الزراعة : ما زال القمح مخزناً عند الفلاحين
| ميليا عبد اللطيف
أكدّ الدكتور مجد أيوب مدير الاقتصاد الزراعي والاستثمار في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بوجود صعوبات يعاني منها الفلاح كانت في السابق ومازالت حتى الآن أهمها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بدءا من الأدوية الزراعية ولاسيما أنها تستورد عن طريق القطاع الخاص إلى الأسمدة وكذلك المحروقات، حيث يضطر المزارع أحياناً إلى شراء ليتر المازوت بسعر 250 ليرة بسبب حاجته إلى كميات كبيرة، وهذا يحصل بكل المحافظات باستثناء التي يسيطر عليها داعش التي تبيعها للفلاح هناك بسعر 50 ليرة لليتر الواحد كما يحصل حالياً في الحسكة – الرقة علما أنها مكررة وليست أصلية لكنها تلبي حاجته في تشغيل المحركات ولو مؤقتاً، مضيفاً إن الأسمدة كذلك تهرب من تركيا – العراق – الأردن لتدخل المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة، وبسعر أعلى من أسعار الدولة، لكن الكميات فيها تخضع للعرض والطلب، أما المشكلة الكبرى فتكمن فيما يتعرض له الفلاح من صعوبات أمنية.
وبيّن أيوب أن الدولة أعطت للفلاح 25 ليرة من الإنتاج على كل واحد كيلو متر تشجيعاً لنقل إنتاجه من الحسكة إلى دمشق علما أن تكلفة ذلك تصل إلى مليوني ليرة لنقل شاحنة تصل حمولتها 8 أطنان من القمح، وأنّ هذه المبالغ يدفعها الفلاح إتاوات على الطرقات، لهذا السبب لم يستجر كميات كبيرة من محصول قمح الحسكة إلى دمشق حيث تم في الموسم الفائت تسليم 480 ألف طن قمح فقط من جميع مراكز الإنتاج على حين كان المتوقع ثلاثة ملايين ونصف المليون طن، إلا أن القمح لا يزال مخزناً عند الكثير من الفلاحين الذين يحاولون تسليمه إلى أقرب مركز للدولة متى سنحت لهم الظروف، لافتاً أنه ونتيجة الظروف الصعبة قد يغطي الفلاح تكاليف إنتاجه فقط أو يربح قليلاً، لكن ليس من المعقول أن يخسر ولو كان ذلك لما استمر بالزراعة لمدة خمس سنوات متواصلة، أما من يحقق أعلى نسبة ربح فهي الجهات الوسيطة.
وختم مدير الاقتصاد الزراعي بالقول: إن الوزارة تقدم مساعدات للفلاح منها نقل الأسمدة حصرا عن طريق المصرف الزراعي لكل المراكز الموجودة في المحافظات الآمنة أهمها حلب – اللاذقية – طرطوس – حماة لكن بشرط أن تأتي الموافقة على الترفيق الأمني لها، لأن هذا الموضوع يتطلب دقة وحذراً شديدين لأنها في حال وصلت إلى أيدي الإرهابيين قد تستخدم في تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة، إضافة إلى أنها تدرس تكاليف إنتاج الفلاح للمحاصيل الإستراتيجية حيث حددت لهم نسبة ربح 20% من التكلفة.