سورية

تزامنت مع تصاعد الخلافات بين الميليشيا وتركيا … ضربات جوية تستهدف معسكراً لـ«أحرار الشام» شمال حلب

| الوطن - وكالات

تعرض المعسكر الرئيس التابع لميليشيا «حركة أحرار الشام -الإسلامية»، المدعومة من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، في محيط منطقة عفرين شمال حلب لضربات جوية عدة نفذتها طائرة مسيّرة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وتزامن الاستهداف مع التوتر الحاصل بين أنقرة و«أحرار الشام» على خلفية استمرار رفض الأخيرة الامتثال للأوامر التركية المتعلقة بتسليم ما يسمى «الشرطة العسكرية» إدارة معبر «الحمران» الخاضع لسيطرة الميليشيا.

ونقل موقع «أثر برس» عن مصادر محلية من منطقة عفرين أن طائرة مسيّرة لا تزال مجهولة الهوية، أطلقت قنابلها مع حلول الساعة الثانية والنصف فجر أمس، باتجاه معسكر «أحرار الشام» الواقع في محيط مدينة عفرين، ما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة سُمع دويها في أنحاء مختلفة من المنطقة، أعقبها تصاعد للنيران من داخل المعسكر المستهدف.

وأشار الموقع إلى أن المعلومات الواردة تحدثت عن وقوع قتلى وجرحى بين صفوف مسلحي «أحرار الشام»، حيث شوهدت سيارات عدة تخرج من المعسكر بسرعة كبيرة وتتجه إلى مشفى مدينة عفرين، إلا أن المصادر لم تتمكن من تحديد حجم الخسائر البشرية في ظل التكتم الكبير والاستنفار الأمني الذي فرضه مسلحوها في المدينة عقب الاستهداف.

وتزامن هذا الاستهداف مع التوتر الحاصل بين أنقرة و«أحرار الشام» على خلفية استمرار رفض الأخيرة الامتثال للأوامر التركية المتعلقة بتسليم «الشرطة العسكرية» الموالية لأنقرة إدارة معبر «الحمران» الخاضع لسيطرة الميليشيا، والذي يفصل بين مناطق سيطرة الاحتلال التركي و«أحرار الشام» في جرابلس من جهة، ومناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في منبج من جهة ثانية.

واستعر الصراع مؤخراً بين أنقرة و«النصرة» الداعمة لـ«أحرار الشام» حول أحقية إدارة معبر «الحمران»، وتطور إلى تصفية القيادي في الميليشيا المدعو صدام الموسى الملقب بـ«أبو عدي» في قرية الحدث بريف مدينة الباب قبل أيام، وهو أحد أهم حلفاء متزعم «النصرة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني.

وفي التاسع عشر من الشهر الماضي قالت مصادر محلية في جرابلس لـ«الوطن»: إن تنظيم «النصرة» دفع من إدلب برتل عسكري ضخم باتجاه «الحدث» وعلى متنه أكثر من 300 إرهابي بذريعة تقديم واجب العزاء بمقتل حليفه «أبو عدي»، الأمر الذي أدى إلى استنفار فصائل أنقرة وما يسمى «الشرطة العسكرية» على طول مسار طريق الرتل، وخصوصاً في إعزاز وجرابلس ومنطقة المعبر، خشية من احتلال المنطقة من «النصرة» لتثبيت وجوده فيها ونقل إدارييه إلى المعبر، بحجة حماية حلفائه في «أحرار الشام»، التي تشمل معها ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» في إدلب والأرياف المجاورة لها.

وسبق أن أوعزت إدارة أردوغان إلى ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض، المدعومة منها، باستلام معبر «الحمران» من «أحرار الشام»، وذلك بموجب مخرجات اجتماع غازي عنتاب مطلع تشرين الثاني الفائت بين الاستخبارات التركية ومتزعمي فصائل ما يسمى «الجيش الوطني» التابع لأنقرة، غير أن «أحرار الشام» رفضت تسليمه حتى اليوم مدفوعة بوعود «النصرة» لحمايتها، بعدما آزرها التنظيم في اشتباكاتها مع ميليشيا «الفيلق الثالث» المدعومة من تركيا في حزيران الماضي، التي أدت إلى سيطرة «النصرة» على مدينة عفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن