شؤون محلية

وللشجرة عيد…!

| نهى شيخ سليمان

أن يكون للشجرة عيد في بلدنا يعني أن طقوساً ما للفرح نمارسها عبر تقليد سنوي اعتدنا عليه، لكن ممارسة طقوس الفرح في العيد لا تنعكس فرحاً على الشجرة ذاتها رغم أن العيد عيدها.
اللاذقية ككل محافظات القطر تحتفي بعيد الشجرة وقد اختارت أن يكون احتفالها اليوم في موقع أم الطيور، والموقع يا سادة يا كرام احتفلنا به مراراً، وغرسنا به آلافاً مؤلفة من الغراس، لكن وعلى قول المثل الشعبي (ما نيال اللي جابت… نيال اللي سلمولها).. وهكذا لم يسلم من غراسنا إلا من أخطأته يد التخريب وعوامل الفناء بفعل الإهمال.
اليوم تحتفي اللاذقية بالعيد وقد أعدت ما يربو على 420 ألف غرسة حراجية منوعة لهذا الموسم من التحريج، أما مجموع ما أعدته من غراس حراجية للتوزيع فقد بلغ 720 ألف غرسة، والمواقع المقترح تحريجها فهي مواقع يعاد تخريبها للمرة الثانية أو الثالثة بفعل أعمال المجموعات المسلحة التي تقضي على الحجر والشجر والبشر في مواقع وجودها كونها على عداء محكم مع الحياة.
وما دمنا في العيد فحري القول إن مساحة الغابة في محافظة اللاذقية تزيد على 37% من مساحتها الإجمالية، وهذا رقم اعتدنا سماعه وتكراره من جميع المسؤولين القائمين على أمر الحراج منذ ما ينوف على 20 عاماً، هذا يعني أن كل أعمال التحريج السنوية لم تزد في المساحة الحراجية، وما زلنا في كل عام نحتفي بالشجرة إما في موقع محروق، وإما في الموقع المعتدى عليه قطعاً وتخريباً.
ومع المشهد المذكور تبقى الشجرة ضحية، ونبقى نحن نحتفي بها بين عام وعام، ونعلن للملأ نجاحنا في غرس مئات الآلاف من الغراس المتروك أغلبها لغضب الطبيعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن