قضايا وآراء

تركيا.. على نفسها جنت «براقش»!!

| صياح عزام 

لا شك بأن الاستفزاز الجوي التركي لروسيا، جعل الرئيس «بوتين» يحدد إطاراً مُتدرجاً للرد على هذا الاستفزاز من خلال سلسلة خطوات مؤلمة لنظام «أردوغان» على المستويين العسكري والاقتصادي.
فالإجراءات العسكرية التي اتخذتها القيادة الروسية، على الرغم من طابعها الدفاعي، إلا أنها ستثير حنق الرئيس التركي أردوغان، لأنها ستشكّل حجر عثرة كبيراً أمام مخططاته العدوانية في الشمال السوري، ولا سيما حلم المنطقة العازلة الممتدة من جرابلس حتى البحر الأبيض المتوسط، وسترغمه هذه الإجراءات الروسية على السير على أطراف أصابعه في كل خياراته المتعلقة بسورية، وربما تدفع حلفاءه الدوليين إلى كبح اندفاعاته المقبلة، لأن التداعيات الخطيرة لأي صدام جوي مستقبلي بين روسيا وتركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. والآن ما أبرز الإجراءات العسكرية الروسية؟
1- نشرت روسيا مؤخراً منظومة الدفاع الجوي «إس400» في قاعدة حميميم الجوية، وذلك بعد يوم على تشغيل منظومة «إس300» على متن الطراد «موسكو» أمام السواحل السورية.
2- إصدار الأوامر لطائرات القتال الجوي بمواكبة العمليات الجوية كافة في سورية.
3- تأمين مظلة حماية صاروخية وجوية لطائرات «عاصفة السوخوي في سورية».
والجدير بالذكر، أن منظومة «إس400» منظومة متحركة ومتطورة جداً للدفاع الجوي، وتمتاز بقدرتها على تدمير كل أنواع الأهداف الجوية بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات من دون طيار، والصواريخ البالستية التي تسير حتى خمسة آلاف متر في الثانية. وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية الإستراتيجية التي تحمل رادارات إدارة العمليات من الجو بما فيها طائرة «الشبح» وتستطيع المنظومة كشف الأهداف على بعد 600كم، ورصد ومتابعة 300 هدف في وقت واحد، وتدمير 36 هدفاً في وقت واحد أيضاً، علماً بأن الوقت اللازم لجهوزيتها لا يستغرق سوى خمس دقائق أو أقل.
4- إضافة إلى ذلك، قطعت القوات المسلحة الروسية جميع الاتصالات مع الجيش التركي، وتم سحب ممثل الأسطول الحربي الروسي من تركيا الذي كان ينسق عمل أسطول البحر الأسود والبحرية التركية، كما تم وقف الخط الساخن لتبادل المعلومات بخصوص الضربات الجوية الروسية في سورية.
أما في الجانب الاقتصادي فقد بدأت روسيا في اتخاذ سلسلة خطوات عقابية أبرزها:
– إجراءات فحص الواردات الغذائية والزراعية التركية، فقد أمرت الحكومة الروسية «وكالة سلامة الغذاء» بتشديد الضوابط بعدما كشفت هذه الوزارة أن نحو 25% من الواردات الزراعية التركية لا تتفق مع القواعد الروسية. وهذا يعني تقليصاً وتأخيراً كبيرين للواردات التركية.
– اتخاذ إجراءات روسية أخرى على الحدود أدت إلى ظهور طوابير من الشاحنات التركية، وأكد مسؤولون في الجمارك الجورجية، أن الشاحنات التركية مُنعت من المرور عبر جورجيا إلى روسيا، وأن مئات الشاحنات عالقة في المنطقة المنزوعة السلاح بين جورجيا وروسيا.
والجدير بالذكر هنا أن قيمة الواردات الزراعية والغذائية من تركيا بلغت (مليار دولار) في الأشهر العشرة الأولى من عام 2015، وأن 20% من الخضروات التي تستهلكها روسيا تأتي من تركيا.
– ومن هذه الإجراءات الاقتصادية الروسية، التلميح من رئيس الوزراء الروسي إلى إمكان تعليق مشاريع مشتركة، وزيادة التعرفات الجمركية، وتقييد حركة الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الإقليمية الروسية، وكذلك عدم تشغيل اليد العاملة التركية في الاتحاد الروسي.
يضاف إلى هذه الإجراءات، وقف بناء المحطة الكهروذرية (آك كويو) ومشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، والمعروف بمشروع «السيل التركي» المتوقع أن تبلغ قدرته 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، كذلك وقف الاستعدادات لإقامة منطقة تجارة حرة ووقف التعاون السياحي بين البلدين.
هذه هي بعض الإجراءات الاقتصادية الروسية، رداً على جريمة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا والتي وصفها الرئيس «بوتين» بأنها «خيانة» وطعنة في الظهر.
باختصار، مهما حاول السفاح «أردوغان» التبرؤ وغسل يديه القذرتين من ضلوعه بنصب كمين جوي للطائرة الروسية، فإن هذه المحاولات فاشلة، ولن تنفعه نبرته الهادئة إزاء هذا الحادث المتعمد ضد روسيا، ولن ينفعه كذبة بأنه حاول الاتصال بالرئيس (بوتين) لكن الأخير لم يردّ… على أي حال كما يقول المثل الشائع «على نفسها جنت براقش» هذه هي حال السفاح أردوغان العثماني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن