سورية

دعت دي ميستورا إلى وضع قائمة الوفد المعارض «في القريب» … موسكو تطعن بمؤتمر الرياض: بعض التنظيمات المشاركة «قريبة من الإرهاب»

| وكالات 

طعنت روسيا في شرعية مؤتمر الرياض وفي مخرجاته، بعد يوم من إعلان واشنطن تحفظها على نقاط تضمنتها المخرجات. وأكدت موسكو أن بعض المنظمات التي دعيت إلى المؤتمر «قريبة من الإرهاب»، لافتةً إلى أن البيان الختامي الصادر عن المؤتمرين لا يتطابق واتفاقات فيينا. وشددت على «ضرورة إقصاء الإرهابيين من العملية السياسية في سورية».
وإذ أكدت الدبلوماسية الروسية رفضها أن يكون مؤتمر الرياض مرجعية لتشكيل الوفد المعارض أو أن يكون ممثلاً بالكامل للمعارضة السورية، أعربت عن استعداد موسكو للعمل مع جميع أطراف «مجموعة الدعم الدولية حول سورية» «بلا استثناء» من أجل حل القضايا المتعلقة بالتمهيد لـ«عملية سياسية حقيقية وشاملة من دون شروط مسبقة»، ودعت المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى لعب الدور الرئيس في تشكيل «وفد المعارضة السورية» لمفاوضة السلطة.
واستضافت العاصمة السعودية الرياض، أكثر من مئة شخصية يمثلون في أغلبيتهم الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية، وحركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام»، والجبهة الجنوبية والجبهة الشامية. واشترط هؤلاء في بيان أصدروه بختام مؤتمرهم رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم «مع بداية المرحلة الانتقالية». كما شكل المؤتمر «هيئة عليا تفاوضية» وظيفتها اختيار الوفد المعارض..! وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، عن تقدير روسيا لـ«جهود السعودية في أداء التفويض الممنوح لها من قبل المجموعة الدولية لدعم سورية، (والمتمثل في) عقد اجتماع لأطراف المعارضة السورية في الرياض حق قدرها»، لكنها أردفت قائلةً: «لم يضم اجتماع الرياض رغم جهود الزملاء السعوديين ممثلي أطراف المعارضة السورية كافة، ما ترك أثره على البيان الصادر في ختام الاجتماع».
وفي إشارة إلى مقاطعة زعيم تيار «قمح» المعارض هيثم مناع مؤتمر الرياض، لرفضه وجود ممثلين عن حركة «أحرار الشام»، قال البيان: إن «قسماً كبيراً من المعارضين قرر مقاطعة هذا الاجتماع معللاً قراره بعدم الرغبة في الجلوس على الطاولة الواحدة إلى جانب المتطرفين والإرهابيين»، وشدد على أن روسيا «ما زالت ترى ضرورة إقصاء الإرهابيين من العملية السياسية في سورية».
ونوهت الخارجية الروسية بأنه «لا يمكننا أن نوافق على المحاولة التي بذلها المجتمعون في الرياض لإدعاء الحق في تمثيل المعارضة السورية بكاملها». وشددت على أن «أي اتفاق حول تسوية سياسية لا يمكن إلا أن يكون نتيجة لاتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة»، مبينةً، بحسب موقع «روسيا اليوم»، أن «جميع المشاركين في المجموعة الدولية لدعم سورية، قد أجمعوا على مبدأ رئيسي للتسوية، إلا وهو أن الشعب السوري وحده المخول بتقرير مصير سورية، ولا بد من التقيد التام بتنفيذ الاتفاقات»، وذلك في انتقاد لدعوة معارضي الرياض إلى رحيل الرئيس الأسد في بداية «المرحلة الانتقالية».
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن «استعداد موسكو لمواصلة العمل الجماعي في إطار الفريق الدولي لدعم سورية بمشاركة جميع الأطراف المعنية بلا استثناء، بهدف تسوية جملة من المسائل المتعلقة بالتمهيد لعملية سياسية سورية حقيقية وشاملة دون أي شروط مسبقة».
وقالت الوزارة «على دي ميستورا الاقتراح، في القريب، قوام وفد واسع التمثيل عن المعارضة السورية للتفاوض».
وأعربت عن «دهشتها» حيال الدعوة لانعقاد اجتماع «أصدقاء سورية» منتصف الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، التي «استنفد نهجها» بحسب البيان. وقالت الوزارة إن «المعروف عنها (المجموعة) نهجها الذي استنفد والمتمسك بالإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق. ومحاولات حصر عملية التسوية في نطاق منفرد من شأنها الإضرار بالتسوية، وتطعن بهيبة المجموعة الدولية لدعم سورية والتي تم في نطاقها وبفضل جهود مضنية حشد جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين».
وتطابقت اعتراضات الدبلوماسية الروسية على بيان مؤتمر الرياض مع تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن بعض النقاط في البيان، و«تحديداً نقطتين»، بحاجة إلى معالجة إذا كانت مفاوضات مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية ستُستأنف الأسبوع المقبل. وأوضح كيري للصحفيين على هامش محادثات المناخ في باريس أنه سيتباحث مع نظيره السعودي عادل الجبير لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين المعارضة السورية. وأضاف إن «بعض المسائل، وتحديداً نقطتين، في رأينا بحاجة إلى معالجة». ولم يحدد النقاط المختلف عليها، لكنه أعرب عن ثقته «من أنها ستعالج وسأتباحث معهم (السعوديين) بشأنها».
وحول ما إذا كان سينظم في نيويورك في 18 كانون الأول اجتماع مجموعة الدعم حول سورية، قال كيري «سوف نرى. عليّ أن استمع إلى أجوبة (من السعوديين) على بعض الأسئلة وعندها سنعلمكم بالأمر». وأشار إلى أنه تحادث مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبد العزيز والجبير منذ توقيع الاتفاق.
في نيويورك أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن مؤتمر الرياض لا يشكل مرجعية فيما يتعلق بتركيبة وفد المعارضة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن تشوركين، قوله: «دي ميستورا يجب أن يلعب الدور المفتاحي في تشكيل وفد المعارضة الذي يتفاوض في نهاية المطاف مع الحكومة».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنوي اقتراح اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي يؤيد المفاوضات السورية في إطار فيينا، وذلك بعد لقاء مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية المحتمل في نيويورك.
وأعرب عن «استعداد موسكو للقاء نيويورك، لكن بشرط أن يكون العمل واقعياً». وأضاف: «نقول دائماً إن من الضروري ليس أن نتكلم، بل الضروري هو تنفيذ القرارات التي اتخذت في اجتماع «فيينا 2». وذكّر بأن المشاركين في مباحثات فيينا قرروا الاتفاق على قائمة المنظمات الإرهابية وقائمة الوفد المفاوض عن المعارضة السورية، منوهاً بوجود إشكالات بين روسيا وأطراف أخرى لاسيما السعودية حول لائحة المعارضة، حيث تعتبر روسيا بعض المنظمات التي دعيت إلى الرياض قريبة من الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن