عربي ودولي

التحالف الوطني الحاكم بالعراق يفوض العبادي باتخاذ كل الإجراءات للتصدي للاعتداء التركي … سلاح الجو العراقي يقضي على عشرات الإرهابيين بينهم فرنسيون في صلاح الدين

فوضت الهيئة القيادية للتحالف الوطني الحاكم في العراق رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للتصدي للاعتداء التركي الأخير على الأراضي العراقية. يأتي ذلك على حين قالت وزارة الخارجية التركية أمس: إن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو أبلغ نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في مكالمة هاتفية أن تركيا أوقفت إرسال قوات إلى شمال العراق في الوقت الراهن إلا أنها لن تسحب الجنود من هناك بالفعل.
وقال رئيس التحالف إبراهيم الجعفري في بيان عقب اجتماع للهيئة القيادية للتحالف الوطني: إن «المجتمعين اتفقوا على تخويل العبادي بالتصدي لإدارة الأزمة وفقاً لصلاحياته الدستورية والقانونية ولاتخاذ الإجراءات الضرورية كافة للحفاظ على أمن وسلامة البلد ومن بينها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي إضافة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات اقتصادية إذا ما استمر الجانب التركي في المماطلة وعدم الالتزام بمقتضيات حسن الجوار والانسحاب الفوري للقوات التركية».
وبحث المجتمعون المستجدات السياسية والقضايا المصيرية التي تواجه العراق في الوقت الراهن ودخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية وما ترتب عليها من انتهاك لسيادة البلد وخرق واضح لعلاقات حسن الجوار ومناقشة قرارات مجلس الأمن الوطني العراقي بهذا الشأن الذي أمهل القوات التركية مدة 48 ساعة للانسحاب الفوري من الأراضي العراقية.
من جهتها طالبت جميع فصائل قوات الحشد الشعبي الحكومة العراقية باتخاذ رد حازم تجاه العدوان التركي على السيادة العراقية على خلفية دخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية وأنه في حال عدم انسحابها ستكون خيارات الرد مفتوحة، مؤكدة رفضها لأي مشروع يهدف إلى تقسيم العراق.
ودعت الفصائل في بيان لها الشعب العراقي إلى وقفة تاريخية يعبّر من خلالها عن رفضه لكل مشروع يتبنى وجود قوات أجنبية على أرضه أو تقسيم العراق من خلال الخروج بتظاهرات حاشدة للتعبير عن رفضه.
وفي السياق أكد تشاس فريمان السفير الأميركي السابق لدى السعودية أن التوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية الذي يشكل عملاً عدوانياَ فاضحاً يضاهي الاحتلال يشكل عاقبة ونتيجة متوقعة للتجاهل الأميركي للقانون الدولي في المنطقة الذي بدأ بغزوه العراق عام 2003.
وقال فريمان في مقابلة خاصة مع وكالة سبوتنيك الروسية: «إن المبادئ الأساسية للقانون الدولي لم تعد تحترم في منطقة الشرق الأوسط، والتدخل التركي في العراق يعكس الاستهتار بسيادة ووحدة أراضي الدول وهي ممارسة جاءت كنتيجة مباشرة للغزو الأميركي للعراق قبل سنوات الذي كان بحد ذاته لا يمتلك الشرعية أو الترخيص من القانون الدولي». وأضاف فريمان الذي احتل عدة مناصب في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين: «إن القوات الأميركية تدخلت في سورية دون تفويض من الحكومة السورية ودون أن تقدم أي تسويغ قانوني لانتهاكها السافر للسيادة السورية فلماذا نفاجأ الآن مع حدوث الأمر نفسه في العراق».
وأشار السفير الأميركي السابق إلى أنه في حال نقل مسألة الانتهاك التركي للسيادة العراقية إلى مجلس الأمن الدولي فإن أي دولة لن تدافع عن أنقرة فروسيا وعلى عكس تركيا تشارك في الحملة على الإرهابيين بدعوة من الدولة السورية والعلاقة بينها وبين تركيا ساءت بشكل كبير جراء إسقاط الطائرات التركية قاذفة روسية في الأجواء السورية على حين الصين كانت دائماً مدافعاً قوياً عن سيادة الدول ولا يتوقع منها التغاضي عن التوغل التركي المسلح في الأراضي العراقية.
وأشار فريمان إلى أن تركيا تواجه العزلة حتى من حلفائها في حلف الناتو قائلاً: «وفي حال لم تستخدم أي دولة في الحلف الفيتو لحماية أنقرة من قرار بالإدانة يصدر عن مجلس الأمن الدولي فماذا ستكون عاقبة ذلك على التعاون بينها وبين الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا مثلاً؟».
ميدانياً قضى سلاح الجو العراقي على العشرات من إرهابيي تنظيم «داعش» بينهم فرنسيون خلال استهداف موقع لهم في جزيرة سامراء جنوبي محافظة صلاح الدين.
وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان لها: إن «سلاح الجو العراقي قصف اليوم (أمس) مواقع التنظيم الإرهابي ما أسفر عن تدمير ثلاثة أوكار فيها 30 إرهابياً منهم 15 فرنسيا خبيراً في الأسلحة الكيميائية كما دمرت الضربات وكراً بداخله أحد متزعمي تنظيم داعش المدعو عمر شاكر مع العشرات من الإرهابيين».
وأضاف البيان: «إن الضربات دمرت أيضاً أربع سيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة ومخبأ للذخيرة ومستودعاً للسيارات المفخخة ومعملين لتفخيخ السيارات».
وفي سياق متصل أعلنت قيادة شرطة محافظة ديالى عن تنفيذ عملية أمنية في مناطق شمال شرق بعقوبة أسفرت عن تدمير معسكر لتنظيم «داعش» الإرهابي وضبط مواد شديدة الانفجار.
(رويترز – سانا – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن