عربي ودولي

الانتخابات الفرنسية.. اليمين واليسار في مواجهة لوبان

يأمل اليمين المتطرف أن يحقق فوزاً في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا بعد انتصار أول خلال هذا الاقتراع الأخير قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017، أمام يسار ويمين ضعيفين.
إلا أن نتائج هذه الانتخابات رهن بنسبة المشاركة التي ارتفعت بـ3.5 نقاط ظهراً مقارنة مع الدورة الأولى وبتجيير أصوات اليسار إلى اليمين لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبن، في عدة مناطق.
وبعد شهر على الاعتداءات في 13 تشرين الثاني في باريس وأسفرت عن سقوط 130 قتيلاً، شددت الإجراءات الأمنية في محيط مكاتب الاقتراع.
وخلال الدورة الأولى في السادس من كانون الأول عبر نصف الناخبين وثلثا الشباب (18-24 سنة) عن عدم اكتراثهم بالسياسة من خلال مقاطعة الاقتراع.
وأعيد ترسيم المناطق الفرنسية العام الماضي ليصبح حجمها أقرب من حجم المناطق الألمانية وتصل موازنتها الإجمالية إلى 29 مليار يورو سنوياً. وهي الهيئات الوحيدة القادرة على مساعدة مؤسسات بشكل مباشر. وفوز اليمين المتطرف في منطقة أو عدة مناطق سيشكل سابقة في فرنسا حيث يتقدم حزب الجبهة الوطنية مع خطاب مناهض لأوروبا وللهجرة، أكثر وأكثر خلال كل اقتراع منذ خمس سنوات مستفيداً من رفض الناخبين للأحزاب التقليدية العاجزة عن تسوية الأزمة.
وخلال الدورة الأولى سجل حزب الجبهة الوطنية نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28% من الأصوات وتصدر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13.
وفي السادس من كانون الأول حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال با دو كاليه/ بيكاردي) والجنوب الشرقي (بروفانس /آلب/ كوت دازور) أفضل نتائج للجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على أكثر من 40% من الأصوات.
لكن استطلاعات الرأي تتوقع هزيمتهما في هاتين المنطقتين حيث تنازل الحزب الاشتراكي الحاكم لصالح مرشحي اليمين.
وأفضل النتائج التي يمكن للجبهة الوطنية تحقيقها هي في شرق البلاد (الزاس /شامبان أردين/ لورين) مع فلوريان فيليبو الذراع اليمنى لمارين لوبن الذي يتنافس مع مرشح يميني وآخر اشتراكي رفض الانصياع لأوامر حزبه بالانسحاب. وحذر رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس من حصول «حرب أهلية» إذا وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة. وأول أمس وعدت مارين لوبن بـ«تحويل حياة الحكومة إلى جحيم» في حال الفوز في الشمال.
ونتائج الاقتراع قد تضر بطموحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لعام 2017 الذي يواجه خصمين محنكين ورئيسي وزراء سابقين هما آلان جوبيه وفرنسوا فيون.
ولم تنجح إستراتيجيته التي تكمن في نسف المواضيع الرئيسية التي يراهن عليها اليمين المتطرف مثل الأمن والهجرة والهوية الوطنية، في منع توجه قسم محافظ من الناخبين إلى الجبهة الوطنية وتسببت هذه الإستراتيجية بانقسامات داخل كتلته. وفي معسكر اليسار يرى البعض أن «الجبهة الجمهورية» لمواجهة الجبهة الوطنية التي دعا إليها الحزب الاشتراكي، إستراتيجية ترمي إلى تقديم الرئيس فرنسوا هولاند الذي تحسنت شعبيته بعد اعتداءات باريس، كأفضل مرشح لاستحقاق عام 2017.
أ ف ب – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن