سورية

الإدارة التركية تواصل استخدام اللاجئين ورقة سياسية

| وكالات

رحّلت سلطات الإدارة التركية، دفعة جديدة مكونة من 40 لاجئاً سورياً من أراضيها إلى مناطق انتشار مرتزقتها الإرهابيين بريف مدينة إعزاز شمال حلب، في حين تواصلت معاناة اللاجئين السوريين في الحصول على إقامات في دول أوروبا ولاسيما هولندا.
ونقلت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» عن مصدر: إن عملية ترحيل السوريين جاءت بعد اعتقال أشخاص في عدة ولايات، وجرت عبر معبر باب السلامة الحدودي شمال إعزاز.
وتحول ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة سياسية يتجاذبها النظام والمعارضة، حيث تواصل الأحزاب التركية المعارضة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عملية الاستثمار بهذا الملف، بالتــزامن مع مواصلة رئيس النظام رجب طيــب أردوغان الاستثمار فيه، بعد أن حولـه إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبيــة للحصول على مســاعدات مالية، وذلــك عقب قيامه بدفع أولئك اللاجئين إلى مغادرة منازلهم وقراهم من المناطق التي احتلتها قواته الغازية لبعض المناطق السورية، جراء الأعمال العدوانية التي قامت بها قواته ومرتزقته.
وبينما حدد أردوغان الرابع عشر من أيار المقبل موعداً للانتخابات، واصلت أحزاب المعارضة وإدارته استخدام ملف اللاجئين ورقة سياسية وكدعاية في حملاتهم الانتخابية.
وسبق أن رحلت سلطات الإدارة التركية في الحادي عشر من الشهر الماضي، 24 سورياً بسبب وجودهم «غير النظامي» في ولاية كليس، وذلك بعد يوم واحد من قيامها بترحيل 90 لاجئاً سورياً من أراضيها إلى مناطق سيطرة مرتزقتها الإرهابيين بريف مدينة إعزاز شمال حلب.
ومنذ بداية العام الفائــت وحتى تشرين الأول الماضي، رحلت سلطات الإدارة التركية نحو 16173 شخصاً عبر معبر باب الهوى الحدودي مــع أراضيها شمال إدلب، وفقاً لإحصائية خاصة أعدتهــا «نورث برس» استناداً إلى أرقام من «إدارة» المعبر الذي يســيطر عليه مرتزقة الاحتــلال التركي.
وتنفذ سلطات الإدارة التركية حملات اعتقال بحق سوريين، تقول إنهم ارتكبوا «مخالفات» ومن ثم تنظم ضبوطاً بحقهم وترحلهم إلى سورية بذرائع تتعلق بعدم امتلاكهم الوثائق القانونية اللازمة، وفقاً للعديد من التقارير الصحفية.
بموازاة ذلك، تواصلـت معانـاة اللاجئين السوريين في أوروبا وسـط ظـروف قاسية يعيشونها مع صعوبة الحصــول على إقامات في دول القارة العجوز التي على الرغم من ذلك تعمل على عرقلة عودتهــم إلى بلادهم لاستخدامهم ورقة ضغط على الحكومة السورية في ملف المفاوضات السياسية.
وذكرت وسائل إعلام هولندية وفق مواقع إلكترونية معارضة أن ما لا يقل عن ألف طالب لجوء ممن حصلوا على تصريح إقامة في اليونان ثم تقدموا بطلب للحصول على اللجوء مرة أخرى في هولندا، ما يزال يتعين عليهم انتظار تقييم دائرة الهجرة والجنسية «IND».
ومع اعتراف مجلس الدولة الهولندي بالوضع غير الإنساني الذي يعيشه اللاجئون في اليونان، كتب وزير الدولة لشؤون اللجوء إريك فان دير بورخ رسالة إلى مجلس النواب قبل أيام أن «IND» لديها الآن أكثر من ألف من اللاجئين الحاملين للإقامة اليونانية في مراكز الإيواء في هولندا.
وحسب صحيفة «دا فولكس كرانت» الهولندية، فإن قرابة 30 ألف طالب لجوء حصلوا على تصاريح إقامة من اليونان، عام 2020، ولكنّهم يعيشون في الشوارع هناك، ما يدفع الكثير منهم إلى البحث عن ملاذ آمن في مكانٍ آخر.
ورغم سوء المعاملة وقسوة الظروف التي يعيشها اللاجئون السوريون يواصل العديد من الدول الأوروبية وجهات دولية عرقلة عودة هؤلاء إلى بلادهم في مقابل الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة السورية لاعادتهم وتأمين ما يلزم لهذه العودة من مستلزمات وحياة كريمة.
وعقد في دمشــق في تشــرين الثاني مـــن عام 2020 المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي دعـــا المجتمــع الدولي إلى تقديم الدعم المناسب لتوفيــر السكن للمهجّرين وعودتهم للحيــاة الطبيعية وزيادة مساهمته ودعمه لســورية بما في ذلــك العمل من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار المبكر متضمنة المرافق الأساسية للبنية التحتية مثل المياه والكهرباء والمدارس والمشافي وتقديم الرعايــة الصحية والطبية والخدمات الاجتماعية ونزع الألغام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن