عربي ودولي

مدفيديف دعا إلى زيادة تعداد الجيش.. و«الدوما» يطالب بحظر نشاط «الجنايات الدولية» … بوتين: سننشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.. ولدينا ما نرد به على ذخيرة اليورانيوم المنضب

| وكالات

في أقوى رد روسي على إعلان لندن نيتها تزويد كييف قذائف تحوي على اليورانيوم المنضب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم بلاده نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، فيما اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن الجيش الذي يجمع بين التجنيد الإلزامي والتعاقدي يلبي احتياجات روسيا على أكمل وجه، داعياً إلى زيادة عدد القوات المسلحة الروسية.
وقال بوتين، حسب ما أفادت به وكالة «تاس» الروسية، مساء أمس: «نحن لا ننقل أسلحتنا النووية إلى روسيا البيضاء (بيلاروس)، ولكننا سنقوم بوضعها هناك كما تفعل الولايات المتحدة في أوروبا».
كما أعلن بوتين أن موسكو لديها ما ترد به على ذخيرة اليورانيوم المنضب، ولديها الكثير من هذه الأسلحة لكنها لم تستخدمها حتى الآن، وقال، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية: «يجب أن أقول إن لدى روسيا، بالطبع، ما ترد به. بدون مبالغة، لدينا مئات الآلاف، مئات الآلاف من هذه القذائف. لم نستخدمها بعد».
وأضاف بوتين في مقابلة على قناة «روسيا 24» التلفزيونية: إن ذخائر اليورانيوم المنضب التي سيزودها الغرب لأوكرانيا ليست أسلحة دمار شامل، لكنها تولد بطريقة ما الغبار الإشعاعي وتصنف على أنها أسلحة خطيرة، وإذا استخدم الجانب الأوكراني ذخيرة اليورانيوم المنضب، فإن هذا، من بين عواقب أخرى، سيؤدي حتما إلى تلوث مناطق المحاصيل، وإذا كنا نتحدث عن أوكرانيا، فإن من سيستخدمون (ذخيرة اليورانيوم المنضب) يجب أن يفهموا بقايا (هذه الذخيرة) ستلوث مناطق المحاصيل، وبهذا المعنى يمكن أن يعزى ذلك للأسلحة الأكثر ضرراً وخطورة على البشر، ليس فقط للمقاتلين، ولكن أيضاً على البيئة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة».
من جهته قال مدفيديف في تصريحات لوسائل إعلام روسية: في الوقت الحالي، يتطلب الدفاع الناجح عن وطننا جيشاً مختلطاً قائماً على أساس التجنيد الإلزامي والتعاقد، مضيفاً: «جيشنا يجب أن يصبح أكبر، وتم الإعلان عن عديده المنشود وهو 1.5 مليون شخص على الأقل».
وأشار مدفيديف إلى أن لتنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس أثر بشكل جوهري في مفاهيم بناء القوات المسلحة الروسية، حيث يتم الآن اختبار قوة الجيش في ظروف الأعمال القتالية، لافتاً إلى أن تنفيذ هذه العملية كشف عن بعض الصعوبات ولكنه ساعد في الوقت نفسه في حل مشكلة عدم تبلور المجتمع، حيث شهد حالياً عملية تبلور وتعاضد، وبات الناس يدركون ماهية المصالح العامة ويفهمون ضرورة الدفاع عن الوطن.
من جانب آخر، دعا رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إلى حظر نشاط محكمة الجنايات الدولية في روسيا ومعاقبة من يساعدها.
ونقلت وكالة «تاس» عن فولودين قوله عبر قناته في التلغرام أمس السبت: يجب فرض تغيير في القوانين يمنع أي نشاط لمحكمة الجنايات الدولية على أراضي بلدنا، ومساءلة كل من يدعم عملها ويقدم المساعدة لها، مشدداً على أهمية إبرام اتفاقيات ثنائية مع الدول الصديقة حول النبذ المتبادل للتعاون مع هذه المحكمة وعدم تقديم المساعدة لها.
وأكد فولودين أن الرئيس الروسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين يملك الحق في حماية مواطني روسيا عندما تتخذ بعض الهياكل والمؤسسات الدولية قرارات غير دستورية، مذكراً بأن الولايات المتحدة تبنت في عام 2002 قانوناً يمنع اعتقال أو احتجاز أي مواطن أميركي أو حليف بأمر من محكمة الجنايات الدولية.
وأشار فولودين إلى أن الدستور الروسي ينص على أولوية التشريعات الوطنية على التشريعات الدولية.
وفي وقت سابق، أصدرت الدائرة التمهيدية بمحكمة الجنايات الدولية التي لا تعترف روسيا بولايتها القضائية، مذكرة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمين مظالم الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا.
وفي السياق أكدت رئيسة الحزب الشيوعي التشيكي المورافي عضو البرلمان الأوروبي كاترجينا كونيتشنا أن مذكرة التوقيف التي أصدرتها محكمة الجزاء الدولية ضد بوتين ليس لها أهمية أو أي قيمة، ولا تسهم بشكل إيجابي في الوصول إلى محادثات سلام بشأن الحرب الأوكرانية.
وقالت كونيتشنا في حديث لموقع «أوراق برلمانية» التشيكي أمس: إن إصدار محكمة الجزاء الدولية في لاهاي مذكرة ضد بوتين لا يسهم في التوصل إلى اتفاقية سلام تنهي الحرب، وهو أمر مقصود في سلوك الدول الغربية، مشيرة إلى أن روسيا ليست عضواً في اتفاقية روما التي تم بموجبها تأسيس محكمة الجزاء الدولية، وبالتالي فإنها غير ملزمة بأي قرارات تصدر عن هذه المحكمة.
وفي سياق متصل اعتبر رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك أن زيارة الرئيس الصيني لموسكو تشكل «حبة مرة في فم الغرب» لأنها تمثل تعزيزاً للصداقة بين الدولتين العظميين.
وأشار باروبيك في مقال نشره في موقع «قضيتكم» الإلكتروني إلى أن الضغوط التي مارسها الغرب ولا سيما الولايات المتحدة هي التي جعلت التحالف يتنامى بين الصين وروسيا، موضحاً أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين سيصل هذا العام لأول مرة إلى 200 مليار دولار.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ في موسكو على إعطاء الأولوية لتنمية العلاقات الثنائية والتعاون لتحقيق الأهداف المتشابهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن