سورية

ستقدم لدي ميستورا قائمة بأسماء القوى الممثلة لها … بالترافق مع مؤتمر الرياض.. مؤتمر لقوى معارضة في الداخل بدمشق

عشية انعقاد مؤتمر المعارضة في الرياض، نددت قوى سياسية معارضة في الداخل بالمؤتمر، لأن السعودية «شريك في سفك الدم السوري وتدعم تنظيمات إرهابية»، ودعوات تلك القوى لعقد مؤتمر لها في دمشق بالترافق مع مؤتمر الرياض، سينتج عنه قائمة بأسماء قوى معارضة الداخل تقدم إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، على أنها هي من «يمثل المعارضة الداخلية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال الأمين العام لهيئة العمل الوطني الديمقراطي في سورية المعارضة محمود مرعي: «لم ندع (إلى مؤتمر الرياض) وإذا دعينا فلن نذهب». واعتبر أن مؤتمر الرياض «تدخل في شؤون المعارضة وخاصة أن السعودية شريك في سفك الدم السوري وتدعم تنظيمات إرهابية»، مشدداً على أن مؤتمر الرياض «لا يمثلنا ولا من دعي إلى الرياض».
وأعلنت السعودية الأحد في بيان لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية أنها وجهت الدعوة «لشرائح المعارضة المعتدلة كافة للمشاركة في اجتماع موسع بالعاصمة الرياض في الفترة من 8 إلى 10 كانون الأول الحالي لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها وتحديد مواقفها التفاوضية».
ومن أبرز تكتلات المعارضة التي وجهت لها الدعوات للمشاركة في المؤتمر الذي سيشارك فيه أكثر من 100 شخصية سياسية وعسكرية «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» من الداخل بـ(14 عضواً)، والائتلاف من معارضة الخارج بـ(31 عضواً).
وسخر مرعي من المؤتمر باعتبار أن ما سينتج عنه تم إقراره قبل أن يعقد من قوى دولية وإقليمية، وقالوزير الخارجية الأميركي (جون كيري): «إن وفد المعارضة (الذي سيفاوض وفد الحكومة) تم تشكيله قبل انعقاد المؤتمر». ورأى مرعي أن تشكيل هذا الوفد جاء بتوجيه أميركي سعودي قطري.
على خط مواز، قررت تيارات وقوى سياسية منها معارضة ومنها أحزاب مرخصة وغير مرخصة عقد مؤتمر لها في دمشق في اليومين المقبلين.
وقال الأمين العام لحزب التضامن المرخص المعارض محمد أبو القاسم لـ«الوطن»: «نحن لسنا بصيغة مؤتمر الرياض لأننا نعمل على مؤتمر لقوى معارضة الداخل بعد غد (الأربعاء)».
وسيشارك في مؤتمر دمشق من 15 إلى 17 تياراً وحزباً من أبرزها «حزب التضامن، حزب سورية الوطن، حزب الشباب الوطني السوري، حزب الشباب للعدالة والتنمية، وهيئة العمل الوطني الديمقراطي». وأوضح أبو القاسم، أنه سينتج عن المؤتمر «ترشيح أسماء قوى معارضة الداخل للمبعوث الأممي إلى سورية، وأن هذه هي القوى التي تمثل معارضة الداخل». وأكد أبو القاسم، أن عقد مؤتمر دمشق الذي يعبر عن صوت الداخل الهدف منه «ليس مواجهة مؤتمر الرياض»، ولكن لـ«التأكيد أن الداخل لم يمثل وأن معارضة الداخل الوطنية موجودة بأحزابها وهيئاتها ولم تمثل بأي مؤتمر للمعارضة». وأضاف: «إن من دعي لمؤتمر الرياض من معارضة الداخل هي هيئة التنسيق، وهيئة التنسيق هي جزء وليست الكل».
ولم يدع إلى المؤتمر «منبر النداء الوطني السوري»، و«جبهة التغيير والتحرير»، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية بوصفه حزباً مستقلاً، وقوى الإدارة الذاتية في شمال البلاد.
وانتقد القيادي في منبر النداء الوطني سمير عيطة ترشيحات وتدخلات دول في اختيار المدعوين لمؤتمر الرياض. وعن طبيعة الدعوات والمرجعيات التي تم الاعتماد عليها للدعوة، قال عيطة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: «يبدو أن قائمة المدعوين إلى مؤتمر الرياض أتت من ترشيحات وتدخلات دول إقليمية ودولية وخلقت مشاكل وخضعت لفيتوهات، هذا مع أنه كان يمكن أن تؤخذ بالحسبان آليات ناجحة مثل تلك التي عرفها مؤتمر المعارضة التوافقي الوحيد في القاهرة عام 2012»، وفق تقديره.
وأشار إلى أن إحدى «ثغرات» المؤتمر أن نتائجه لن تكون مُلزمة للكثير من المعارضين السوريين، وقال: «ليس واضحاً في السياق الحالي كيف سيتمّ إنتاج نص في فترة مؤتمر ستكون بالضرورة قصيرة، ثمّ إن نتائج هذا المؤتمر، حسب الآليّة التي تمّ تنظيمه بها، ليست ملزمة للكثير من المعارضين السوريين».
ووفق تقارير صحفية تأكدت مشاركة ممثلي 15 مجموعة مسلحة من ميليشيا «الجيش الحر» والتنظيمات الإسلامية باستثناء تنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية، في المؤتمر.
ومن بين ممثلي التنظيمات المسلحة سبعة من «الجبهة الشمالية» قرب حدود تركيا وخمسة من «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» قرب حدود الأردن، إضافة إلى ممثل «هيئة حماية المدنيين» هيثم رحمة ووزير الداخلية في حكومة الائتلاف المؤقتة العميد عوض أحمد العلي.
وبين المشاركين، قادة «جبهة الأصالة والتنمية» إياد محمد شمسي و«الفرقة الأولى الساحلية» بشار ملا و«الفرقة الثانية الساحلية» محمد حاج علي و«صقور جبل الزاوية» حسن حج علي و«تجمع صقور الغاب» محمد منصور و«فيلق الشام» فضل اللـه الحجي، إضافة إلى ممثل لـ«جيش المجاهدين». ويتوقع حسب التقارير أن يشارك ممثل من «جيش الإسلام» و«أجناد الشام» بريفي دمشق وقيادي من حمص، إضافة إلى مسؤول في «أحرار الشام».
وتبنّى قادة تلك التنظيمات أمس الأول موقفاً مشتركاً من خمسة مبادئ، حمله المشاركون في المؤتمر في وثيقة، نصّت على وجوب «بدء عملية انتقالية ليس (الرئيس بشار) الأسد جزءاً منها، ووقف النار، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وفصائله، وخروج جميع المقاتلين الأجانب، وعودة المهجرين» على ما ذكرت التقارير.
وحسب التقارير لن يحضر المؤتمر رسمياً ممثلو دول مجموعة «أصدقاء سورية»، لكن عدداً منهم سيكونون في أروقة القاعة أو في مكان قريب لدعم الوصول إلى توافق بين المشاركين وتقريب الآراء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن