شؤون محلية

«حمّام الشعر» ينعش صالونات الحلاقة في اللاذقية رئيس جمعية الحلاقين: تجهيز العروس يصل إلى مليوني ليرة

| اللاذقية – عبير سمير محمود

تشهد صالونات الحلاقة والتزيين إقبالاً متفاوتاً في الظروف الحالية، من جهة عزوف البعض عن بعض الخدمات التي تقدمها نظراً لغلاء أجورها كالصبغة والقص، في حين تشهد انتعاشاً من ناحية خدمة حمام الرأس بالماء الساخن بسبب انقطاع الكهرباء بفعل التقنين المنزلي بشكل عام.
وتقول مها «موظفة» في حديثها لـ«الوطن»: إن ارتفاع أجور القص والسيشوار إلى ما يقارب 25 ألف ليرة دفعها للاعتماد على الذات لقص «الغرّة» وأطراف الشعر بشكل شهري بعد أن كانت تذهب إلى الصالون في سنوات «العز» كما ذكرت، مشيرة إلى أن أجرة القص والسيشوار باتت بربع مرتبها على حين كانت سابقاً لا تتجاوز 250 ليرة!.
على حين ترى عدة طالبات جامعيات أن التوجه للصالون كان آخر خيار لهن بسبب الغلاء إلا أن انقطاع التيار الكهربائي في ظل التقنين القاسي (كل 6 ساعات قطع ربع ساعة وصل) لا يسمح بتسخين الحمام ما يضطرهن للذهاب إلى الصالونات لغسيل رؤوسهن على الأقل!.
ولم تختلف الحال عند بعض الرجال الذين باتوا يتوجهون للحلاق لغسيل الرأس وخاصة لأطفالهم الذين وكما يقولون نخشى عليهم عدوى «القمل» بالمدرسة بسبب عدم قدرة معظم الأهالي على تسخين المياه لأولادهم ما يدفعنا نحن الرجال لاصطحاب أبنائنا للحلاق وغسل رؤوس الصبيان بشكل أسبوعي من دون حلاقة إذ ارتفعت أجور الأخيرة إلى 15 ألف ليرة وهذا ما لا قدرة لنا عليه أسبوعياً.
وبالوقت نفسه يقول حسان: إن تشذيب الذقن والحلاقة في الصالون «كل كم يوم» باتا من الماضي الجميل، وصار يعتمد على الماكينة التي تعمل على البطارية لقص ما يمكن قصه من أطراف الشنب والذقن دون أن يحتاج للحلاق إلا «كل شهر مرة»، وفقاً لقوله.
وبالعودة إلى رئيس جمعية الحلاقين في اللاذقية فؤاد قلاوي أكد لـ«الوطن»، أن هناك تراجعاً في الإقبال على صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية بنسبة تقارب 50 بالمئة، وذلك بفعل الظروف الحالية على الطرفين «الحلاق والزبون».
وبيّن قلاوي أن مستلزمات الحلاقة ارتفعت بشكل كبير على الحلاقين خلال الفترة الأخيرة، سواء من ناحية المواد أو من ناحية الأجور والخدمات الأخرى كتأمين محروقات للمولدات في ظل انقطاع الكهرباء إضافة للضرائب التي باتت بالملايين وبأرقام خيالية.
وذكر أن علبة الشامبو محلية الصنع على سبيل المثال كان أفضلها بـ200 ليرة قبل سنوات، لتصبح اليوم بـ20 ألف ليرة، والصبغة كذلك الأمر وارتفعت إلى مبالغ كبيرة تتراوح بين 7500 حتى 40 ألف ليرة للعلبة الواحدة، إضافة لغلاء أسعار المقصات والمستلزمات الأخرى، وأسعار المكياجات ارتفعت كثيراً مقارنة بسنوات سابقة وباتت تكلف الحلاق أضعافاً مضاعفة حالياً.
وأشار قلاوي إلى ما يتكبده الحلاق من مبالغ إضافية في تأمين المازوت أو البنزين لتوليد الطاقة الكهربائية في ظل التقنين القاسي، ويدفع سعر الغالون من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 120 ليرة للمازوت – 250 ألف ليرة للبنزين، ناهيك عن دفع الفواتير الخدمية وأجور العمال وأجور الصالون في حال لم يكن ملكاً للحلاق ومعظمهم يعملون بالإيجارات.
واعتبر رئيس الجمعية أن الحلاق مظلوم في ظل هذه الظروف، قائلاً: إن هناك عزوفاً عن هذه المهنة حالياً لأن الوضع الاقتصادي صعب، إضافة لعدم توفر الكهرباء التي تؤثر في المهنة بشكل كبير لاعتمادها عليها بشكل أساسي في كل الخدمات سواء الحلاقة الرجالية أم النسائية.
ولفت رئيس الجمعية إلى أن التعرفة الحالية لا تعادل التكاليف الحقيقية لما يصرفه الحلاق بشكل عام، ويجب أن تكون منصفة، وطالبنا سابقاً بإلغاء التسعيرة لكون المهنة فنية، ومن لا يعجبه عمل الحلاق الفلاني فلن يعود إليه ولو كانت التكلفة صفر ليرة «ببلاش»، ولو أراد الحساب على التسعيرة الحالية «ما بتزبط معه هل نضحك على بعض»؟ هل يعقل أن يكون قص الشعر والحمام بـ5 آلاف ليرة؟ (علبة الشامبو بـ20 ألف ليرة).
وأشار إلى أن الزبون بالوقت نفسه لا يتحمل الزيادة على الأجور وخاصة ذوي الدخل المحدود، فلا قدرة لهم على دفع التكاليف الزائدة على أجور القص والسيشوار وغيرها، علماً أن أجور القص والسيشوار تتراوح بين 7 – 10 آلاف ليرة، و«الميش» بين 50 – 100 ألف ليرة، وذلك حسب سماكة الشعر والطول والكثافة وغيرها من المواد المستخدمة حسب الحاجة.
وفيما يخص تجهيز العرائس، بيّن أنه ليست هناك أرقام ثابتة، فهناك صالونات عادية قريبة من المعقول تتقاضى 150 ألف ليرة، وبعضها يتقاضى ما يتجاوز مليونين وأكثر، وذلك حسب اسم وموقع الصالون وطبعاً بالتراضي بين الزبون والحلاق.
وأشار قلاوي إلى أن عدد المنتسبين للجمعية 1170 حلاقاً (رجالياً ونسائياً)، والعديد من الحلاقين سافروا وتركوا المهنة بفعل الظروف الحالية، متمنياً أن تتحسن الأمور وتفرج على البلاد والعباد بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن