سورية

مازوت الحلبيين المنزلي في خزانات الأمبيرات من دون مقابل..!

حلب- الوطن

تنازل مستحقو المازوت المنزلي بحلب عن حصتهم البالغة 200 ليتر للمسكن الواحد المأهول إلى أصحاب الأمبيرات من دون تحقيق أي ربح مادي أو حتى الحصول على وعود بخفض قيمة اشتراكاتهم لديهم لتزويدهم بالكهرباء.
واختارت محافظة حلب التوقيت الأسوأ لتوزيع المازوت المنزلي لجهة عدم قدرة المواطنين على دفع قيمة مخصصاتهم بسبب اجتماع الكثير من العوامل التي تضغط على نفقاتهم وتستوجب توزيعها حسب أولويات أكثر أهمية.
وقضت متطلبات الحياة وشح الأشغال وارتفاع الأسعار الجنوني وهبوط قيمة الليرة السورية وانخفاض القدرة الشرائية وقدوم موسم المؤونة وامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي على مدخرات أغلبية الحلبيين الذين عجزوا عن سداد قيمة مستحقاتهم من المازوت المنزلي الذي كانوا يتهافتون عليه لأغراض التدفئة ويشترونه من السوق السوداء بضعفي ثمنه.
ومنعاً للإحراج أمام الجيران والأقارب تذرع أرباب الأسر بحجج عديدة تدفع عنهم تهم الفقر الذي يؤشر إليه عجزهم عن شراء المازوت الذي تجوب صهاريجه الشوارع والأحياء من دون إقبال عليها.
فبينما برر عبد المجيد (صاحب محل في شارع النيل) لـ«الوطن» امتناعه عن شراء المازوت بسعره النظامي بإلقاء اللوم على لصوصه الذين سرقوه من خزاناته على السطح وفي قبو البناء، أفصح أنس (مدرس في حي الفرقان) عن السبب الحقيقي وراء إحجامه على الاستحواذ على حصته من المازوت بأنه ينوي السفر خارج حلب لأسباب أمنية فور انتهاء امتحانات ابنته في الثالث الإعدادي.
وتتكرر عبارات «الله يفرجها» و«الله يعين» و«للشتاء القادم يحلّها الحلّال» على ألسنة مستحقي المازوت العاجزين عن الوفاء باحتياجات أسرهم الأساسية والتزاماتهم الضرورية إلا أن ما حزّ في نفوسهم عزوف أصحاب الأمبيرات، الذين ينعتونهم بمصاصي الدماء، عن شراء حصصهم من المازوت مقابل ربح وصل في الشتاء الماضي إلى 10 آلاف ليرة لكل 200 ليتر وانخفض راهناً إلى 900 ليرة في أحياء الحمدانية وصلاح الدين والأعظمية ومن دون أي مكسب مادي أو مقابل في الأحياء الأخرى ولاسيما الراقية منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن