، إلا أنه استطرد بالقول: إن الوصول إلى «سورية موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً، هذا لا يعني أن (الرئيس) الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل»، على ما نقلت وكالة «فرانس برس».
وكشف فابيوس عن مباحثات جديدة حول سورية ستتم «في النصف الثاني من كانون الأول في نيويورك». واعتبرت الوكالة الفرنسية أن تصريحات فابيوس تمثل «تطوراً جديداً وحساساً» في الموقف الفرنسي، بعد تصريحات لفابيوس نفسه الخميس الماضي على هامش قمة المناخ، أشار فيها إلى عدم إمكانية التعاون مع الجيش العربي السوري «ما دام أن (الرئيس) الأسد على رأسه».
واعتبرت الوكالة أن اعتداءات داعش على العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 تشرين الثاني التي أوقعت 130 قتيلاً جعلت فرنسا تتخلى عن موقفها السابق «لا لبشار ولا لداعش» إلى جعل أولويتها الحرب على الإرهاب.
وأضاف فابيوس في تصريحه أمس: «إن تجارب العقود الماضية سواء في العراق أم أفغانستان، أظهرت أن نشر قوات غربية على الأرض ينظر إليه سريعاً وكأنه قوة احتلال» ومن ثم فإن «العمليات يجب أن تقوم بها قوات محلية سورية معتدلة، عربية، كردية، وعند الضرورة بالتنسيق مع الجيش السوري، وهذا غير ممكن دون عملية انتقالية سياسية».
وجاءت تصريحات فابيوس عقب تصريحات مشابهة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في بلغراد اعتبر فيها أن تعاون الحكومة السورية مع قوات المعارضة لمكافحة الإرهاب قد يكون ممكنناً دون رحيل الرئيس الأسد.
ونقلت وكالة «رويترز» عن كيري قوله أمس الأول: «عما يتعلق بمسألة (الرئيس) الأسد وتوقيت رحيله الإجابة هي… من غير الواضح أنه سيتعين أن يرحل إذا كان هناك وضوح فيما قد يكون عليه مستقبله أو لا يكون».
وأضاف: إن هذا الوضوح قد يأتي في صور عديدة تمنح المعارضة شعوراً باليقين.
واستدرك كيري: «لكن سيكون من الصعب للغاية التعاون من دون مؤشر ما أو شعور باليقين من جانب هؤلاء الذين يقاتلونه بأن تسوية أو حلاً يلوح في الأفق»، على حين نقلت «فرانس برس» عن كيري دعوته إلى تدخل قوات برية عربية وسورية لمحاربة داعش، بعدما أقر بأن النزاع «لا يمكن كسبه بشكل كامل بالضربات الجوية فقط».
وتأكيداً على ما قاله الوزير الأميركي أوضحت صحيفة الحياة المملوكة لآل سعود أن واشنطن دعت بعض مجموعات المعارضة السورية إلى تبني «لغة خلاقة» تجاه الرئيس الأسد.
وأكدت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين نصحوا، عبر أكثر من قناة، تكتلات سياسية وعسكرية في المعارضة السورية «باعتماد لغة خلاقة عن مصير الرئيس بشار الأسد خلال مؤتمر الرياض الذي سيجمع المعارضة السياسية و«المعتدلة» والذي سيعقد بين 8 و10 الشهر الجاري.
من جهتهم أصدر وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ختام اجتماعهم في بلغراد أمس بياناً تبنى إعلان مكافحة الإرهاب بناء على مبادرة من روسيا. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن ممثل روسيا الدائم لدى المنظمة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: «تمكنا من تبني عدد من الوثائق المهة التي تطرح مهام محددة على منظمتنا منها إعلان مكافحة الإرهاب الذي قدمته روسيا».
من جهته اعتبر وزير الخارجية الصربي إيفيتسا داشيش الذي يترأس المنظمة حالياً أن ممثلي الدول الأعضاء ركزوا خلال اجتماعهم في بلغراد على الموضوع المتعلق بمكافحة الإرهاب، الأمر الذي أكده لوكاشيفيتش بقوله: إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على ضرورة «طرح ما لا يخص مكافحة الإرهاب جانباً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن