ثقافة وفن

أحب تقديم برنامج استعراضي حقيقي … محمد الحموي: لولا الأزمة  لما اتجهت نحو الإخراج التلفزيوني

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني

عمل مخرجاً ومخرجاً منفذاً في عدة برامج في قناة «تلاقي»، منها «جريدة الصباح»، و«صباح تلاقي»، و«تلاقي ريم»، قبل أن يستقر على برنامج «عرض وطلب» الاقتصادي.
ويعتبر المخرج الشاب محمد الحموي نفسه ابناً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومن المؤسسين لقناة «سورية دراما» وقد عمل فيها منذ عام 2008، وكان مديراً للتنسيق والتسويق، وكان في الوقت نفسه ينجز كمخرج منفد «سكيتشات» اسمها «عرب وورد» مع المخرج أسامة الحمد الذي شاركه العمل في فيلم «صبحية بحرية» أيضاً وسكيتشات «هات من الآخر».

الدراما أصعب
الحموي أكد في حديثه «للوطن» أنه يرى نفسه في الخط الدرامي أكثر من التلفزيوني، وقال: لولا الأزمة لما اتجهت نحو الإخراج التلفزيوني لأنني أفضل الدراما والسينما والأفلام الوثائقية أكثر، والعمل في الدراما أصعب لأن مدة التصوير قد تدوم 20 ساعة، وصحيح أن ذلك متعب لكنه ممتع.
لماذا لا تعود للعمل الدرامي؟، يجيب: هنا لا بد من الحديث عن الشللية في الوسط الفني، فقد شاركت في عدة أعمال ولم أحاول الانضمام إلى أي شلة، والآن أشاهد أشخاصاً لم يكن لهم وجود على الخريطة الفنية عندما كانت الدراما بحالتها الصحية، وبتنا نرى أعمالاً رديئة، ولا أعرف كيف يقتحم البعض مجال التمثيل، وهناك دخلاء على مهنة الإخراج لا أستطيع العمل معهم، وقد فوجئت بمسلسلات لم تتجاوز ميزانيتها المليون ليرة سورية فقط.
وأضاف: لا يخلو التلفزيون من مخرجين دخلاء لكنهم لا يستمرون لأن الأخطاء تظهر بسرعة، أما في الدراما فالمونتاج وتصحيح الألوان وبقية التقنيات تخفي أخطاء المخرج وتساعده على تداركها.

الفرص محدودة
وألمح إلى أن في سورية أشخاصاً يعملون في المجال التقني أهم بكثير من الموجودين في بقية الدول العربية، لكن تنقصهم الأدوات والإمكانات، مشيراً إلى أن لبنان والإمارات كسبتا أهم الفنيين السوريين الذي بحثوا عن المردود الأفضل، وهذه خسارة كبيرة، وخاصة أن الفرص باتت محدودة في سورية.
ونفى الحموي نيته السفر مضيفاً: لا أفكر بالسفر مطلقاً، ولو كنت أرغب لسافرت منذ زمن بعدما قدمت لي العديد من العروض الخارجية، مؤكداً أن فرص العمل نادرة داخل أو خارج سورية وخاصة أن الدول العربية فرضت شروطاً تعجيزية على السوريين.
وبيّن أن قلة القنوات الخاصة في سورية تحد من المنافسة، بعكس مصر مثلاً التي تمتلك 400 قناة، وقال: لو كان هناك عشر قنوات سيخلق جيل من الفنيين المبدعين وسيتنافسون فيما بينهم وستظهر كل قناة ما لدى طاقمها من إبداع، في حين الآن يبقى الفني محصوراً بين العمل في التلفزيون الرسمي أو في القناة الخاصة الوحيدة.

المشروع الخاص
ماذا عن مشروعك الخاص؟ يقول محمد الحموي: أحب أن أقدم في التلفزيون برنامجاً استعراضياً حقيقياً، برنامجاً أستطيع أن أبنيه كما أرغب، ابتداءً من الديكور إلى الإضاءة، وطريقة تقطيع الكاميرات. ومثالاً أتحدث عن برنامج «هيك منغني» فقد أصبحت مايا دياب مقياساً عالمياً بسبب رؤية المخرج كميل مطانيوس، فهو من ناحية الإعداد سهل جداً، لكنهم عملوا على تسويق الأصوات التي تغني في الفنادق والمطاعم ومحلات السهر، وقدموا برنامجاً استعراضياً احتل المرتبة الأولى عربياً من ناحية الإبهار ومن الناحية التقنية، وأنا بطبعي أحب طريقة العمل هذه من خلال التركيز على العرض والإبهار تلفزيونياً.
وختم: أحب العمل في الدراما والتلفزيون، لكن ليس هناك إمكانية، فالأسماء الكبيرة لا تسمح لأحد أن يظهر معها، كما أن كبار المنتجين لا يؤمنون بالشباب وبقدراتهم وإمكانياتهم ولا يتبنونهم ولا يقدمون لهم الدعم، فالدعم الذي قد يقدمه المنتج الكبير لفني أو مخرج شاب يستبدله بدعم لمخرج كبير، كما أنني في الوقت نفسه لست مضطراً للذهاب إلى منتج يقدم أثماناً بخسة لأقدم له عملاً ما، وأنا الآن مرتاح بما أقدمه تلفزيونياً، وسأبقى منتظراً الفرصة المناسبة إن أتت تلفزيونياً أو درامياً أو سينمائياً فأنا قادر على انتهازها والبصمة من خلالها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن