شؤون محلية

المراسلات لم تنظف طرطوس

| طرطوس – الوطن

لا ينكر أحد أن طرطوس توسّعت وتمدّدت خلال السنوات الماضية فظهرت أحياء جديدة وتضاعف عدد السكان القاطنين فيها بطريقة متسارعة وتضاعفت لاحقاً بفعل قدوم الوافدين إليها من المحافظات المجاورة على خلفية الأزمة الدامية التي يمرّ بها بلدنا..
لا ينكر أحد كل ذلك فالأعباء تضاعفت على كل الصعد والجميع يعرف ذلك لكن واقع النظافة في مدينة سياحية شاطئية في ظل هذه الظروف لا يسرّ أحداً فكل شيء يمكن تحمله عدا أن تتجمع القمامة في الأحياء ليومين أو ثلاثة وربما أكثر..!!
والسؤال هنا لماذا؟! وكيف أصبح هذا الواقع متردياً لهذه الدرجة وما الحلول الممكنة لدى مجلس المدينة لإيجاد الحلول الناجعة لواقع لم يعد يحتمل؟!!
رئيس دائرة النظافة المهندس وسام عيسى تحدث لنا بإسهاب عن الواقع الذي آلت إليه مديرية النظافة حالياً بدءاً من عدد العمال الذي يبلغ 232 عاملاً ويتوزعون على 180 عامل نظافة فعلياً و52 عاملاً كحراس ومعاقين ومفرزين إلى الدوائر الحكومية.. أما فيما يخصّ الآليات فبلغ العدد الإجمالي لها 39 آلية (ضاغطات- جرارات- قلابات- كانسات- آليات هندسية) يعمل منها 12 آلية فقط و27 آلية معطلة.
أما المناطق التي يتم تخديمها فتشمل نحو 1800 هكتار بالتنظيم المصدق قبل عام 2006 مضافاً إليها 735 هكتاراً بعد 2006 و400 هكتار بعد 2008 و1000 هكتار في مناطق الحماية و550 هكتار بمناطق التنظيم السياحي إضافة للمقبرة الجديدة ومقبرة الشهداء وسوق الهال الجديد والمنطقة الصناعية التي أصبحت ملاذاً لكثير من الحرفيين والصناعيين الذي نتج عنه كميات كبيرة من النفايات وخاصة بعد إقامة المعامل الجديدة فيها..
وحول الصعوبات التي تعاني منها المديرية فلخصها مدير النظافة بتزايد عدد الوافدين حيث أصبح عدد السكان يزيد على 400 ألف نسمة بالإضافة لتخديم مراكز الإيواء وتخديم مواقع خارج الحدود الإدارية للمدينة مثل قرية الهيشة والمنطار وبصيرة وحتى بانياس في بعض الأحيان..
أما المشكلة الأهم فهي على حدّ تعبيره النقص الكبير في عدد العمال حيث خسرت المديرية أكثر من 170 عاملاً منذ عام 2008 لأسباب متعددة منها الوفاة والاستقالة والتقاعد والخدمة العسكرية الاحتياطية وكذلك النقص في عدد الآليات وتعطل عدد كبير منها.. ونقص التمويل في الموازنة فيما يخص قطاع النظافة (تأمين مستلزمات النظافة من حوايا وعربات جرّ ونقص الشحوم والزيوت والمحروقات وارتفاع أسعار القطع التبديلية وفقدانها من السوق) أما عن المقترحات لتحقيق الحد الأدنى من الخدمات فطالب المهندس وسام عيسى بما لا يقل عن 75 عامل نظافة ورفع قيمة الاعتمادات المخصصة للإصلاح وشراء مستلزمات النظافة بما يتناسب مع الأسعار الحالية وتأمين إعانة مالية لا تقل عن 50 مليوناً للإصلاح وتأمين المحروقات والزيوت اللازمة لتشغيل هذه الآليات.
وحول وجود مراسلات بهذه الخصوص مع الجهات العامة أكد المهندس وسام عيسى أن كل ما سبق تم تضمينه في مذكرة رفعت للمحافظ ولوزير الإدارة المحلية ولجميع الجهات المعنية بما فيها مجلس المدينة.. كما أن وسائل الإعلام تحدثت.
أما عن تجاوب الجهات العامة مع هذه المكاتبات فذكر لنا مدير النظافة أن وزير الإدارة المحلية تجاوب وخاصة مع ما نشر في «الوطن» ووعد بتخصيص طرطوس بعدد من الآليات التي تعمل الوزارة على تأمينها بالتنسيق مع لجنة شراء الآليات.. وفيما يتعلق بتعيين عمال النظافة فيمكن للمجلس تعيين العدد اللازم من العمال وفق الاحتياجات نظراً لكون تعيينهم مستثنى من إجراءات وأصول التعيين.
أما فيما يتعلق بالمعونة فأجاب الوزير بأنه من الممكن تلبية هذا الطلب من المبلغ المخصص لمحافظة طرطوس البالغ 300 مليون لدعم الموازنة المستقلة وتغطية عجز المحروقات.
أخيراً… والكلام للمحرر
لا يبدو حتى الآن أن حل مشكلة القمامة بطرطوس ممكن فالمكاتبات لم تستطع حتى الآن إصلاح آلية واحدة وإعادتها للخدمة لذلك نرجو من الجميع المساعدة في حل هذه المشكلة التي لم تعد تحتمل في هذه المدينة السياحية جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن