اقتصاد

قرية الصادرات السورية الروسية بدأت أعمالها والبداية بشحنتي حمضيات

| اللاذقية- نهى شيخ سليمان

أكد وزير الاقتصاد والتجارة الداخلية همام الجزائري أن العلاقات السورية الروسية تشهد تطوراً جديداً على المستوى الاقتصادي يتجلى بالدعم الروسي لمنتجاتنا السورية، فهذا الدعم ضامن للاستقرار وعودة النمو والتنامي، جاء ذلك خلال حفل افتتاح قرية الصادرات السورية إلى السوق الروسية والتي انطلقت في العمل بشحنتين من الحمضيات إحداها وصلت المرفأ الروسي صباح أمس الأربعاء.
وأكد الجزائري رعاية الحكومة واهتمامها بقرية الصادرات السورية إلى روسيا وكذلك للمستوردات الروسية إلى سورية والتي كان يتم توريدها من دول أخرى، إذ نبحث عن البديل الروسي لمستورداتنا وعن السوق الروسية لصادراتنا، وبانطلاق العمل في قرية الصادرات نعلن تطوراً جديداً بالعلاقات السورية الروسية على المستوى الاقتصادي، حيث اعتمدت سورية وخلال الخمس سنوات السابقة على نفسها بالشأن الاقتصادي فتمكنا من حماية زراعاتنا ومزارعنا، وحالياً نبحث عن أسواق لتصدير منتجاتنا الزراعية كونها الحامل لاقتصادنا، وروسيا بوقوفها ومساندتها كان لها الدور الكبير في استقرار سورية وتوج بدعمها لمنتجاتنا الذي يشكل ضامناً للاستقرار وعودة النمو والتعافي، حيث يتم البحث عن عدد من المشاريع بين البلدين ومشروع قرية الصادرات أحدها.
ونوه الجزائري بأن اللاذقية أرض الحمضيات والزيتون وكان إنتاجها من المادتين يذهب لسوق الهال بحصول المزارع على حصة قليلة من ثمن المحصول، وهذا الواقع سيتغير بوجود القرية حيث يحصل المزارع على حقه من خلال العمل في القرية والذي يعتمد مبدأ تسويق المنتج من المزرعة موضباً ومعلباً ومشحوناً بالطريقة الصحيحة ما يحقق عائدية للوطن وللمزارع السوري الذي يحصل على العائد الأكبر.
مشيراً إلى أن قرية الصادرات ليست قناة للتصدير فقط بل محطة لنقل التكنولوجيا من حيث كيفية استقبال السوق الروسي للبضائع وما إلى ذلك، ما يتطلب الارتقاء بالنوعية والجودة للمعايير العالمية، ليحقق مشروعنا هذا النجاح كي نعيد ونكرر مشاريع جديدة، وخاصة أن الجانب الروسي جاد بالتعاون.
من جهته محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم أشار إلى أنه منذ عقود والعلاقات الروسية السورية تشهد خطاً تصاعدياً في جميع المجالات وخاصة عبر تطور العلاقات المميزة إلى مستوى التحالف السياسي مابين البلدين إيماناً بتعميق التعاون الثقافي والاقتصادي والذي بدأ بتأسيس القرية بناءً على البروتوكول الموقع العام الماضي لتوريد المنتجات إلى روسيا والتي وصلت أولى الشحنات أمس بكمية نحو 240 طناً، مؤكداً أنه سيتم العمل على إنجاح جميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الروسي والسوري، ضمن القوانين والأنظمة المعمول بها في سورية.
وعرض السالم لنوعية المنتجات أهمها الحمضيات حيث يبلغ الإنتاج على مستوى سورية 1. 200 مليون طن إنتاج المحافظة منها 800 ألف طن، الزيتون 400 ألف طن وإنتاج المحافظة منها 150 ألف طن، والبندورة 650 ألف طن وعلى مستوى المحافظة 170 ألف طن، لافتاً إلى أن هذه الأرقام هي حصيلة إنتاج المناطق الآمنة.
وعرض مدير عام قرية الصادرات السورية إلى روسيا خلدون أحمد أهمية المشروع مقدماً فكرة عامة عنه مشيراً إلى أن تنفيذ المشروع بدأ عام 2015، ليقام في محافظتي اللاذقية وطرطوس لقربهما من المرافئ، حيث تم انطلاق العمل في قرية صادرات اللاذقية، وبعد أشهر سيتم العمل على إقامة قرية في محافظة طرطوس، ويهدف المشروع إلى تطوير الصادرات السورية لتنافس الأسواق العالمية بشكل عام وفي السوق الروسية بشكل خاص، ويتضمن المشروع ثلاثة محاور الأول: العمل داخل سورية على إقامة المصانع الخاصة بالمنتجات الزراعية من مصانع تعبئة الحمضيات وتعبئة وتغليف المنتجات الزراعية وأهمها الخضر، إقامة مصنع للعصائر والفواكه المجففة، وإقامة بنك زيت الزيتون ومصنع لتجفيف الأعشاب الطبية مع تأهيل المنتجات من حيث النوعية والجودة والمظهر الخارجي لتطابق المواصفات المطلوبة في السوق العالمية بشكل عام وروسيا الاتحادية بشكل خاص، والمحور الثاني عند اكتمال المصانع المذكورة سيتم تخصيص عشرة ملايين دولار للتسوق من المزارعين السوريين وتصدير منتجاتهم عبر الخطوط والمعامل المذكورة في المرحلة الأولى. ويتضمن المحور الثالث إقامة البيت التجاري السوري المزمع إقامته في روسيا -جمهورية الأديغية- وهي من أهم المراكز التي تعمل على تسويق جميع المنتجات، لافتاً أنه سيتم العمل تجارياً على شراء البضائع وتوريدها إلى روسيا، مؤكداً العمل على تحويل جميع المستندات للبضائع المصدرة حسب المواصفات العالمية لضمان عدم تأخرها في الميناء بسبب خلل طباعي وغيره، وأضاف سنعمل على إقامة البيت التجاري السوري المزمع إقامته في روسيا ليكون أهم المراكز السورية في العالم، كما سيتم إحداث مركز تابع للقرية يمنح المنتج علامة الجودة التجارية لتتمتع بأفضل المواصفات والسلامة العالمية.
وأوضح الملحق التجاري الروسي في دمشق أيغور ماتيفييف أن مشروع قرية الصادرات أتى نتيجة الجهود المشتركة بين البلدين، وهو يحقق فرصة مهمة جداً للتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين وفرصة لتشجيع وتنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية وهناك دعم كبير لهذا المشروع من الحكومة الروسية ليصبح هذا المشروع الانطلاقة الأولى لمشاريع تجارية أخرى.
وختم المدير الروسي لقرية الصادرات أصلان بانيتش بالتأكيد أنه خلال فترة بسيطة سنقوم بدراسة جميع المشاريع مع محافظة اللاذقية وسيتم استخدام اليد العاملة السورية في جميع المشاريع، مؤكداً أن جميع البضائع التي ترد من روسيا ستكون بمواصفات عالية الجودة وبسعر مناسب ومنافس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن