الخبر الرئيسي

عبد اللهيان: التقارب السوري- التركي يحقق الاستقرار بالمنطقة.. جاويش أوغلو: هناك تخطيط لعقد لقاءات أخرى … طهران: نحاول تحديث صيغة «أستانا» والمشاركة في المحادثات الثلاثية لتصبح رباعية

| الوطن - وكالات

حضر ملف التقارب السوري- التركي كعنوان رئيسي في المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة التي قام بها إلى أنقرة أمس والتقى فيها نظيره التركي عشية مغادرة الأخير إلى واشنطن للقاء المسؤولين الأميركيين.

وعلى حين أعرب وزير الخارجية الإيراني عن امتنان بلاده لوصول العلاقات التركية- السورية إلى التقارب وشدد على أهميته في سبيل تحقيق الاستقرار، أكد نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أهمية دور إيران في استقرار سورية.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع جاويش أوغلو في أنقرة، أمس قال عبد اللهيان: إن «إيران ممتنة لوصول العلاقات التركية- السورية إلى التقارب»، مثمّناً أهمية هذا التقارب في سبيل تحقيق الاستقرار، موضحاً أن بلاده في تشاور وتواصل دائمين مع تركيا.

وبيّن عبد اللهيان إجراء استشارات مهمة بين البلدين في قطاع الطاقة، أفضت إلى إزالة المعوّقات، عبر التعاون والتباحث، مشيراً إلى أهمية رفع التبادل التجاري بين تركيا وإيران، وتفعيل الأسواق الحدودية بينهما.

وعلّق عبد اللهيان في تصريحاته على تطورات الملف النووي الإيراني، قائلاً: إن «المواقف الأميركية المتناقضة بشأن هذا الملف هي التي عرقلت التوصل إلى اتفاق».

بدوره، أكد جاويش أوغلو أن بلاده بحثت في العلاقات بين أنقرة وطهران، وتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية.

وبشأن الملف السوري، قال جاويش أوغلو: إن إيران وتركيا تدعمان وحدة الأراضي السورية كلها، ويجب اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق الاستقرار في سورية، مؤكداً أهمية دور إيران في ذلك.

وأوضح أنه تم عقد لقاءات استخبارية مع سورية بحضور روسي، وهناك تخطيط لعقد لقاءات أخرى، أُحيطت إيران علماً بجميعها، مضيفاً: إن مشكلات المنطقة يجب حلها من خلال التعاون وحل النزاعات بين دولها وعدم السماح لدول أخرى بالتدخل فيها.

وأشار جاويش أوغلو إلى وجود مشاورات مكثفة بشأن الشؤون القنصلية بين البلدين، وتقييم وضعها، لافتاً إلى أهمية مكافحة الإرهاب بالنسبة إلى البلدين.

وأضاف: إن الجانب التركي يقوم بتبادل المعلومات بشأن وجود عناصر «حزب العمال الكردستاني» في الجانب الإيراني، بالإضافة إلى التباحث بين البلدين بشأن قضية تحقيق الاستقرار في منطقة القوقاز. وأشار جاويش أوغلو إلى أنه من المتوقع أن يُجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، زيارة لأنقرة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن تركيا ترى أن العقوبات المفروضة على إيران «غير مجدية وغير قانونية».

وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» بدورها ذكرت، أن عبد اللهيان التقى أيضاً خلال زيارته إلى أنقرة، برئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان.

في غضون ذلك، أعلن كبير مستشاري وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، أن القضايا السورية لا يمكن حلها بسهولة من دون مشاركة إيران.

وأشار إلى أن عبد اللهيان تحدث مع المسؤولين في دمشق حول الملف نفسه؛ كيف يجب أن يصبح الاجتماع الثلاثي رباعي الأطراف، قائلاً: «سورية تتشاور حالياً مع تركيا كما تشارك روسيا أيضاً في هذه العملية وإذا خاضت إيران أيضاً في هذه المباحثات فيحدث اتصال رباعي».

ونقلت وكالة «إسنا» الإيرانية عن خاجي قوله أمس: نحاول تحديث صيغة أستانا لتكون أكثر فاعلية وبما يتناسب مع الظروف الجديدة في سورية، وقد شهدت عملية أستانا الإجراءات اللازمة بما يتوافق مع أوضاع سورية، بما في ذلك الوضع الميداني والسياسي والأمني لهذا البلد».

المعطيات السياسية المتواصلة تزامنت مع عودة التحركات الروسية على خط التواصل مع ميليشيات «قسد» حيث زار وفد عسكري روسي، مدينة عين العرب أمس بغية الاطلاع على أوضاع المنطقة، وفق ما جاء في بيان لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قسد» نقله موقع «باسينيوز» الكردي العراقي.

وقال البيان: إن «الإدارة الذاتية استقبلت وفداً روسياً برئاسة العقيد ألكسندر إلوكس وجرى الحديث حول الظروف التي تمر بها المنطقة»، مضيفاً: إن «الجانبين ناقشا الظروف التي تدار فيها مناطق الفرات من الجانب التربوي، والصحي، والأمني».

بموازاة ذلك واصلت قوات الاحتلال التركي دفع المزيد من التعزيزات العسكرية إلى شمال غرب البلاد، حيث أكد شهود عيان في تصريحات نقلتها وكالة «نورث برس» الكردية، أن رتلاً عسكرياً لتلك القوات مؤلفاً من نحو 12 آلية دخل الإثنين من معبر كفرلوسين العسكري الحدودي مع تركيا شمال محافظة إدلب، واتجه نحو المناطق الداخلية في إدلب.

وذكر الشهود، أن الرتل ضم مدرعات وحاملات على متنها معدات لوجستية، وسط ترفيق عسكري من قبل ميليشيات «فيلق الشام» الموالية للاحتلال التركي وتوجه إلى النقاط التركية المتمركزة في جبل الزاوية جنوب إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن