رياضة

البرشا بطل أوروبا والعالم واللاروخا يكسر نحسه مع كوبا أميركا … عام 2015 يكتسي باللونين الأحمر والأزرق

| خالد عرنوس

أيام قليلة ونودع عام 2015 الذي شهد العديد من الأحداث الكروية المهمة على الصعيد العالمي والقاري كما هي العادة رغم أنه من السنوات الفردية فكانت البداية من القارة السمراء التي شهدت صعود أفيال ساحل العاج إلى القمة للمرة الثانية بتاريخهم وانتهاء بتتويج برشلونة الإسباني بطلاً للعالم وفي القارة اللاتينية دخل اللاروخا التشيلياني التاريخ بعد 99 عاماً من مشاركته بكوبا أميركا ففاز بلقبه الأول على صعيدها وكذلك في قارة آسيا حقق الكنغارو الأسترالي القفزة المنتظرة منذ عشر سنوات فأصبح زعيماً لبطولتها التي استضافتها بلاده.
وإذا كان فراخ نسور نيجيريا توجوا باللقب الخامس على مستوى مونديال الناشئين (17 سنة) فإن شباب النسور البيض الصربيين فازوا بكأس العالم للشباب (20 عاماً) للمرة الأولى، وعلى صعيد الأندية حصد برشلونة خمسة ألقاب من ستة نافس عليها وآخرها مسك الختام مونديال الأندية ليصبح زعيمه المطلق، وبالخطوط العريضة لاحظنا طغيان اللونين الأحمر والأزرق على معظم بطولات عام 2015 وجرياً على عادة الوطن نسرد في السطور التالية أهم أحداث السنة باختصار:

عام البلوغرانا
إنه عام البرشا أو ما بات يعرف بـ دريم تيم 3 فقد استطاع النادي الكاتالوني الظفر بخمس بطولات بدءاً من الليغا التي خطفها قبل أسبوع واحد من نهاية الموسم وكان توج بكأس الملك على حساب اتلتيك بلباو في النهائي وفرض أفضليته على الشامبيونزليغ في الألفية الثالثة بتتويجه للمرة الرابعة بأقل من 10 سنوات وقد تغلب في نسخة العام الحالي على يوفنتوس 2/صفر بالنهائي الذي أقيم في برلين مكملاً سيطرة الإسبان على الزعامة الأوروبية في الموسمين الأخيرين بعد خلافته للريال على عرش دوري الأبطال وفوز إشبيلية للمرة الثانية باليوروباليغ على حساب دينبرو دينبروفسكي الأوكراني في النهائي 3/2 فأصبح الأحمر الأندلسي زعيماً للبطولة بأربعة ألقاب جناها جميعاً في العقد الأخير.
ومع مطلع الموسم الحالي التقى الفريقان الإسبانيان على السوبر الأوروبية فكانت الغلبة لبرشلونة بنتيجة 5/4 وهي نتيجة تحدث للمرة الأولى في تاريخ البطولة، لكن اتلتيك بلباو استطاع كسر هيمنته من خلال الظفر بالسوبر الإسبانية بالفوز ذهاباً 4/صفر والتعادل إياباً بهدف لمثله، ولا يمكننا مغادرة الحديث عن البرشا وألقابه الخمسة من دون الحديث عما قدمه الفريق الأزرق والأحمر تحت قيادة المدرب الجديد لويس إنريكة فقد قدم كرة قدم جميلة بأداء أمتع عشاق كرة القدم الجميلة مرفقاً بالنتائج وهاهو ينهي العام متصدراً للدوري، ولاننسى تألق الثلاثي اللاتيني ميسي ونيمار وسواريز الذي سجل رقماً خرافياً في الموسم الماضي بلغ 146 هدفاً في كل المسابقات وهاهو يكمل سجله الباهر في الموسم الحالي على الرغم من إصابة ضلعه الأشهر (ميسي) وغيابه قرابة شهرين فسجل الثلاثي مجتمعاً 52 هدفاً.

بطولات محلية
وبما أننا نتحدث عن الأندية فقد هيمن سان جيرمان (بلوغرانا باريس) على مقدرات الكرة الفرنسية من الباب للمحراب فتوج بطلاً للدوري للمرة الثالثة على التوالي وبطلاً للكأس وللرابطة المحترفة قبل أن يكمل عامه المتميز بكأس السوبر المحلية.
وبالانتقال إلى الجارة إنكلترا نجد أزرق لندن (تشيلسي) الذي توج بطلاً للبريميرليغ تحت قيادة السبيشال وان جوزيه مورينيو، بينما الكأس الأقدم في العالم (كأس إنكلترا) تكلمت باللون الأحمر لمصلحة الجار آرسنال.
وفي ألمانيا واصل البايرن رحلة زعامتها للبوندسليغا بلقب جديد في وقت مبكر جداً من الموسم أكد فيه البافاري أنه لا أحد يستطيغ إيقافه، وغاب اللونان (الأحمر والأزرق) عن منصات التتويج الإيطالية التي كان بطلها اليوفنتوس بلقب رابع على التوالي بالسييرا تحت قيادة مدرب جديد هو ماسيمليانو أليغري وبفارق كبير بلغ 17 نقطة عن روما أقرب منافسيه وبلقب عاشر بالكأس عقب التغلب في النهائي على لازيو.

إنجاز اللاروخا
في أميركا الجنوبية شهد الصيف الفائت منافسات النسخة 44 من كوبا أميركا أقدم بطولة للمنتخبات القارية على أراضي تشيلي وقد فك منتخبها الملقب باللاروخا النحس الذي رافقه خلال 36 مشاركة سابقة وهو أحد الأربعة المؤسسين للبطولة واستطاع الظفر بالكأس للمرة الأولى بعدما لامسه في أربع نسخ سابقة خسر خلالها النهائي مرتين واستطاع للمرة الأولى أن يخرج من دون خسارة وهو صاحب الرقم القياسي بعدد الهزائم بـ81 خسارة في 188 مباراة سبقت بطولة 2015.
وقد سار الفريق الذي قاده المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي بطريقة رائعة طوال البطولة حتى بلغ النهائي فبدأ بالفوز على الإكوادور 2/صفر وتعادل مع المكسيك 3/3 قبل أن يتخم شباك بوليفيا بخماسية نظيفة، وفي ربع النهائي أبعد الأورغواي بهدف ثم تخطى البيرو في شبه النهائي 2/1 وفي المباراة التتويجية انقاد مع التانغو الأرجنتيني إلى ركلات الترجيح إثر التعادل السلبي وفيها ابتسم الحظ لأصحاب الأرض الذين فازوا بـ 4/1، وقد استحق ذوو القمصان الحمراء والسراويل الزرقاء اللقب بفضل تألق فيدال وسانشيز وميديل وفارغاس وفالديفيا وإيسلا وخارا وكل هؤلاء بقيادة الحارس البارع كلاوديو برافو.

أسمر برتقالي
في القارة السمراء تخطى أفيال ساحل العاج اللعنة التي أصابت جيل ديديه دروغبا أشهر هداف أنجبته ملاعب البلد الساحلي الغربي من إفريقيا والذي خسر مباراتين نهائيتين عامي 2006 و2012 وحل رابعاً عام 2008 وذلك بفضل تألق الأخوين يايا وكولو توريه وجيرفينيو وزوكورا و غراديل وسالمون كالو وويلفريد بوني وبوبكر باري وسواهم الذين خاضوا النسخة الثلاثين لكأس إفريقيا تحت قيادة المدرب الفرنسي رينيه جيرار.
وبدأ المنتخب العاجي بتعادلين مع مالي وغينيا بالنتيجة ذاتها 1/1 قبل أن يفوز على الكاميرون 1/صفر وفي ربع النهائي أبعد الجزائر ثم الكونغو الديمقراطية من نصف النهائي بنتيجة 3/1 وفي النهائي تعادل سلباً مع نظيره الغاني وتفوق بركلات الأعصاب الترجيحية بنتيجة 9/8 بعد 22 ركلة وهو اللقب الثاني للأفيال في البطولة بعد عام 1992 وكلاهما على حساب نجوم غانا وبركلات الترجيح.

الضيف الثقيل
في آسيا أقيمت النسخة السادسة عشرة لبطولة المنتخبات فيها خارج القارة جغرافياً حيث استضافتها أستراليا الضيف الذي انضم إلى القارة الصفراء كروياً فكان منتخبها (السوكيروزو) أو الكنغارو ضيفاً ثقيلاً ونجزم بأنه بات غير مرغوب فيه بعدما اغتنم قسماً كبيراً في البطولات الآسيوية على الصعد كافة وهاهو يتوج باللقب الأهم في القارة في المشاركة الثالثة له فقط في نهائياتها، ففي 2007 خرج من ربع النهائي و2011 بلغ النهائي وخسره أمام الزعيم الياباني، وفي 2015 اجتمعت الظروف المثالية ليقتنص اللقب ويشارك في قطاف ثمار خطأ كبير ارتكبه الاتحاد الآسيوي بعدما هزم الشمشون الكوري في النهائي.
البطولة جاءت مميزة وشهدت مشاركة رقم قياسي من المنتخبات العربية وغابت التعادلات عن دورها الأول في مرة نادرة في البطولات القارية والعالمية واستعاد العرب بعضاً من بريقهم بعدما غابوا عن مربع كبار 2011 ومثلهم في نسخة 2015 الإمارات والعراق اللذان تجاوزا اليابان وإيران بركلات الترجيح لكنهما خسرا بالتثبيت في شبه النهائي أمام أستراليا وكوريا بنتيجة 2/صفر، وحلً الأبيض الإماراتي بالمركز الثالث بفوزه على الأخضر العراقي 3/2 وفي النهائي المنتظر الذي جاء تكراراً للقاء الكنغارو والشمشون بالدور الأول وثأر أصحاب الأرض من الخسارة صفر/1 بالفوز بهدفين لهدف بعد وقت إضافي إثر التعادل 1/1 في الوقت الأصلي.

هيمنة ولقب أول
وبما أننا دخلنا في الحديث عن المنتخبات فنذهب غرباً حيث كرس التريكولور المكسيكي هيمنة قارة أميركا الشمالية والوسطى المعروفة بالكونكاكاف عقب استعادته اللقب على الأراضي الأميركية حيث سبق لمنتخب أبناء العم سام التتويج بكأس 2013 ونجح المنتخب المكسيكي بتتويج للمرة الثالثة في أربع بطولات على حساب منتخب جامايكا 3/1 في النهائي الذي غاب عنه الأميركان للمرة الأولى منذ خمس بطولات، ولأن بطولة الكونكاكاف تقام كل عامين مرة فقد أقيمت مباراة قمة بين آخر بطلين لتحديد ممثل الاتحاد في كأس القارات التي ستقام في روسيا 2017 واستطاع التريكولور الفوز بالنهاية على اليانكيز بنتيجة 3/2.
وجرياً على عادة الفيفا أقيمت بطولتا مونديال الشباب والناشئين وفي الأولى التي استضافتها نيوزيلندا بعد الفوز على البرازيل في النهائي 2/1 بعد وقت إضافي وأنهى المنتخب الصربي ذو اللون الأحمر البطولة بخمسة انتصارات وتعادل وخسارة.
أما مونديال الناشئين بنسخته السادسة عشرة الذي أقيمت منافسته في تشيلي فقد شهد تتويجاً جديداً لنسور نيجيريا الذين أصبحوا ثاني فريق يحتفظ باللقب مرتين متتاليتين فقط بتاريخ البطولة عقب فوزه بالنهائي على مالي في ثاني نهائي إفريقي خالص بهدفين نظيفين واختير لاعبه نواكالي لجائزة أفضل لاعب وتوج مهاجمه أوسيمين بالحذاء الذهبي لأحسن هداف برقم قياسي في تاريخ البطولة بلغ 10 أهداف.

تراجع عربي
بالعودة إلى الأندية نجد تراجعاً جديداً للعرب عندما يتعلق الأمر ببطولتي آسيا وإفريقيا وقد خسر العرب نهائي القارتين ففي القارة الصفراء عاد غوانزهوو الصيني إلى اللقب عقب تجاوزه الأهلي دبي الإماراتي بالتعادل السلبي ذهاباً والفوز بهدف إياباً وجاء قرار إيقاف الاتحاد الكويتي من الفيفا ليحرم البلد الخليجي من لقب قاري ولو على صعيد كأس الاتحاد الآسيوي بعد تأهل القادسية والكويت إلى النهائي.
وفي إفريقيا لم يكن الوضع أفضل على الرغم من وجود خمسة أندية عربية في دور المجموعات وتأهل اتحاد العاصمة الجزائري إلى النهائي وقد خسره أمام مازيمبي الكونغولي منذ الذهاب عندما انهزم بأرضه 1/2 قبل أن يجدد فريق الغربان فوزه إياباً بهدفين نظيفين، واكتفى العرب بكأس الكونفدرالية عبر النجم الساحلي التونسي الذي فاز على أورلاندو بياتريس الجنوب إفريقي 1/صفر بعد التعادل 1/1 ذهاباً.

مفاجأة يورو 2016
وعاشت القارة الأوروبية على وقع التصفيات المؤهلة إلى يورو 2016 التي ستقام في فرنسا وستشهد زيادة فرق نهائياتها إلى 24 منتخباً ولم تمر التصفيات مرور الكرام فقد سقط منتخب هولندا (ثالث العالم 2014) وحامل اللقب عام 1988 بشكل غريب بعدما فشل بالحلول في المركزين الأول والثاني المؤهلين مباشرة أو حتى المركز الثالث المؤهل إلى الملحق فتأكد غيابه عن النهائيات للمرة الأولى منذ 1984، وبالمقابل فقد شهدت التصفيات بعض الهنّات للمنتخبات الكبيرة لكنها لم تحل من دون بلوغها النهائيات، ووحده منتخب إنكلترا حقق سجلاً غير مسبوق في تاريخ مشاركاته بالتصفيات القارية أو العالمية بحصده العلامة الكاملة عبر 10 انتصارات كاملة، واجتازت منتخبات النمسا وإيطاليا ورومانيا التصفيات من دون خسارة ، ومقابل غياب هولندا سجلت منتخبات أيسلندا وسلوفاكيا وويلز وإيرلندا الشمالية وألبانيا وصولها الأول إلى البطولة.

ميسي ورونالدو من جديد
على صعيد النجومية الفردية لا يمكن المرور على أحداث 2015 من دون الحديث عن الثنائي (ميسي – رونالدو) الذي سيطر على لقب أفضل لاعب في العالم خلال السنوات السبع السابقة وهاهما يتنافسان على الكرة الذهبية سنة ثامنة على التوالي ما أثار جدلاً جديداً حول أحقيتهما بالانفراد بهذا الشرف على الرغم من أنهما لم يستحقا كل الكرات التي حازا عليها.
قد يكون من الإجحاف نكران كل ما قدمه البرغوث الأرجنتيني والطوربيد البرتغالي خلال العقد المنصرم في عالم كرة القدم فقد حطم كل منهما عدداً من الأرقام القياسية وسجلا الكثير من الأهداف وحصدا الكثير من الألقاب لكن في بعض الأحيان كان أحدهما أو كلاهما لا يستحق لقب أفضل لاعب ولنا في عامي 2010 و2013 خير مثال، ورغم بعض الاعتراضات على ترشيح رونالدو هذا الموسم على الرغم من فشله بالفوز بأي لقب مع ناديه إلا أننا مازلنا نعيش حلقة أخرى تحمل عنوان أيهما أحق بالكرة الذهبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن