رياضة

بعد تداعيات الزلزال المدمر وآثاره النفسية … أندية حلب تعاود نشاطها وتجهز فرقها لاستكمال المنافسات

| حلب ـــ فارس نجيب آغا

عادت عجلة النشاط الرياضي لأندية حلب بعد فترة من التوقف نتيجة الزلزال الذي تعرضت له البلاد حيث باتت جميع مقرات الأندية كما يعلم الجميع مراكز إغاثية على مدار أيام الأزمة تجسيداً للحالة الإنسانية وتعاطفاً مع الأسر المتضررة التي هجرت من منازلها والتي باتت بلا مأوى إما بفعل الزلزال وإما نتيجة تصدع الأبنية التي تم إخلاؤها من سكانها، الحياة يجب أن تستمر بهذه الكلمة اتفق الجميع على أن الأمور من المفروض أن تعود لنصابها وعجلة الرياضة لا يمكن أن تتوقف كثيراً ومن المنطق أن تعود كما كانت سابقاً فهناك أيضاً عائلات تعيش على عائدات النشاط الرياضي من مدربين ولاعبين وإداريين وموظفين، مضت فترة المحنة بمرارتها وقسوتها وقدمت الأندية كل ما يمكن من خلال واجبها الإنساني والأخلاقي والوطني تجاه أبناء بلدها ولم يقصر أحد في مد يد العون والمساعدة وإرسال شاحنات الإغاثة إلى جميع المناطق المنكوبة، واليوم بدأت الأندية تتعافى وتعود إلى وضعها الطبيعي في ممارسة عملها التنظيمي والفني تحضيراً للاستحقاقات القادمة في الألعاب كافة، «الوطن» تواصلت مع بعض المسؤولين في الأندية الحلبية لتقف على الواقع الحالي لها.

مطالب واستقرار

رئيس نادي الحرية السيد أحمد قدور: تم تفعيل النشاط الرياضي منذ أيام بعد أن قدمنا كل ما نستطيع من مواد إغاثية، فضلاً عن وضع صالة النادي وقت الأزمة تحت خدمة الأسر المتضررة، فرقنا جميعها عادت لنشاطها دون استثناء تحضيراً للمنافسات القادمة بجميع الألعاب، فريق كرة القدم يتدرب بشكل يومي تحت قيادة المدرب مقوم عباس، كذلك فريق كرة السلة يواصل تحضيراته لاستئناف الدوري بقيادة المدرب الوطني أشرف دركزلي وبوجود اللاعب الأجنبي الذي مازال معنا ولم يغادر، وحول الأمور الاستثمارية أكد قدور أن مجلس الإدارة أجرى عملية تقييم جديدة لجميع المستثمرين من الناحية المالية، وقد تم إرسال كتب رسمية إلى الجهات المختصة لهذا الأمر وننتظر الموافقة على ذلك، وأوضح قدور أن أي كتلة مالية تصل إلى النادي يتم صرفها حسب الأولوية، كما أن هناك تفهماً من جميع أبناء النادي لوضع البيت الأخضر، والنادي يعيش فترة من الاستقرار بعيداً عن الشللية والتحزبات السابقة التي طويت صفحتها، وهناك رغبة في عودة النادي لمكانته الطبيعية بين الكبار وخاصةً في لعبة كرة القدم التي تعتبر الهم والاهتمام والشغل الشاغل للجميع لكونها واجهة النادي، وتلك مطالب الجمهور وهذا مطلب حق وهي تطالب برؤية فريقها بين أندية الدوري الممتاز، ونحن كمجلس نقدم كل ما يمكن من دعم ونتطلع لأن يعود فريقنا لمكانه بين الكبار، فنادي الحرية صاحب تاريخ كبير وإنجازات كثيرة، وقد رفد على مدار السنين جميع المنتخبات الوطنية بالعديد من اللاعبين، وختم قدور حديثه: بكل أمانة وصراحة نعمل ما يمليه علينا ضميرنا تجاه نادينا ولن ندخر وقتاً أو جهداً في أن نكون ضمن الصفوف الأولى وفي الألعاب كافة، ولكن بحسب استطاعتنا فنحن لدينا واقع لا يمكن أن نغفل عنه أو نتهرب منه، وكل ما نستطيع فعله لن نتردد بالإقدام عليه فالنادي أمانة في أعناقنا.

عمل إنساني

رئيس نادي عفرين السيد أحمد مدو: أكد أن فريق رجال كرة القدم مازال في حالة توقف ولم يعاود نشاطه بعد وخاصةً أن المباراة المتبقية من دور المجموعات مع الجهاد لن تلعب بعد تقدم منافسنا بكتاب إلى الاتحاد العربي السوري لكرة القدم يعتذر من خلاله عن خوض المواجهة لأنها تحصيل حاصل ولن تقدم أو تأخر في ترتيب المجموعة، وذلك بعد الاجتماع الذي جرى منذ أسبوع بين المسؤولين في اتحاد الكرة ورؤساء الأندية حيث منح اتحاد اللعبة الأريحية في اتخاذ القرار لمن يريد الاعتذار عن استكمال النشاط نتيجة الظروف الصعبة، وبناء عليه فضلنا كمجلس إدارة إراحة اللاعبين لبعض الوقت خاصةً أن الدور القادم سيكون بعد شهر ونصف تقريباً، وهناك فترة زمنية طويلة ويمكن تجهيز الفريق عند اقتراب الدور التالي خلال بضعة أسابيع وهذا لا يشكل عائقاً لنا، وفيما يخص فريق الشباب فقد عاد لمرانه وهو يستعد لإكمال مسابقة دوري أندية الدرجة الأولى، وختم مدو حديثه لـ«الوطن»: لا شك أمورنا المالية صعبة ونواجه ضائقة والكل يعرف تماماً واقع نادينا حيث نعتمد على الهبات والتبرعات من المحبين الذين لا يدخرون جهداً في دعم النادي على الدوام، لكن الفترة الحالية تم التوجه إلى الدعم الإغاثي فهناك أسر كثيرة مهجرة ومن واجبنا أن نأمن لها سكنها واحتياجاتها لذلك فضلنا أن يذهب الدعم لها وتقديم العمل الإنساني والوطني على العمل الرياضي الذي سيأتي لاحقاً.

أزمة ورحيل

نادي أهلي حلب من جهته يواصل تحضيراته لاستكمال مرحلة إياب الدوري السوري الممتاز تحت قيادة مدربه الجديد حسين عفش، الفريق لم يتوقف إلا بضعة أيام فقط بعد حادثة الزلزال ومن ثم عاود نشاطه، كما تم التوقيع مع لاعب إفريقي يلعب في مركز قلب الهجوم تعويضاً عن رحيل النيجيري أوكيكي ومحمد كامل كواية.

الأمور في أهلي حلب مستقرة ولكن يبقى الجانب المالي الذي يؤرق الجميع وخاصةً أن مجلس الإدارة لم يتمكن إلا من صرف نصف راتب شهر من أصل ثلاثة أشهر مستحقة للاعبين بذمة مجلس الإدارة الذي يعيش واقعاً مالياً صعباً نتيجة تراكم الديون بمئات الملايين.

أما كيفية الخروج من هذه الدوامة فالأمر غير واضح وهو بعلم الغيب وحتى الجهاز الفني الذي قدم استقالته لديه مستحقات متأخرة لم يتم صرفها له حين تمت التسوية بين الجانبين، بينما سيباشر فريق كرة السلة تمارينه على أرض صالة الجلاء بشكل مبدئي وسيقود الفريق المدرب الوطني عثمان قبلاوي لحين التواصل مع المدرب اللبناني غسان سركيس ومعرفة وضعه وخاصةً بعد أن تم تغير نظام الدوري، فربما سيكون هناك اتفاق جديد بما يخص الجانب المالي بين النادي والمدرب، وحول قضية اللاعب عبد الوهاب الحموي تشير الأخبار إلى أن الموضوع ربما في طريقه نحو الحل من حيث السماح للاعب بالمغادرة مقابل مبلغ مالي سيتم دفعه لنادي أهلي حلب عوضاً عن ذلك بعد أشهر من المعاناة وعدم التوصل لأي اتفاق بين اللاعب والنادي، وكان الحموي قد أكد أن عملية التأخر في سداد مستحقاته عن الموسم الماضي كانت السبب الرئيسي في طلب الرحيل نتيجة عدم الإيفاء بالوعد التي قُطع عدة مرات ما أجبر الحموي على المغادرة من دون العودة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن