سورية

«الأب الروحي للإرهابيين» يتحدى أوباما

| وكالات 

تحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس نظيره الأميركي باراك أوباما، معلناً تصميمه على إقامة «منطقة آمنة» شمال سورية، وذلك على حين كررت نائبة ألمانية دعوتها إلى الضغط على أردوغان، الذي وصفته بـ«الأب الروحي للإرهابيين»، من أجل إيقاف تنظيم «داعش» الإرهابي عوضاً عن قصف مواقع التنظيم.
في التفاصيل، أكد الرئيس التركي أن أنقرة تصر على إقامة مناطق آمنة في شمال سورية. وخلال لقاء عقده مع مجموعة مسؤولين بالعاصمة التركية أنقرة، قال أردوغان، حسب موقع «روسيا اليوم»: إن الجانب التركي يصر أيضاً على التطبيق السريع للاقتراحات المتعلقة بتدريب وتسليح «المعارضين المعتدلين» السوريين. وتراجعت الإدارة الأميركية عن برنامج تدريب المعارضة المعتدلة على الأراضي التركية واستبدلت به برنامجاً لتزويد جماعات من تحالف «جيش سورية الديمقراطية» بالسلاح من الجو، وتدريبهم من 50 فرداً من القوات الخاصة الأميركية.
وأثار هذا التبدل الأميركي، حفيظة الأتراك لأن هذا التحالف يضم وحدات «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، والتابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي. وتعتبر أنقرة «الاتحاد الديمقراطي» امتداداً لحزب «العمال الكردستاني»، المصنف على القائمة التركية للتنظيمات الإرهابية.
ومنذ عام، وتركيا تشترط على الغرب إنشاء منطقة حظر جوي في شمال سورية ومناطق آمنة وتدريب المعارضة المعتدلة من أجل الانضمام إلى التحالف الدولي، إلا أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي «الناتو» رفضت هذه الشروط. واضطرت تركيا الصيف الماضي، إلى الانضمام للتحالف لكنها لم تسقط شرط إقامة «المنطقة الآمنة». وقبل شهرين، سحبت واشنطن وبرلين منظومات الدفاع الجوي «باتريوت» من تركيا، التي نشرتها مطلع عام 2013، بناء على قرار حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ومؤخراً، شدد أوباما على أن إنشاء مناطق حظر جوي في سورية «لن يكون مجدياً»، على حين أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أن هذا الخيار «ليس الخيار الأمثل لمحاربة تنظيم داعش».
من جهة أخرى، اعتبر أردوغان أن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الأخلاقية عن إيجاد حل عقلاني وطويل الأمد للقضية السورية مع أخذ تاريخ المنطقة ووقائعها بالحسبان. وانتقد بشكل غير مباشر دعم واشنطن لوحدات «حماية الشعب».
وقال: إن «استخدام تنظيم إرهابي لضرب تنظيم إرهابي آخر لن يأتي بشيء باستثناء قضايا أخرى»، وشدد على أن الحل «يكمن في أن يخلق الشعب السوري نفسه جواً من الأمن وأن يبني مستقبله بنفسه. إننا نواصل بذل جهودنا في سياق ذلك وندعو الجميع إلى دعمنا في هذه الجهود».
في برلين، انتقدت النائب في البوندستاغ الألماني سارة فاغنكنيخت الاتحاد الأوروبي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من دون أن تسميهما لعقدهما صفقة مع أردوغان بشأن وقف تدفق اللاجئين عبر الأراضي التركية إلى اليونان ومنها إلى بقية الدول الأوروبية وخصوصاً ألمانيا.
وأشارت فاغنكنيخت في حديث لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، حسب موقع «روسيا اليوم»، إلى أن الاتحاد الأوروبي ينوي منح تركيا 3 مليارات يورو لتعهدها بإغلاق حدودها، لكنها لفتت إلى أن الحدود التركية مع داعش لا تزال مفتوحة. وأكدت أنه لا يمكن عقد «صفقات قذرة» مع أردوغان، الذي يواصل دعمه للإرهابيين، واصفةً إياه بـ«الأب الروحي للإرهابيين».
وقالت: «لا أريد تأجيج الوضع، إلا أن خطر تصعيد النزاع كبير للغاية»، مضيفةً: إن الدول المحاربة في سورية تفتقد إلى إستراتيجية موحدة، على حين لا تهدف تركيا أصلاً إلى مكافحة داعش لأن لديها «أولويات أخرى»، في إشارة إلى الأكراد.
كما انتقدت السياسية الألمانية المعارضة مشاركة ألمانيا في حملة التحالف الدولي على مواقع داعش في سورية، مشددةً على أن تدخل الغرب العسكري يساعد الإرهابيين، وأشارت إلى إمكانية تحرير المناطق الخاضعة لداعش في حال قطع تمويله. وحسب رأيها، فمن الأهم الآن حرمان داعش من تدفق المزيد من المسلحين والأسلحة والمال، ولذلك يجب الضغط على أردوغان، وكذلك على السعودية التي تقوم عائلاتها الثرية بتمويل التنظيم الإرهابي.
وأكدت فاغنكنيخت أن الولايات المتحدة كانت تمارس سياسة زعزعة الوضع في سورية على مدى سنوات وحتى دعمت «داعش» في البداية، معربةً عن رأيها بأن واشنطن تسعى إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد أكثر من القضاء على داعش. وقالت: «إنها كانت حروبهم (الأميركيين)، وقبل كل شيء في العراق، التي ولدت وحش «داعش».
وأشارت إلى أن ضغط روسيا سمح بعقد اجتماع «فيينا»، داعيةً إلى مواصلة دعم طريق التسوية السلمية. كما اعتبرت التصريحات حول قصف الطيران الروسي مواقع للمعارضة السورية عديمة الأساس، مشيرة إلى أن «جبهة النصرة» وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تندرج تحت تسمية المعارضة السورية ليست أفضل من داعش.
في سياق متصل، أعلن سلاح الجو الألماني، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، إرسال طائرتي استطلاع من طراز تورنادو وأربعة جنود، بعد غد الخميس إلى تركيا في إطار المهمة العسكرية الألمانية لمحاربة تنظيم داعش في سورية. وسيغادر الرجال والنساء من السرية 51 «إيملمان» قاعدة ياغل بشمال ألمانيا، على متن طائرة «إيه 400 إم» تتبعها طائرتان من أصل ست طائرات تورنادو تقرر إرسالها إلى تركيا في وقت لاحق للقيام بمهمات استطلاع فوق الأراضي التي يحتلها داعش.
ومن المقرر أيضاً أن ترسل طائرة تموين من طراز «إيه 310» الخميس من قاعدة «كولونيا فان» للالتحاق بقاعدة إنجرليك في تركيا.
وقد وافق النواب الألمان الجمعة على انتشار 1200 جندي وست طائرات للمشاركة في العمليات العسكرية الدولية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية دعماً لفرنسا بعد اعتداءات باريس.
وقررت برلين خصوصاً المشاركة في مهمات استطلاع وإرسال فرقاطة إلى جانب حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول. لكن الجيش الألماني لن يقوم بأي عملية قصف خلافاً لفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن