الأولى

المقاومة لإسرائيل: لن نُقفِل الحساب

| بيروت – محمد عبيد

باتت المعادلة القائمة الآن أنه كلما اقترب موعد الانتصار على الإرهاب التكفيري، تدخل العدو الإسرائيلي للنيل من أبرز قادة المقاومة العاملين على جبهة الجولان المحتل أمثال سمير القنطار وجهاد عماد مغنية وإخوتهما استباقاً لما ينتظره منهم ومن المقاومة الوطنية السورية العتيدة بعد التفرغ له.
فأجهزة كيان العدو الإسرائيلي العسكرية والأمنية ومراكز دراساته الإستراتيجية دائمة التوتر والانشغال والمتابعة منذ بدء الأزمة في سورية وبالأخص منذ مشاركة حزب اللـه ومستشاري الحرس الثوري الإيراني إلى جانب الجيش العربي السوري في التصدي لمجموعات الإرهاب التكفيري وحماية الحدود السورية مع هذا الكيان في الوقت ذاته، وذلك لسببين: الأول أن المخاوف والهواجس الإسرائيلية تضاعفت نتيجة الخبرات التي سيكتسبها مجاهدو هذا الحزب الولاّد والفتي من خلال مشاركتهم هذه في مجالات عسكرية وقتالية جديدة ومختلفة عن تلك التي اعتادوها في مواجهاتهم السابقة ضد جيش العدو الإسرائيلي، مع ما يعني ذلك من تجربة لأسلحة حديثة واستخدامها المتكرر قبل استعمالها المحتمل في أي حرب مقبلة ضد هذا العدو. والثاني هو القلق الأكبر من تَكَوّن مقاومة عسكرية وطنية سورية تساند المقاومة المدنية الشعبية في قرى الجولان المحتل وتعيد صياغة قواعد الاشتباك التي تجاوزها العدو الإسرائيلي مرات عدة من خلال تنفيذ غارات على مواقع للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وعلى بعض مصانع تطوير الأسلحة العائدة للجيش العربي السوري، واستتباعاً لذلك مخاطر الدمج العسكري والأمني بين الجبهتين اللبنانية والسورية على ترتيبات العدو وخصوصاً في المنطقة الواقعة على حد الجدل السياسي بين قراري مجلس الأمن الدولي 242 و425 حول تبعية مزارع شبعا وقرية الغجر واللتين صارتا بفعل هذا الدمج مادة لرفع مستوى الاستنفار الإسرائيلي وخصوصاً لجهة جبهة الجولان المحتل التي كان العدو قد اعتقد أنه دجنها وجمدها ولن تقوم لها قائمة. من الطبيعي أن يراهن العدو الإسرائيلي على استنزاف قدرات الجيش العربي السوري، بفعل هذه الحرب التي تُشن ضده من قوى دولية وإقليمية عديدة، بوصفه آخر الجيوش العربية المتبقية في مواجهته بعد ما تم تحييد البعض منها نتيجة اتفاقيات «سلام» وتدمير البعض الآخر مع ما رافق ذلك من إضعاف وتفكيك وحصار لقوى المقاومة الفلسطينية ومن إغراق لجيوش أخرى في حروب جانبية كما هو حال الجيشين السعودي والإماراتي في اليمن، ومن الطبيعي أيضاً أن يسعى العدو إلى ضرب كوادر حزب اللـه كلما تسنت له الفرصة المؤاتية باعتبار أن هذا الحزب هو الحالة التنظيمية العربية والإسلامية المقاومة المتبقية التي تمكنت من الانتصار عليه مرات عدة والأهم أنها عملت على تثمير انتصاراتها كما أدبياتها السياسية في تعزيز ثقافة المقاومة وترسيخها في ذهن الأجيال بعد محاولة تعميم فكرة السلام الخادع المسموم بنظرية أن وجود الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين قدر محتوم لا مفر من التعايش معه.. ولكن ليس من الضروري أن تتحقق هذه المراهنات أو أن تنجح تلك المساعي وخصوصاً بعد الصمود الذي أظهره الجيش العربي السوري في صده للمشروع الإرهابي التكفيري والتأسيس للانتصار عليه، كذلك التكامل بينه وبين المقاومة والحرس الثوري الإيراني واتساع دائرة الحلفاء والداعمين على المستويين الإقليمي والدولي.
على أي حال، ليس جديداً علينا أن نرى إسرائيل شريكاً في الحرب الإرهابية على سورية والمقاومة وليس غريباً أيضاً أن تعلن انضمامها غير المباشر إلى حلف الإرهاب السعودي- القطري- التركي وخصوصاً أنها كرسته بالتطبيع القديم – المُجدَّد مع أنقره وليس مستهجناً أن يخطئ قادة العدو في حساباتهم فهم أدمنوا ذلك، ولكن الجديد عليها وعلى حلفائها سيكون نوعية الثأر لدم سمير القنطار وإخوته.. الذي لن يقفل الحساب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن