رياضة

قرعة الشامبيونزليغ بين التوازن والقوة وفرص الثأر … أريحية ملكية ونزالان عنيفان للبرشا والبافاري

سحبت أمس في مقر الاتحاد الأوروبي بسويسرا قرعة دور الستة عشر لأهم مسابقة على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ بنسختها الحادية والستين، وجاءت القرعة رحيمة ببعض الأندية قاسية على البعض الآخر، معتدلة بشأن الطامحين لتسجيل حضور طيب، عنيفة للأندية المرشحة لمعانقة الكأس.
زعيم الأندية الأوروبية وصاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج ريال مدريد أعطته فسحة أمل للمضي نحو الأدوار المتقدمة، فالفوارق تبقى شاسعة بينه وبين روما الإيطالي، كما أن لقاء الرد في برنابيه يعطيه أفضلية أخرى، ولا نغفل أن المدرب رافا بينيتيز بارع في المواجهات الإقصائية وكان على الدوام يعرف كيف يواجه الطليان، ولذلك سيكون الملكي المدريدي مرشحاً فوق العادة للعبور نحو ربع النهائي.

الأريحية الملكية قابلها صعوبة بطريق ثلاثة أندية مرشحة لمعانقة اللقب، بل تطلبه بشدة ونقصد باريس سان جيرمان الفرنسي الذي تطور مستواه في الآونة الأخيرة وخصوصاً على الصعيد الأوروبي، وبرشلونة حامل اللقب بمثلث برمودا المرعب ميسي ونيمار وسواريز، وبايرن ميونيخ الذي آن الأوان لمدربه الإسباني غوارديولا النسج على المنوال الذي نسجه في نيوكامب، فالباريسي سيصطدم بتشيلسي للموسم الثالث على التوالي، وإذا كان البلوز هو المرشح في المرات السابقة، علماً أن الباريسي خالف التوقعات في مثل هذا الدور من الموسم الفائت، فإن الحال سيكون مختلفاً هذه المرة لأن بطل فرنسا يعيش لحظات راقية ويقدم مستويات رفيعة بينما البلوز يعاني الويلات وفقدان الذات فهذا ليس تشيلسي الذي يعرفه المتابعون.
أما مباراة برشلونة مع آرسنال في إعادة لنهائي 2006 الذي حسمه برشلونة بهدفين لهدف، فتبقى الأفضلية النظرية لبرشلونة لكن النادي الإنكليزي الباحث عن اللقب الأول في هذه المسابقة لن يكون صيداً سهلاً، فالفريق الذي يحتاج إلى الفوز على الأراضي اليونانية بفارق هدفين مع منافسه المباشر ويستطيع إنجاز المطلوب فهذه بحد ذاتها رسالة شديدة اللهجة للمنافسين.
النزال العنيف سيكون بين اليوفي زعيم الطليان والبافاري زعيم الألمان وهذا ما حذر منه الحارس التاريخي ليوفنتوس بوفون حيث البايرن وبرشلونة هما الخصمان اللذان لم يكن يفضلهما، وما دامت القرعة حصلت فإن الذي يريد الفوز باللقب عليه تخطي أعتى الخصوم ونجزم أن الفريقين من الأندية مهابة الجانب المرشحة للمضي بعيداً.

فرصة
بعيداً عن هذه المباراة الكبيرة نجد أن القرعة أعطت فسحة أمل لأندية مغمورة أوروبياً كي تقول كلمتها، ونقصد جينت البلجيكي الذي كان مفاجأة المجموعة الثامنة وفولفسبورغ قاهر اليونايتد، وأيٌ منهما يصل إلى ربع النهائي فسيكون قد كتب السطر الأول في البطولة.
مانشستر سيتي الإنكليزي الذي لم يسبق له الوصول إلى ربع النهائي سيكون مرشحاً فوق العادة هذه المرة، فالقرعة جنبته برشلونة وأكرمته بدينامو كييف الذي ما كان ليتأهل للأدوار الإقصائية لولا تثاقل خطوات بورتو.
أتلتيكو مدريد الذي خسر النهائي مرتين سيكون مرتاحاً على الورق بمواجهة آيندهوفن الذي سبق له معانقة الكأس عام 1988 وتبدو مباراة بنفيكا وزينيت متوازنة.

القرعة
جنت البلجيكي * فولفسبورغ الألماني، روما الإيطالي * ريال مدريد الإسباني، سان جيرمان الفرنسي * تشيلسي الإنكليزي، آرسنال الإنكليزي * برشلونة الإسباني، يوفنتوس الإيطالي * بايرن ميونيخ الألماني، آيندهوفن الهولندي * أتلتيكو مدريد الإسباني، بنفيكا البرتغالي * زينيت الروسي، دينامو كييف الأوكراني * مانشستر سيتي الإنكليزي.
وستقام المباريات أيام 16و17 و23 و24 شباط ذهاباً و8 و9 و15 و16 آذار إياباً.

قرعة اليوروباليغ
ما قلناه عن الشامبيونزليغ ينسحب على قرعة المسابقة الأوروبية الثانية اليوروباليغ، حيث جاءت سهلة للبعض ونارية للبعض الآخر، وأقوى المواجهات تلك التي تجمع دورتموند الألماني مع بورتو البرتغالي وكذلك فيورنتينا الإيطالي مع توتنهام الإنكليزي وفيا ريال الإسباني مع نابولي الإيطالي، وبحق هذه المواجهات الثلاث هي الأقوى وأشبه بالنهائيات المبكرة من وجهة نظر نقاد اللعبة.
من جهة أخرى أعطت القرعة الفرصة للمدرب الألماني يورغن كلوب كي يعود إلى أجواء البوندسليغا عندما وضعت فريقه الحالي ليفربول بطل المسابقة ثلاث مرات آخرها 2001 مع أوغسبورغ الألماني، وابتسمت القرعة لمانشستر يونايتد بطل أوروبا ثلاث مرات والباحث عن اللقب الأول في هذه المسابقة كي يتقدم نحو الدور المقبل عندما يواجه ميتولاند الدانماركي.
في بقية المواجهات يلتقي فالنسيا الإسباني مع رابيد فيينا النمساوي، وفنر بخشة التركي مع لوكوموتيف موسكو الروسي، وأندرلخت البلجيكي مع أولمبياكوس اليوناني، وسبارتا براغ التشيكي مع كراسنودار الروسي، وغلطة سراي التركي مع لازيو الإيطالي، وسيون السويسري مع سبورتنغ براغا البرتغالي، وشاختار الأوكراني مع شالكة الألماني ومرسيليا الفرنسي مع بلباو الإسباني، وسبورتنغ لشبونه البرتغالي مع ليفركوزن الألماني وسانت إيتيان الفرنسي مع بازل السويسري، على حين يدافع إشبيلية صاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج بأربع مرات عن لقبه أمام مولده النرويجي.
تقام مباريات الذهاب يوم 18 شباط المقبل والإياب 25 منه.

ملاحظة
أخذ بعين الاعتبار في القرعتين أن الأندية من البلد ذاته لا تلتقي، كما أخذ بعين الاعتبار أن الأندية التي التقت في دور المجموعات لا تتواجه، وأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن أصحاب المراكز الأولى في دور المجموعات سيلعبون لقاءات الإياب بأرضهم، وللعلم فإن الأندية المنحدرة من الشامبيونزليغ وزعت في اتجاهين، الأربعة الأفضل تلعب بأرضها إياباً والأربعة الأسوأ تلعب بأرضها ذهاباً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن