سورية

«التكتم» و«السرية» يهيمنان على مؤتمر الرياض.. ودبلوماسي غربي: لا أتوقع أن يكون خطوة بناءة

| الوطن- وكالات

واصلت قوى من المعارضة السورية اجتماعاتها في العاصمة السعودية بهدف الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع الحكومة السورية حسبما نص عليه بيان «فيينا2».
وقال المنظمون إنهم يبحثون في أي عملية تفاوض محتملة مع وفد حكومي، وفي الحل السياسي والدولة المدنية الديمقراطية وحقوق الأقليات.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن مؤتمر المعارضة الذي يعقد في فندق «انتركونتيننتال» بالرياض، بدأ صباحاً بمشاركة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أعرب للمشاركين عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمراً.
وانطلق المؤتمر الذي يتوقع أن يستمر حتى اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأفاد صحفي في وكالة الأنباء الفرنسية، في المكان أن هناك تعتيماً إعلامياً على الاجتماعات، وأن المشاركين يمتنعون عن التصريح أو الكلام مع الصحفيين. وذكر أحد المشاركين أن الاتصالات مقطوعة في قاعة الاجتماعات. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن أمله «في النجاح الكامل» لمؤتمر الرياض، مشدداً، حسب بيان لوزارة الخارجية، على أهمية قيام المعارضة «بتوحيد جهودها لتكون المحاور السياسي المرجعي الذي تحتاج إليه سورية». وغرد الممثل البريطاني الخاص لسورية غاريث بايلي عبر موقع «تويتر» قائلاً: «يوم أول جيد في الرياض للمباحثات حول سورية. تركيز واضح على منصة قوية للمعارضة وفريق تفاوضي قادر على توفير ذلك».
إلا أن دبلوماسياً غربياً يتابع الشأن السوري قال عن محادثات الرياض، وفقاً لوكالة «رويترز»، «إنها ليست شاملة. ليس هذا المنبر الموحد الشامل للمعارضة»، وأضاف «لا أتوقع أن تكون (محادثات) الرياض خطوة بناءة… اتسم الأمر برمته بالسلبية الشديدة ويبدو مثل قائمة رغبات سعودية تركية».
من جهته عبر رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة، في بيان عن «تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته»، متحدثاً عن «وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي»، وأكد أن «الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور (الرئيس بشار) الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن «الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم». وقالت عضو الائتلاف نغم الغادري إن المعارضة لن تتراجع عن مطالبتها برحيل الرئيس بشار الأسد بـ«مجرد إنشاء كيان انتقالي حاكم»، وأضافت: «في اللحظة التي تبدأ فيها الفترة الانتقالية يجب أن يرحل (الرئيس الأسد)» مشيرةً إلى أن المعارضة لا تقبل ببقائه خلال الفترة الانتقالية.
واعتبرت أن انقسامات المعارضة تعكس الخلافات الدولية، وأضافت: إن الأمر لا يتعلق بالمعارضة وحسب فهي تعرف ما تريده لكن بعض الدول لا تعلم ماذا تريد من سورية.
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي، ذكر مصدر في المعارضة لوكالة الأنباء الفرنسية، رافضاً الكشف عن اسمه أن «الأجواء جيدة والآراء متقاربة».
وللمرة الأولى، يشارك ممثلون عن التنظيمات المسلحة في مؤتمر موسع للمعارضة، وأبرزها «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية».
وأكدت «الأحرار» في بيان، نقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أنها لن تقبل أي مخرجات لمؤتمر الرياض أو غيره تخالف ثوابت حددتها «بتطهير سورية من الاحتلال الروسي الإيراني، وإسقاط النظام ورموزه ومحاكمتهم والحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب السوري، في رفض صريح لإحدى مبادئ فيينا». وانتقدت الحركة دعوة «أشخاص هم أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته»، في إشارة واضحة إلى هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، كما أعربت عن تفاجئها بـ«عدم تمثيل الفصائل المجاهدة بما يتناسب مع مواقعها ودورها في الثورة وعلى الأرض»، مشيرةً إلى أنها لبت الدعوة ليس إقراراً منها بمستوى التمثيل ونوعيته وإنما «لنناضل سياسياً كما ناضلنا عسكرياً لأجل حماية أهداف ثورتنا، ونقطع الطريق على أي محاولة للالتفاف على مطالبكم».
ومن أبرز ما رشح عن المؤتمر، تأكيد عضو المكتب السياسي بهيئة التنسيق منذر خدام أن مسألة دور (الرئيس) الأسد في المرحلة الانتقالية لا تزال موضع خلاف وربما يتم التوافق على صيغة عامة لها على أن تترك المسألة لطاولة المفاوضات.
ولفت خدام في صفحته على «فيسبوك» إلى أن العقل السياسي لبعض المعارضة (المجتمعة في الرياض) قد رجع عن استقالته وبدأ يشتغل بحكمة بعيداً عن المزايدات، لافتاً إلى وجود معلومات مشجعة من لقاء المعارضة في الرياض، لاسيما التأكيد على مجموعة من الثوابت الوطنية منها وحدة سورية وسيادة الدولة على أراضيها، وحصرية السلاح بها، ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية، والالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والحفاظ على مؤسسات الدولة… وتم التوافق، حسبما ذكر خدام على جملة من المبادئ الحاكمة للتسوية السياسية من بينها التأكيد على الحل السياسي ومرجعية جنيف1، وعلى مسؤولية السوريين وحدهم عن عملية الانتقال السياسي وصولاً إلى نظام سياسي جديد، والاستعداد للمفاوضات المباشرة مع وفد النظام، مؤكداً حصول توافق على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي برعاية أممية واعتماد الجدول الزمني الذي حدده لقاء فيينا، وضرورة اتخاذ إجراءات لبناء الثقة من قبيل الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المساعدات إلى محتاجيها.
كما تم التوافق في الرياض حسب خدام على دور الأمم المتحدة في الإشراف على وقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

منجونه: عدم مشاركتي ناجم عن توجهات السعودية

اعتبر نائب المنسق العام لهيئة التنسيق محمد عبد المجيد منجونة، أن السعودية تحاول أخذ الساحة السورية إلى مخطط مجموعة «الحلف الغربي»، مؤكداً أن هدف مؤتمر الرياض هو إظهار أن السعودية لها ثقلها السياسي وقادرة على جمع كل أطياف المعارضة.
ولفت منجونة، إلى أن اعتذاره عن المشاركة في مؤتمر الرياض، ناجم عن توجهات السعودية المعروفة، مشيراً إلى أن الرياض ليس لديها «نية جدية لحل سياسي جديد». وأضاف في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، «هل يعني أن تدعو السعودية لمؤتمر بأنها على استعداد أن تسمع لكل الحاضرين توجهاتهم؟ وأن يعملوا على الوصول بكل التوجهات من خلال المؤتمر الذي مدته 3 أيام وبمشاركة 102 من الأشخاص؟».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن