من دفتر الوطن

قانون الأمل

| عبد الفتاح العوض

ثمة قانون في الحياة تعبر عنه الآية الكريمة «وتلك الأيام نداولها بين الناس»

لا يوجد شخص إلا وعايش هذه الحالة ومرت أمام ناظريه بطريقة أو بأخرى أحداث الحياة التي تثبت هذا القانون.

في حياة البشر كثير من القصص التي تؤكد حالة أنه لا حزن يدوم مثلما لا فرح يدوم.

ربما في حالة الغنى والفقر بحياة شخص ما يستمر الغنى كل حياته، أو إن كان فقيراً ففي الغالب يستمر في دورة الفقر لكن بالمقابل كثير من الأشخاص تحولوا من حالة الغنى إلى حالة الفقر، وكثير أيضاً تبدلت أحوالهم من حالة الفقر إلى حالة الغنى، وهو ما يمكن أن يجده أي شخص منا حوله عن أفراد تغيرت حياتهم من حال إلى حال.

قانون الحياة هذا ليس بلون واحد فكثير من الأشخاص يحصلون على أشياء معينة ويحرمون من أشياء أخرى، ولا نستطيع أن نقارن بين قيمة هذه الأشياء بشكل منطقي.. فثمة غني يتمنى أن تذهب كل أمواله مقابل الحصول على ولد أو مقابل أن تعود صحته إليه، لكن في قانون الحياة يحدث توازن غير مرئي بين البشر. فليس كل النقاط السوداء تستمر مثلما ليست كل الأضواء لا تنطفئ.

الإيمان بهذا القانون يشكل «عزاء» مقنعاً للجميع فإن آمن الشخص أن هذه الأشياء تتبدل بحكم الاجتهاد أو بحكم الكون أو القدر وأنه بعد الأيام السوداء ثمة ليال بيضاء فإن ذلك يدخل حالة من الرضا إلى نفسه، ومن حيث المنطق فإن ما يحتاجه البشر في اللحظات الصعبة أنوار الأمل تضيء دواخلهم المعتمة.

وبذات الوقت إن آمن الشخص بذلك فلا يصيبه الغرور في أيامه البيضاء إن اقتنع أن ذلك ليس أبدياً وثمة لحظة تنكسر فيها الأشياء الجميلة. الغرور البشري هو الوصفة المثالية للعودة للمنطقة السوداء وربما البقاء فيها.

كل ما يحدث للأشخاص يحدث للدول والأمم، فلا توجد أمة عاشت عصور الظلام فقط، ولا توجد دول تنعمت بالازدهار طوال الوقت.

فبعد عصور الازدهار تأتي سنوات الانحطاط، وبعد السنوات الصعبة للدول تأتي أيام الرخاء.

لعل السؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي منّا لماذا طالت سنوات الانحطاط.. بل لماذا نغرق أكثر في حفرة الضعف؟!

هذا السؤال حاول كثير من المفكرين العرب الإجابة عليه وكان السؤال بصيغ مختلفة إلا أن العبارة الأكثر شيوعاً لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب؟

لن يكون ممكناً الحصول على جواب كافٍ وشافٍ لمثل هذا السؤال وكل الاجتهادات بقيت في نطاق المحاولات التي لم تصل إلى مرحلة خلق قناعات جديدة لكن الشيء المؤكد أن الأمم تتبادل الأدوار وتنتقل من مرحلة الهبوط إلى مرحلة الصعود إنها ببساطة دورة الأمم حيث تصعد امبراطوريات وتهبط أخرى ونحن الآن نعيش هذه الفترة من تنامي قوى وتراجع قوى أخرى.. بقي أن نسأل متى يحين دورنا؟

أقوال:

كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

هي الأمور كما شاهدتها دول.. من سره زمن ساءته أزمان

ما بين طرفة عين وانتباهتها.. يغير الله من حال إلى حال

فيوم علينا ويوم لنا.. ويوم نساء ويوم نسر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن