اقتصادالأخبار البارزة

داعش يسرق النفط من الآبار ذاتية الإنتاج.. وطيران «التحالف» يقصف الآبار بدلاً من القوافل … فني في قطاع النفط لـ«الوطن»: الإرهابيون «يسرقون» نحو 70 ألف برميل من حقول النفط يومياً

| علي محمود سليمان

في ظل ارتفاع وتيرة الهجمات التي يقوم بها طيران التحالف الدولي ضد آبار ومحطات النفط في المنطقة الشرقية من سورية تحت مسمى استهداف داعش، أصبح واضحاً أن هناك حالة من التدمير الممنهج للبنى التحتية النفطية السورية، وهو ما أكده لـ«الوطن» مصدر فني مختص في قطاع النفط مبيناً أن الاستهداف بقصد تدمير البنية التحتية للنفط السوري، حيث كان ملاحظاً أن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا لم يقم باستهداف آبار النفط والمحطات خلال المرحلة الأولى لعملياته، على حين أصبح مؤخراً يقوم بشكل يومي بقصف هذه الآبار والمحطات، بدلاً من استهداف القوافل التي تهرب النفط السوري عبر الحدود إلى تركيا، وهو ذات السؤال الذي تم طرحه من روسيا، لماذا لا يستهدفون قوافل النفط الخاصة بالمهربين والعصابات الإرهابية المسلحة وخاصة داعش والقوافل التي يملكها تجار ممولون ولهم ارتباطات مع شبكات إقليمية متكاملة مرتبطة مصالحها مع مصالح التحالف؟.
وفيما يتعلق بعمليات السرقة والنهب للنفط السوري، بيّن المصدر أن داعش والعصابات الإرهابية المسلحة تقوم بالسرقة بشكل أكبر من الآبار التي تنتج ذاتياً ولا تحتاج إلى معدات جوفية من مضخات غاطسة أو مضخات سطحية وما يسمى الإنتاج بالرفع الصناعي أو الإنتاج الميكانيكي، حيث إن الآبار التي تنتج ذاتياً يتم استخراج النفط من السطح ولا تحتاج إلى معدات ميكانيكية جوفية.
موضحاً بأن أي بئر يتم استخراج النفط منها وفق ثلاث مراحل فنية، تبدأ الأولى بالإنتاج الذاتي لما هو قرب سطح الأرض، ولكن ليس كل الآبار يكون فيها إنتاج ذاتي، وهنا تبدأ المرحلة الثانية، وهي تحريض البئر عندما تتوقف عن الإنتاج الذاتي إن كان ينتج ذاتياً، حيث يتم تحريضه بالمعدات المناسبة حسب وضع البئر وإنتاجها وعمق النفط ونوعه وكمية الغاز وهو يحتاج إلى دراسات مختصة، وفي المرحلة الثالثة التي تسمى الإنتاج الثانوي أو الإنتاج المدعوم يتم دعم البئر لاستخراج النفط عن طريق الحقن بعدة طرق منها المياه أو الغاز أو الحرق الداخلي لاستخراج النفط وهي مراحل تمتد سنوات طويلة بين 15 و40 سنة، لذلك وحسب المصدر فإن لصوص النفط يستهدفون الآبار التي تنتج ذاتياً حيث إن عملية الجدوى الاقتصادية لمعرفة ربحية وعدم ربحية بئر النفط يقوم بها المستثمر أما بالنسبة للصوص الذين يقومون بسرقة النفط فهم لا يهتمون بمدى ربحية أي بئر لأنهم يقومون بسرقة كل ما تصل إليه أيديهم.
وأشار المصدر إلى أنه لا يمكن الجزم بأن جميع الآبار أصبحت خارج الخدمة حالياً سواء من عمليات النهب التي يقوم بها داعش وغيره من الإرهابيين أو من عمليات القصف التي يقوم بها التحالف الدولي، موضحاً بأنه بعد الأزمة واستعادة المنطقة سيكون هناك تقييم لجميع الآبار، حيث تكون هناك دراسة منفردة لكل بئر وحدها، فإذا كانت قد تشوهت موضعياً يمكن حفر بئر بديلة في الطبقة نفسها أو صيانتها أو تنزيل معدات مساعدة وهي حالات فنية تتم معالجتها في حينها.
وبالنسبة لعدد الآبار التي يقوم داعش وغيره من العصابات الإرهابية في استخراج النفط منها، أوضح المصدر أن كل الأرقام التي يتم تداولها هي أرقام غير دقيقة، فلا يمكن وضع عدد دقيق لها لأن هناك آبار ربما خرجت من الخدمة أو آبار لم يتم الاستخراج منها ولا يمكن تحديدها، ولكن يمكن القول إن جميع الحقول النفطية الواقعة في محافظة دير الزور والرقة هي تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة، وبأن هناك أرقاماً تقديرية للكميات التي يتم استخراجها من النفط تصل إلى نحو 70 ألف برميل يومياً، على حين التقديرات لدى الجانب الروسي تشير إلى وصول الأرقام إلى نحو 200 ألف برميل من نفط سورية والعراق.
وبخصوص ما تم طرحه عن وجود نية للاستعاضة عن الآبار التي خسرناها في المنطقة الشرقية بالآبار التي سيتم حفرها في المياه الإقليمية السورية، أكد المصدر أن هذه المقارنة غير دقيقة فنياً حيث يوجد طموح مسبق بالتوسع الإستراتيجي في عمليات الاكتشاف والتنقيب بغض النظر عن خسائر وواقع النفط في المنطقة الشرقية، فطالما هناك مناطق مأمولة فمن الواجب العمل عليها واستخراج الثروة الباطنية من غاز أو نفط، حيث ينظر إلى المنطقة الساحلية والمياه الإقليمية السورية بأنها مصدر مستقبلي لتمويل قطاع الطاقة بحاجته من الوقود وإمكانية التصدير مستقبلاً ولكن هذا التخطيط يحتاج لسنوات ليصبح ضمن التنفيذ وليس لتعويض ما تمت سرقته من الإرهابيين ولكنه ضمن الخطة الإستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن