قضايا وآراء

عودة العنف إلى المجتمع السياسي الأميركي

| دينا دخل الله

يشير الأرشيف الوطني الأميركي إلى أنه كانت هناك محاولة اغتيال لواحد من بين كل خمسة رؤساء أميركيين، أي إن 20 بالمئة من الرؤساء تعرضوا للاغتيال، وكان أول هذه السلسلة المؤسس جورج واشنطن عام 1776، وآخرها محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان في 30 آذار 1981، ومن بين هؤلاء نجحت عمليات اغتيال أربعة رؤساء هم أبراهام لينكولن، موحد البلاد وصانع الفيدرالية، وقد تم اغتياله في 15 نيسان 1865، والثاني جميس غارفيلد في 2 تموز1881، والثالث ويليام ماكنلي في 6 أيلول 1901، أما الرابع فهو الرئيس الشهير جون كندي في 22 تشرين الثاني 1963.

عودة العنف إلى الساحة الأميركية اعترف به الرئيس جو بايدن نفسه عندما هاجم مؤخراً الحزب الجمهوري في خطاب حماسي متهماً إياه بأنه مسؤول عما سماه «البيئة القاتلة» السائدة اليوم في المجتمع السياسي الأميركي.

تشير الإحصائيات إلى أن مخاطر العنف السياسي ازدادت في الآونة الأخيرة عشرة أضعاف، وليست حادثة الاعتداء على زوج رئيسة مجلس النواب بول بيلوسي، قبل أيام سوى أحد المؤشرات التي تؤكد ازدياد وتيرة العنف في قمة الهرم الحاكم.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» شهدت فترة السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 75 حادثة تهديد لأعضاء الكونغرس، فيما يُعد تطوراً خطيراً في اللعبة السياسية الأميركية، كما تؤكد تقارير الشرطة في العاصمة الأميركية أن التهديدات الموجهة ضد أعضاء الكونغرس ارتفعت من 3939 تهديداً عام 2017 إلى 9625 تهديداً عام 2021 أي إنها ازدادت 300 بالمئة.

ويأخذ العنف السياسي أشكالاً متفردة في الولايات المتحدة، فهناك عنف عبر التصفية والقتل على مستوى الرؤساء كما ذكرت أعلاه، وهناك أشكال أخرى، مثل صعوبة وصول كاثوليكي إلى البيت الأبيض، فالرئاسة حكر على الأنجليكان البروتستانت وهم لا يمثلون سوى 25 بالمئة من السكان و40 بالمئة من مجموع البروتستانت، على حين الكاثوليك هم أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة، وخاصة الأصول الإيطالية والإسبانية والفرنسية والبولونية، والرئيس جون كندي كان الكاثوليكي الوحيد بين أكثر من خمسين رئيساً، واليوم جاء الرئيس الكاثوليكي الثاني جو بايدن، وهما الاستثناء الذي يثبت القاعدة.

هذا أمر يفضح البنية السياسية في أميركا، فالرئيس ينبغي أن يكون أنجليكان سواء كان ديمقراطياً أم جمهورياً، أي إن المذهب أهم من الإيديولوجيا السياسية كما هو واضح ومؤكد، نتساءل أين العلمانية هنا؟ وأين المساواة في المواطنة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن