عربي ودولي

شمخاني دعا في بغداد لتعزيز العلاقات الإيرانية العراقية والتطبيق الصارم للاتفاقية الأمنية … السوداني: نرفض أن تكون أرضنا منطلقاً للاعتداء على دول الجوار

| وكالات

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الأحد، رفضه القاطع على أن تكون أرض العراق مسرحاً لوجود الجماعات المسلحة، بينما رعى توقيع محضر أمني مشترك بين العراق وإيران، في حين أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين.
وحسب وكالة «واع» قال المكتب الإعلامي للسوداني: إن رئيس الوزراء العراقي استقبل، أمس، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني والوفد المرافق له، مبيناً أن اللقاء شهد التباحث في العلاقات بين البلدين، والأوضاع الأمنية والسياسية في عموم المنطقة، وسبل تعزيز أمنها واستقرارها.
وأكد السوداني خلال اللقاء على موقف العراق الثابت الرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار، والرافض كذلك لأن تكون أرض العراق مسرحاً لوجود الجماعات المسلحة، أو أن تكون منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية.
وجرى استعراض تقدّم اتفاق التفاهم الأخير المبرم بين إيران، والمملكة العربية السعودية، وأكد السوداني في هذا الصدد، ترحيب العراق بهذا الاتفاق واستعداده لتقديم كل ما يعزز استقرار المنطقة.
بدوره، جدد شمخاني شكره للعراق على الدور الذي قام به على هذا المسار، كما أكد رغبة إيران في تطوير العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
ورعى السوداني، توقيع محضر أمني مشترك بين البلدين، حيث وقّعه عن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعن الجانب الإيراني علي شمخاني، وتضمن المحضر التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة.
واعتبر شمخاني، خلال لقائه في بغداد الأعرجي، أن التطبيق الصارم للاتفاقية الأمنية مع العراق، يحد بشكل كبير من التهديدات الإرهابية على الحدود.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية عن شمخاني قوله لدى لقائه الأعرجي: إنه مع التطبيق الصارم لبنود الاتفاقية الأمنية مع العراق، ومنع خلق حالة من انعدام الأمن على الحدود.
وأضاف: سيتم توفير أسس التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين، في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية أكثر من قبل، وأكّد أن تطبيق الاتفاقية الأمنية ستكون ضامنة لاستقرار الأوضاع.
من جهته، قال الأعرجي إنه لا شك في أن الاتفاق بين البلدين، لإزالة التحديات الأمنية المفروضة على العلاقات الإيرانية العراقية يخدم مصالح البلدين الصديقين والشقيقين، وأكد أن بلاده لن تسمح لأي جماعة أو دولة، باستخدام الأراضي العراقية لخلق حالة من انعدام الأمن في إيران.
ووصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح أمس، إلى العاصمة العراقية بغداد، وذكرت وكالة «نور نيوز» أنّ شمخاني توجّه إلى العراق، في إطار تعزيز إستراتيجية دبلوماسية الجوار.
ويعتبر العراق الشريك الاقتصادي الثاني لإيران، إذ تبلغ حجم العلاقات التجارية بين البلدين 10 مليارات دولار سنوياً، علماً أن رفع مستواها، يحتاج إلى معالجة بعض التحديات الأمنية التي تثقل كاهل العلاقات بين البلدين، إضافةً إلى تسريع تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية، وإعطاء دفعة للتعاون المصرفي بين البلدين.
ومن جانب آخر أكّد السوداني في كلمته بمؤتمر بغداد الدولي للحوار أمس، أنّ الحكومة رسمت برنامجاً طموحاً للنهوض بالعراق، بينما أشار إلى عدم التهاون مع أي خلل قد يتسبب باستغلال أموال الشعب، وأنّ جائحة الفساد معركة كبرى.
وقال السوداني: إنّ العراق استعاد مكانته الطبيعية حاضنا للحوارات، مؤكّداً أنّ الحكومة، رسمت برنامجاً طموحاً، للنهوض بالعراق وعقدت العزم لاستعادته مكانته الطبيعية إقليمياً ودولياً.
وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، أنّ جائحة الفساد تمثل المعركة الكبرى، مضيفاً: إنّ الحكومة العراقية تسعى إلى تحقيق حالة من الهدوء السياسي في العراق، مضيفاً: منحنا القطاع الخاص دوراً مهماً، ولن نتهاون مع أي خلل قد يتسبب لاستغلال أموال الشعب، وبيّن أن التحدي الأكبر هو استعادة ثقة المواطن عبر الإنجازات وخاصةً أن العراق يمتلك المقومات للنهوض.
وأضاف السوداني: إنّ الثروة الوطنية ملك العراقيين جميعاً، ونسعى لتحقيق كل الأهداف المرسومة.
ويعاني العراق من فساد مزمن يقوّض الإدارة العامة والاقتصاد بأكمله، وقد خسرت العملة المحلية أكثر من 10 بالمئة من قيمتها، ما أدّى إلى موجة مظاهرات متفرقة، احتجاجاً على تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وسبق أن قال السوداني إن ملايين الدولارات تهُرّب بشكل يومي إلى خارج البلاد بفواتير مزورة، موضحاً اكتشاف الأمر بعدما تم إلزام الجميع بإجراء التحويلات عبر منصة «سويفت» الإلكترونية التي تتيح للبنك المركزي الأميركي المراقبة.
وحسب السوداني فإن عمليات التهريب كُشفت من خلال تطبيق نظام «سويفت»، حيث كان البنك المركزي العراقي يبيع التجار كميات من العملة الخضراء تفوق بأضعاف ما يبيعهم إياها اليوم، ومع ذلك لم تُفقد أي من السلع في الأسواق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن