ثقافة وفن

حفل تأبين الباحث والمناضل والكاتب «حمزة برقاوي» … على درب المقاومة.. برقاوي في عيون دمشق

| عامر فؤاد عامر

برعاية وحضور السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية وبمشاركة وزارة الثقافة، واتحاد الكتاب العرب، والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، أقيم حفل التأبين الخاصّ بالفقيد «برقاوي» وشارك فيه لفيف من محبيه ومعزيه، والعديد من الهيئات النقابيّة والمؤسساتيّة، وشخصيّات سياسيّة وأدبيّة.
والمناضل والكاتب والباحث «حمزة برقاوي»، رحل عنّا في 29 تشرين الأول تاركاً إرثاً وسيرة مشرّفة من النضال في قضيّةٍ رست كهمٍّ أساسي في حياتنا وهي القضيّة الفلسطينيّة.

دمشق موئل الأحرار

معاون وزير الثقافة «توفيق الإمام» الذي ألقى كلمة وزارة الثقافة أكد أهمية مكانة الراحل برقاوي الإبداعيّة، وموقفه إلى جانب سورية التي تتصدى لأشرس عدوان يشهده التاريخ الحديث، أوضح أيضاً العلاقة التي جمعته بدمشق التي باتت طريقه الأوضح باتجاه فلسطين، فهي موئل الأحرار وقلعة الصمود والتصدي، التي وجد فيها أيضاً الأمّ الحنون الرؤوم، والحضن الدافئ المعطاء، الذي مارس فيه نضاله القومي منطلقاَ إلى عمله الصحفي والأدبي، فأثمرت تجربته الإبداعية فيه.

النصر عنواننا
رئيس اتحاد الكتاب العرب «نضال الصالح» وفي كلمته التأبينيّة أشاد بمسيرة متفردة اختص بها الكاتب الراحل «حمزة برقاوي» فكان مثقفاً فلسطينياً ومثقفا سورياً دافع بقلمه وحبره ومداد روحه عن سورية كما دافع عن فلسطين، وبقيت القضية الفلسطينية حاضرة في منتجه الأدبي، وهي ملهمته في كل مراحل حياته، فكانت العروبة انتماءه وهذا ما يتبيّنه القارئ والمتتبع لكلّ أعماله وكتاباته التي دوّنها وقدّمها لنا. وبأنّه لابدّ لهذا الإصرار والنضال الذي قدّمه عبر صفحات حياته كلّها بأن يثمر انتصاراً مؤكداً أن النصر هو الخاتمة الحقّة والجليّة للنضال سواء في فلسطين أو في سورية.
سورية وفلسطين واحد
الشاعر «خالد أبو خالد» أمين سرّ اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين أكد وحدة النضال بين سورية وفلسطين وكلّ المحاولات التي تشي بالفصل بين النضالين تبوء فشلاً وهذا ما رمى إليه ما سمي بالربيع العربي، فكان الصوت الفلسطيني أكثر وضوحاً في تعبيره بأن سورية تخوض حرباً وطنية وقوميّة عظمى تصب محصلاتها في نضالات الأمة ولا يمكن للفلسطينيين إلا المشاركة في مقدمة النضال مع سورية فكيف لا وسورية هي التي منحت الفلسطينيين نفسها تاريخيّاً كحاضنة لنضالاتهم منذ عشرينيات القرن الماضي، وأشار إلى أن المناضل برقاوي هو أحد أمثلة هذا النضال المشترك.

من رام اللـه
في اتصال هاتفي الشاعر «مراد السوداني» أمين عام اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذي شارك الحفل بكلمات تؤكد حبّه وعشقه العروبي قال عبر الأثير من رام اللـه الفلسطينيّة، فكانت كلماته مثال كلمات المواساة لأسرته في سورية وفلسطين، ومؤكدة وحدة المصير للبلدين، وفي كثير من التعابير التي حملت مشاعر المحبّة والتأكيد على الصدق في المتابعة في طريق العروبة، والفقيد شعلة أمل للجميع في الطريق فهو من سعى لوحدة الثقافة الفلسطينيّة في مراحل مريرة مرّت بها فلسطين.

تاريخ نضالي
عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي «سامي عطاري» قال إن ذكرى «حمزة برقاوي» تبقى خالدة فينا… وهو منبع ثوري وإنسان وأخ ورمز نفتخر به على الدوام. وتحدّث في سطور عن تاريخه النضالي الحزبي في فلسطين وفي أيام الرئيس «جمال عبد الناصر» وكذلك أثناء مرحلة الدراسة في ألمانيا، وكيف كانت القضية الفلسطينيّة همّه الأساسي، ومساهمته في ولادة اتحاد الكتاب الفلسطينيين في غزة، إضافة للكثير من المواقف التي تدعم المقاومة ونشاطه الفكري والنقابي من خلال الاتحاد ذاته.
عبرت السيدة «ماجدة شاكر» زوجة الراحل «برقاوي» عن أهمية الحياة التي عاشها زوجها في الإبداع والنضال مشيرة إلى الفراغ الذي تركه غيابه شاكرة كل المؤسسات الثقافية في سورية التي ساهمت بالوقوف إلى جانبه في حياته، وتحدثت عن صراعه الأخير مع المرض ورغبته في مقاومته، ولكن إرادة الموت كانت الغالبة، ولسيرته وما تركه من ذكرى مع محبة الأصدقاء والأخوة في سورية هي الحصاد الحقيقي التي تبين وحدة ومحبة الجميع ليبقى في القلب والوجدان رمزاً عروبياً صادقاً.

من سيرة برقاوي
الراحل برقاوي الذي توفي في الـ29 من تشرين الأول الماضي شغل قبل وفاته أمين سر الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وهو من مواليد سنة 1938 في قرية شوفة بالقرب من مدينة طولكرم وحاصل على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة ميونيخ سنة 1967 ليلجأ بعدها إلى سورية بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية إثر نكسة حزيران حيث عمل باحثاً ومديراً لعدد من الدوائر في رئاسة مجلس الوزراء السورية كما كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني بين عامي 1970 و1972، كتب برقاوي عدة مقالات نشرها في الصحف السورية والفلسطينية وأعد بعض البرامج الإذاعية وترجم عدداً من الأعمال ومن مؤلفاته قراءات في القومية والدولة والقانون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن