رياضة

مجهر الدوري الكروي.. المجموعة الثانية … ميزان الدوري.. عشرة فرق في أربعة طوابق

| ناصر النجار

أنهت المجموعة الثانية ذهاب الدوري الكروي الأسبوع الماضي، وستخلد إلى راحة اضطرارية حتى نهاية شباط القادم، حسب الروزنامة القديمة الجديدة وحين عودة المنتخب الأولمبي من مشاركته بالنهائيات الآسيوية التي ستجري في قطر بدءاً من الثاني عشر من الشهر القادم.
وتموضعت الفرق في مراكزها الأخيرة بنهاية الـ44 مباراة التي تم أداؤها، وتوزعت على أربعة طوابق استناداً إلى نتائجها وما قدمت من مستويات في هذا الذهاب.
وجاء فريقا الشرطة والوحدة ليحتلا الطابق الأول كأبرز فريقين في المجموعة، وقد قدما عروضاً جيدة ونتائج لافتة، ويكفي أن سجلهما من الخسارة بقي فارغاً، فلم يتمكن أي فريق من إلحاق الهزيمة بهما.
كل التوقعات أن يستمر الفريقان في منافستهما على الصدارة، وأعتقد أن المركزين الأول والثاني لن ينازعهما عليهما أحد، مادامت أمور الفريقين تمشي على هذه السلاسة، وضمن الإمكانيات الموضوعة للفريقين، مع اهتمام القائمين من إدارة النادي على فريقيهما الكرويين اهتماماً كبيراً.

مكسب كبير
فريقا الاتحاد وتشرين احتلا الطابق الثاني، وسيتنازعان حتى النهاية لنيل المقعد الثالث المؤهل عن المجموعة، هذا إن استبعدنا المفاجآت التي قد تحصل سواء من فرق الطابق الأعلى أم من فرق الطابق الثالث.
بعيداً عن هذه الحسابات، فإن الدوري كسب الفريقين الكبيرين، فعودتهما إلى المنافسة بقوة وإلى التوهج زاد من قيمة الدوري ورفع من مستوى فرق المجموعة الثانية، وهذا دليل عافية وعمل حسن، ولا شك أنه يساهم بدفع الكرة السورية نحو الأمام باعتبار أن الفريقين يضمان نخبة من مواهب الكرة القادمة، وعدداً جيداً من نجومها.
والاتحاد يعتبر من أبرز فرق المجموعة، ونتائجه التي فاز فيها على جميع الفرق بفوارق مريحة تدل على هذه الأفضلية، وخسارته الوحيدة أمام الشرطة (افتتاحاً) لها ظروفها الموضوعية، ومع ذلك وضعت الفريق على بعد خطوة واحدة من القمة، وقد يكون له كلام آخر في الإياب وخاصة إذا اكتمل نضوج الفريق وأصلح ثغراته المتعددة وخاصة في وسط الملعب.
تشرين عاد وهذا المهم، رحلة الذهاب كانت ناجحة قياساً على ما قدمه في المواسم الماضية، مشكلته أنه (متذبذب) المستوى، فتارة في القمة، وتارة أخرى دون ذلك، ولعل خسارته المفاجئة مع النواعير أوحت بذلك، وقد أجهضت بعض أحلام الفريق، ورغم ذلك تم تجاوز الصدمة بسرعة، تشرين موقوف دائماً على الأحوال الداخلية، وكلما كان البيت التشريني هادئاً كان الوضع الكروي ممتازاً، ودوماً الخوف من الأعاصير التي لا تبقي ولا تذر، لذلك على البحارة المزيد من التضامن والتكاتف والعمل على كرة القدم إن أرادوا استمرار فريقهم في سيره المتصاعد نحو الأمام وصولاً إلى تحقيق نقلة نوعية بالفريق، تعيده إلى فرق النخبة التي يحسب لها ألف حساب.

المناطق الآمنة
الطابق الثالث تحتله عدة فرق وهي على التوالي: النضال – الوثبة – النواعير – الفتوة.
يمكن اعتبار فرق الطابق هذا هو المكان الآمن الذي يقي هذه الفرق من الهبوط إلى الدرجة الثانية، مع عدم الاستهانة بمباريات الإياب التي قد تحدث مفاجآت وخصوصاً من فريق الجهاد القادر على قلب الطاولة في أي وقت وذلك بعد أن اكتسب خبرة جيدة في الذهاب، وبات جاهزاً للحضور الجيد في كل المباريات، وما قدمه أمام الشرطة من أداء جيد في لقائه الختامي يدل على ذلك.
الفرق الأربعة أبلت بلاء حسناً استناداً إلى إمكانياتها وحجمها، لكن المفاجأة كانت بفريق الفتوة الذي تراجع عن الموسم الماضي كثيراً، من جهة أخرى لم يشعرنا فريقا النواعير والوثبة بأي تطور جديد، وبقيا يدوران ضمن فلك واحد، وهذا الأمر برسم إدارة الناديين التي لم تحرك ساكناً لأي عملية تقدم أو تطوير كروي.
أما فريق النضال فقد سار على النهج ذاته الذي سار عليه الموسم الماضي، لعب بجدية ضمن إمكانياته، فلا جود إلا بالموجود، واستطاع خطف النقاط المضاعفة من الفرق الموازية كسلاح مهم للبقاء بين مجموعة الكبار، هذه هي حدود الفريق، وهو أصلاً لا يبحث عن دور أكبر، ولو في الوقت الحالي على الأقل.

الطابق الأخير
يسكن هذا الطابق الجهاد ومصفاة بانياس، وقد جاءا بالمركزين الأخيرين، الجهاد حقق فوزاً واحداً على مصفاة بانياس 4/صفر، وتعادل مع النواعير والنضال.
ورغم خسارته لست مباريات إلا أننا شاهدنا تطور الفريق في مبارياته الأخيرة، وهذا يدل على استعداد الفريق للعب دور إيجابي في الإياب قد يغير به الكثير من التوقعات حول الهبوط، واكتشف المراقبون وجود عدد من اللاعبين المهاريين مع بعض المواهب، لكن أهم ما يعاني منه الفريق هو ضعف دكة الاحتياط وهذه تحتاج إلى حلول سريعة، توقعاتنا الإيجابية هذه تشترط لتوافرها وجعلها أمراً واقعاً، وجود عملية دعم خاص للفريق، واهتمام وتحضير جيد في استراحة الدوري، ولو تحقق للفريق بعض الظروف والدعم، فحتماً سيكون له شأن آخر في إياب الدوري.
فريق مصفاة بانياس آخر فرق المجموعة، لم يحقق إلا نقطة التعادل الوحيدة التي جناها من فريق النواعير (صفر/صفر) وتعرض لثماني خسارات بعضها كان كبيراً، مرتان (صفر/4) وثلاث مرات (صفر/3).
النتائج التي حققها الفريق طبيعية وهي نتيجة حتمية للإجراءات التي اتخذتها إدارة الفريق بعدم دعمه، في طريق غير مباشر لرفع اليد عن كرة القدم بنادي مصفاة بانياس، وبالتالي فإن هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية بات مسألة وقت، وغير ذلك فإنه يحتاج إلى معجزة وظروف غير ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن