رياضة

ليستر يأبى الترجل عن صهوة جواد البريميرليغ … تعثر القطبين الكبيرين علامة استفهام

| محمود قرقورا

استطاع نادي ليستر سيتي الحفاظ على صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه عشية عيد الميلاد، كخير هدية لجماهيره وأغرب مفاجأة لمشاهدي ومتتبعي البريميرليغ.
قبل انطلاق الموسم كانت آمال وتطلعات وطموحات نادي ليستر سيتي البقاء بين فرق الدوري الممتاز، ولكن المدرب الإيطالي رانييري عرف كيف يجد التوليفة القادرة على إزعاج الكبار فكانت الصدارة المستحقة رغماً عن أنف الجميع.

عندما تصدر النادي الأزرق بعد 13 مرحلة همس المتابعون بأن المباريات الكبيرة غابت عن الأسابيع الأولى لهذا الفريق، وعندما واجه آرسنال سقط بخمسة أهداف لهدفين أمام جماهيره، فكانت لقاءات اليونايتد وتشيلسي وإيفرتون هي المفصل بنظر النقاد، وإذا بالفريق يحصد سبع نقاط من هذه المباريات الثلاث بانتظار ما سيفعله عندما يزور ليفربول يوم السبت المقبل حيث مباراة إثبات الذات للنادي الأحمر وتأكيد الصدارة للنادي الأزرق الذي يستحق أن يكون فارس أحلام هذه النسخة من الدوري الإنكليزي.
من حيث الشكل العام فإن بطولة الدوري هذا الموسم تدور في فلك آرسنال ومانشستر سيتي اللذين تقابلا في وقت متأخر أمس كختام مثالي للجولة السابعة عشرة، ومن حيث منطق الكرة فإن ليستر سيتي فرض احترامه على الجميع وجعل من إمكانية فوزه باللقب أمراً وارداً ولو أننا نشك في ذلك حتى اللحظة، لكن متى استطاع ترويض ليفربول فاقد التوازن فإن نظرتنا ستختلف 180 درجة.
بعيداً عن أهل القمة التي يبدو توتنهام واليونايتد قادرين على اللحاق بها فإن إشارات استفهام عديدة حول عديد الأندية وعلى رأسها القطبان الكبيران اليونايتد زعيم الأندية الفائزة باللقب رغم اهتزازه وعثراته وهنا التناقض، وليفربول ثاني أكثر المتوجين وزعيم الإنكليز أوروبياً، وكذلك حامل اللقب تشيلسي الذي وجدت إدارته نفسها مضطرة للتخلي عن خدمات المدرب الأشهر في تاريخ النادي البرتغالي جوزيه مورينيو، والسؤال الذي يطرح نفسه في أوساط البريميرليغ: متى تعود هذه الأندية الثلاثة إلى رشدها وهي التي دخلت الموسم مرشحة للمنافسة مع قناعتنا المطلقة بأن اليونايتد ما زال قريباً من أهل القمة لكن بظروف يجب أن تكون أفضل من ذلك وخصوصاً من حيث الثقة بالنفس، فجماهير أولد ترافورد تطالب صراحة بإقالة المدرب الهولندي فان غال.

أسباب جوهرية
تفوق ليستر سيتي مرجعه العديد من الأسباب ويأتي في مقدمتها التألق اللافت للثنائي جيمي فاردي والجزائري رياض محرز، فهذا الثنائي سجل 28 هدفاً «15 لفاردي هدافاً للدوري حتى الآن و13 لمحرز» خلافاً للأهداف التي ساهما بها، وعندما ننظر فنرى أن ثلاثة أندية فقط سجلت أكثر من 28 هدفاً وهي آرسنال والسيتي وإيفرتون ندرك قيمة وأهمية هذا الثنائي الذي يعد الأشهر في تاريخ النادي، ولا ننسى أن فاردي سجل رقماً قياسياً بتاريخ الدوري الممتاز من حيث التسجيل بشكل متتالٍ بواقع 11 مباراة.
السبب الآخر أن الفريق يلعب للاستمتاع متحرراً من أي ضغوط، وحتى عندما يلعب متصدراً نشاهده يؤدي كرة سهلة يسيرة والنتائج تأتي تباعاً.
والسبب الأهم أن المدرب رانييري واللاعبين ما زالت أقدامهم على الأرض رافضين فكرة الفوز باللقب والغرور الذي يؤدي إلى الفشل.

علامات استفهام
لا أحد يدري ما الذي يحصل لليونايتد، إذ غاب الفوز عن الفريق في المباريات الست الأخيرة بمختلف المسابقات وفي الدوري اكتفى بنقطتين من آخر أربع مباريات، ووجد نفسه خارج الشامبيونزليغ وهذا شكل فجوة بين المدرب فان غال واللاعبين وجماهير الفريق التي تطالب صراحة بإقالته والإدارة تصبر علّه ينتشل الفريق وهو قادم على موقعتين صعبتين في «البوكسينغ داي» أمام ستوك سيتي وتشيلسي وربما أدت الخسارة في إحدى هاتين المباراتين لإنهاء الشراكة مع المدرب الذي لم يستطع أن يكون المنقذ بعد رحيل السير فيرغسون.
ليفربول بدا متعافياً بعض الشيء في المراحل الأولى للمدرب كلوب، ولكن على الورق الأمور ما زالت تراوح في المكان، فالمدرب السابق روجرز حصد 12 نقطة من 8 مباريات وها هو كلوب يحصد الرصيد ذاته من 9 مباريات، وكأن تشخيص المشكلات عصي على المدرب الذي وجد السبيل للتأهل أوروبياً وفي كأس الرابطة، فهل تبقى الأمور غائمة أم إنها ستنجلي مع عودة المصابين أو فتح سوق الانتقالات؟
تشيلسي تلقى 9 هزائم في 16 مباراة مع مورينيو فكان لابد من الطلاق بين المدرب وإدارة النادي، والملاحظ أن الفريق حقق الفوز المقرون بالأداء يوم السبت الفائت أمام سندرلاند على مرأى من المدرب الجديد الهولندي هيدينك الذي تابع المباراة على المدرجات، ونعتقد أن الإقالة أتت بوقتها لأن مورينيو بالذات شكك بولاء بعض اللاعبين له.

اللقب في الملعب
لا خلاف أن 21 مرحلة تصنع المعجزات في الدوري الإنكليزي ومن الجائز التتويج لأي من الأندية الستة الأولى على سلم الترتيب، كما أن فرصة ليفربول وتشيلسي للفوز بمقعد مؤهل لدوري الأبطال ما زالت قائمة بشرط الصحوة الواثقة التي لا رجعة فيها للنتائج المتواضعة والأداء المهزوز، وفيما يلي نتائج الجولة الأخيرة:
تشيلسي * سندرلاند 3/1، إيفرتون * ليستر 2/3، يونايتد * نوريتش 1/2، ساوثمبتون * توتنهام صفر/2، بروميتش * بورنموث 1/2، ستوك * كريستال بالاس 1/2، نيوكاسل * أستون فيلا 1/1، واتفورد * ليفربول 3/صفر، سوانزي * ويستهام صفر/ صفر، ولعب في وقت متأخر أمس آرسنال والستي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن