الخبر الرئيسي

دمشق: استهداف البنى المدنية انتهاك للقانون الدولي ما كان ليتم لولا الحصانة الأميركية … استئناف الرحلات الجوية من مطار دمشق الدولي بعد ساعات من عدوان «إسرائيلي»

| الوطن - وكالات

جددت سورية مطالبتها مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة بإدانة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية بحق المرافق والبنى المدنية السورية، وتهديد أرواح الأبرياء وسلامة النقل المدني الدولي، داعية إلى التحرك العاجل لضمان المساءلة عنها ومعاقبة القائمين بها وعدم تكرارها.

موقف سورية جاء بعيد ساعات من إعلان وزارة النقل عودة مطار دمشق الدولي إلى الخدمة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

وأوضحت الوزارة في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، أن كوادرها وبالتعاون مع الجهات والمؤسسات المعنية قامت بإزالة الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي منذ ساعات الفجر، والمباشرة بالإصلاح، ووضع المطار في الخدمة مع استمرار عمليات الإصلاح في المواقع الأخرى المتضررة.

ودعت الوزارة النواقل الوطنية لترتيب مواعيد رحلاتها الجوية عبر المطار اعتباراً من اليوم الساعة التاسعة صباح أمس، وتخديم المسافرين كالمعتاد.

بموازاة ذلك، استأنفت المؤسسة السورية للطيران رحلاتها الجوية مباشرة من مطار دمشق الدولي كالمعتاد، من دون أي تعديل على مواعيد وبرامج الرحلات.

وفي مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أكد مدير المؤسسة العامة للطيران المدني باسم منصور، عودة المطار إلى الخدمة واستئناف الرحلات الجوية منذ الساعة التاسعة من صباح أمس الإثنين، بعد إجراء الصيانات اللازمة وإزالة الأنقاض التي خلفها العدوان الإسرائيلي.

وأكد منصور، أنه «لم يتم تأجيل أي رحلة، بل بقي المطار ضمن العمل، والرحلات بقيت على جداول مواعيدها، كما لم تتحول إلى أي مطار آخر»، مشيراً بهذا الصدد إلى «هبوط طائرة عائدة من موسكو في الساعة التاسعة والنصف صباحاً».

وفجر أمس، استشهد عسكريان وأصيب آخران جراء عدوان جوي إسرائيلي على مطار دمشق الدولي ومحيطه، وكشف مصدر عسكري حسب وكالة «سانا» تفاصيل عن العدوان وقال: إنه «نحو الساعة 2:00 من فجر هذا اليوم (أمس الإثنين) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبريا مستهدفاً مطار دمشق الدولي ومحيطه».

وأضاف المصدر: إن العدوان «أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية، وخروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة».

وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أنه ما كان لسلطات الاحتلال الإسرائيلي مواصلة ارتكابها لجرائمها لولا مظلة الحصانة والإفلات من العقاب التي توفرها لها الإدارة الأميركية وحفنة من حلفائها.

وقالت الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي نشرتها «سانا»: «في الوقت الذي تحتفل فيه شعوب الأمم المتحدة بأعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة وتتطلع لعام تتراجع فيه الأزمات ويسوده السلام والرفاه والاستقرار، أبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلا أن تضيف اعتداء جديداً لسجلها الحافل بأعمال العدوان وانتهاكات القانون الدولي ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، حيث قامت بشن عدوان جوي برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبريا، مستهدفة مطار دمشق المدني الدولي ومحيطه، ما أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح ووقوع خسائر مادية وخروج مطار دمشق الدولي لبعض الوقت عن الخدمة».

وأضافت الخارجية: «إن هذا العدوان ليس إلا حلقة جديدة من حلقات الجرائم الإسرائيلية والاستهداف المباشر لسورية وشعبها الصامد المتمسك بالدفاع عن سيادته ووحدة وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، وقد جاء هذا العدوان الإسرائيلي بعد ثلاثة أيام من اعتداء قام به إرهابيو (داعش) بتاريخ 30/12/2022 ضد عمال حقل التيم في دير الزور، وذهب ضحيته 10 عمال أبرياء كانوا متجهين إلى عملهم، وهذا يثبت التنسيق الإرهابي بين الإسرائيليين وقطعان (داعش) والعلاقة الوثيقة بين الجانبين».

ولفتت الخارجية إلى أن هذا الاستهداف الإسرائيلي للمرافق والبنى التحتية المدنية ليس الأول من نوعه، إذ سبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف مطاري دمشق وحلب الدوليين وإخراجهما عن الخدمة وتعطيل الملاحة المدنية الجوية، بما فيها حركة طائرة النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة والمخصصة لنقل المساعدات والعمل الإنساني، كما طالت الاعتداءات الإسرائيلية بتاريخ 28/12/2021 ميناء اللاذقية المدني التجاري، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالميناء والحاويات التجارية ومساعدات عائدة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية.

وأضافت الخارجية: «إن سورية تدين هذا الاستهداف الإسرائيلي الإرهابي للمرافق والبنى المدنية السورية، وتهديد أرواح الأبرياء وسلامة النقل المدني الدولي، والذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليمي، وتطالب سورية مجلس الأمن والأمانة العامة بإدانة هذه الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية، وبالتحرك العاجل لضمان المساءلة عنها ومعاقبة القائمين بها وعدم تكرارها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن