عام برشلونة

| غانم محمد 

ساعات قليلة تفصلنا عن وداع عام 2015 بكل ما فيه من لحظات كروية بحلوها ومرها.
إذا كانت منتخبات تشيلي والمكسيك وساحل العاج وأستراليا حازت الألقاب القارية فإن نادي برشلونة صبغ عام 2015 بلونه فأكل العنب تاركاً لغيره الحصرم.
بطولة الليغا كسبها في الأمتار الأخيرة بعد منافسة شرسة من غريمه الأزلي ريال مدريد الذي بدا في الطريق الصحيح بعد فوزه في ذهاب الكلاسيكو 2014/2015 يوم عاد سواريز لممارسة المهنة، ولكن برشلونة بثلاثي الرعب جيّر الأمور لمصلحته منذ مباراة إياب الكلاسيكو وسار بثبات حتى النهاية فكسب المدرب أنريكه الرهان في الوقت الذي خسر فيه أنشيلوتي منصبه.
البلوغرانا لم يكتف بلقب الدوري فجمع المجد من طرفيه عندما فاز بكأس الملك على حساب بلباو معززاً رقمه القياسي وكي يكون الموسم مثالياً حقق دوري الأبطال للمرة الرابعة في الألفية الثالثة كرقم قياسي والخامسة في تاريخه ليقف إلى جوار ليفربول والبايرن في المركز الثالث مقابل سبعة ألقاب لميلان وعشرة للملكي المدريدي وجاء اللقب على حساب السيدة العجوز التي جددت شبابها ولكن!؟
البرشا الذي عرف بدريم تيم (3) امتلك حظوظاً كبيرة للفوز بالسداسية التي حازها مع غوارديولا عام 2009 فربَّع ألقابه عندما حاز السوبر الأوروبية على حساب ابن جلدته إشبيلية بعد مباراة ماراثونية مجنونة.
الخطوة الخامسة شابها الغرور فكانت الفاتورة خسارة ثقيلة أمام بلباو بكأس السوبر المحلية فطعنت السداسية بالصميم.
الخطوة السادسة كانت مونديال الأندية حيث لا مجال للتهاون وخاصة أن اللقب الثالث يعني دخول التاريخ وهذا ما كان والمكاسب كانت عظيمة، إذ دخل خمسة لاعبين من البرشا التاريخ بلقب ثالث على رأسهم ليونيل ميسي، وليو بالذات أضحى الهداف التاريخي للبطولة إلى جوار زميله سواريز برصيد خمسة أهداف مع فارق أن سواريز هو صاحب الرقم القياسي بعدد الأهداف لبطولة واحدة كما أنه الوحيد الذي سجل الهاتريك بتاريخ المسابقة.
إبداعات برشلونة كانت بفضل منظومة متكاملة درة تاجها الثلاثي الاستثنائي الذي أنسى العالم أجمع ثلاثي هولندا مع ميلان غوليت وباستن وريكارد أواخر الثمانينات وأول التسعينيات.