قضايا وآراء

أردوغان… قبعة اللص تحترق

| ميسون يوسف

منذ أن أطلقت الرصاصة الأولى بيد إرهابية عدوانية ضد سورية كان أردوغان يقف في الخندق الواحد مع المعتدين يقودهم ميدانيا بتكليف من القيادة الأساسية للعدوان المتمثلة بأميركا.
أردوغان الذي انتحل صفة القائد الذي يريد أن يستعيد السلطنة العثمانية إلى الشرق، لم يوفر وسيلة مهما كانت دنيئة إلا وتوسلها، بدءا من تهجير السوريين ليتخذهم سلعة يتاجر بها أو أداة ضغط يضغط بها على سورية، أو مادة أولية ينحت منها الإرهابيون الذين يستعملهم لإنفاذ مشروعه، وصولاً إلى السرقة على أنواعها مروراً بفتح أبواب تركيا أمامهم لتمكينهم من إقامة أوكار العمل الخياني ضد بلدهم سورية.
لقد سرق أردوغان مصانع حلب ففكك منها آلات 1200 مصنعاً نقلها إلى تركيا، كما سرق المواد الأولية الصناعية والمواد الزراعية ولم يترك شيئاً يؤذي سورية في اقتصادها إلا وارتكبه تماما كما فعل بالنسبة للأمن والاستقرار.
لكن الأدهى من كل ذلك كانت سرقته للنفط عبر داعش ونقول الأدهى لأن الجريمة فيها مركبة وذات أبعاد متعددة فمن جهة هي سرقة المال السوري ومن جهة هو تشكيل مصدر لدعم المنظمة الإرهابية الأساسية التي تفسد في سورية والعراق ومن جهة ثالثة وهنا البهتان بعينه هو ادعاء يتهم به من ينتظم مع سورية بارتكاب الجريمة التي يقترفها هو.
لكن أردوغان لم يدرك أو تناسى أن روسيا التي ناصبها العداء وطعنها بالظهر غدرا بعد أن أسقط طائرتها التي تدك مواقع الإرهابيين وأسطول سرقتهم للنفط السوري، لم يدرك أن روسيا تملك من الأدلة الدامغة ضده ما يدينه بشكل قطعي.
لقد أراد أردوغان أن يخفي حقيقة تمكين داعش من سرقة النفط ومشاركتها بالسرقة لأنه يريد الاستمرار في تأمين مورد مالي لداعش يمكنها من الاستمرار في العمل الإرهابي الإجرامي الذي سيتوقف حتماً إذا قطعت طرق الإمداد ومصادر التمويل عنها كما قال الرئيس بشار الأسد.
ومع هذا التخلف في الإدراك تحدى أردوغان روسيا متعهداً أمام رئيسها بأنه سيستقيل من منصبه إن قدم الدليل على سرقته للنفط عبر داعش، وما أن قدمت روسيا الدليل الساطع حتى اختفى أردوغان وبلع لسانه وإذا بسلوكه وتحديه يذكر كما قال لافروف مستشهداً بالمثل الروسي: «قبعة اللص تحترق» المثل الذي يذكر بقصة تتحدث عن قرية جمع أهلها في ساحة بناء لنصيحة ساحرة لكشف اللص الذي ارتكب جرائم سرقة فيها، وصرخت الساحرة قائلة «قبعة اللص تحترق» فمد اللص الحقيقي يده متحسسا قبعته فكشف نفسه، وأردوغان هنا تطوع متحدياً أن يستطيع أحد تقديم الدليل على سرقته قبل أن يتهمه بذلك أحد بشكل مباشر.
أردوغان يسرق… أردوغان يكذب… أردوغان جبان يتهرب من المسؤولية… لكن أردوغان لن يستطيع الهروب من العقاب، فإن لم يعاقبه الشعب التركي اليوم فسيعاقبه غداً عقاباً ستفرضه متغيرات الإقليم ومتغيرات دولية ستجعل أردوغان جزءاً من الأحمال الفاسدة التي لا بد من إلقائها لترتاح السفينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن