فضلية لـ«الوطن»: قروض الـ 200 مليون ليرة للمتضررين سابقة من نوعها … ستضخ كتلة مالية كبيرة في الأسواق وتنشط 80 مهنة متعلقة بالبناء

اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية في تصريح لـ«الوطن» أن المرسوم 3 لعام 2023 الذي صدر أمس الأول مرسوم غير مسبوق ولم يكن له أي مشابه منذ تأسيس سورية الحديثة، وهو جاء تحت عنوان «الإغاثة للمتضررين من الزلزال» وهو عبارة عن دعم مباشر وغير مباشر، لافتاً إلى أن بند منح قروض بسقف يصل إلى 200 مليون ليرة من دون فوائد يعد سابقة من جهة أن تتحمل الدولة كل التكاليف، وخاصة أن المرسوم اشترك مع أحكام أخرى لها علاقة بالإعفاء الضريبي الذي يعد قضية مهمة جداً، بغية التخفيف عن المتضررين من الزلزال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي السياق، توقع فضلية أن تشمل التعليمات التنفيذية للمرسوم التي ستصدر لاحقاً عن وزارة المالية كل أبناء المحافظات المنكوبة الأربع بالقروض والإعفاءات، وليس المتضررين من الزلزال بشكل مباشر فقط، على اعتبار أنه لا حدود بين المتضررين بشكل مباشر والمتضررين بشكل غير مباشر، مشيراً إلى أن وزارة المالية ستكون واعية للأبعاد الإنسانية والاجتماعية لهذا المرسوم.

من جهة أخرى، بيّن فضلية أن منح هذه الكتلة الكبيرة من القروض سيكون له أثر إيجابي من ناحية ضخ مبالغ مالية في السوق، إذ إن هذه المبالغ ستحرك السوق والطلب على أعمال البناء خاصة التي تشمل 80 نوعاً من الأنشطة، لذا سيكون هذا الأمر جيداً فيما لو تم وضع التعليمات التنفيذية المناسبة وتم منح القروض بآلية مرنة وغير معقدة، وهذا من شأنه أيضاً زيادة فرص العمل في مجالات البناء، متابعاً: «وهنا يبرز الدور الإغاثي الحقيقي للدولة الذي انتظره المتضررون من الزلزال منذ لحظة وقوعه».

وأشار فضلية إلى أن المرسوم التشريعي رقم 3 يعد أول الإجراءات الحقيقية التي اتخذتها الدولة ويغطي أحد الإجراءات التي يتوقع اتخاذها في إطار الإغاثة الحقيقية، ومن المؤكد أنه ستصدر تشريعات لاحقة بالسياق ذاته.